انتهى أسبوع مثقل بالتحركات الديبلوماسية الأميركية والدولية ذات الصلة بملفات الاستحقاقات والأزمات اللبنانية الى تفاقم الغموض الذي يحوط خصوصا بمآل الواقع الميداني المتفجر على #الحدود الجنوبية للبنان مع #إسرائيل ومسار الجهود المبذولة مجددا في شأن وضع حد لأزمة الفراغ الرئاسي. ذلك ان الأسبوع الحالي شهد محطتين أساسيتين علقت عليهما الجهات والأوساط السياسية والديبلوماسية المحلية والخارجية رهانات عريضة علهما يفتحان ثغرات في جدار دورة التصعيد المثير للمخاوف في الجنوب والمنذر باستدراج لبنان الى حرب واسعة كما في جدار الانسداد المتعلق بالأزمة الرئاسية. ولا تخفي مصادر معنية عملت على رصد مجمل الحركة التي شهدتها بيروت، ان النظرة العامة الى هاتين المحطتين الأساسيتين تفترض ان تعكسا امام اللبنانيين نوعا من الاطمئنان المبدئي لكون لبنان ليس متروكا دوليا بل ان ثمة خطا بيانيا موصولا وتصاعديا يثبت ان استعادة الاستقرار على الحدود الجنوبية كما الدفع نحو تحريك جهود انتخاب رئيس للجمهورية صارا يشكلان أولوية متقدمة لدى الإدارة الأميركية كما لدى المجتمع الدولي. وتلفت المصادر عبر “النهار” الى انه لم يكن تطورا عاديا ان تتعاقب المحطتان في أسبوع واحد ولا تفصل بينهما سوى أيام، اذ ان المحطة الأولى تمثلت في زيارة الموفد الأميركي آموس #هوكشتاين لبيروت مطلع الأسبوع فيما تمثلت المحطة الثانية التي تلت زيارته باجتماع سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بملف ازمة رئاسة الجمهورية والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر و#قطر في السفارة القطرية في بيروت. وأشارت الى ان هاتين المحطتين جاءتا في الفترة التي كانت فيها الأنظار الدولية والإقليمية منشدة اكثر فاكثر الى ترقب ورصد المحادثات المحمومة للتوصل الى اعلان هدنة رمضان في غزة، باعتبار ان هذه الهدنة ستكون المفتاح الأساسي لوقف دورة الحرب الشرسة الاجرامية التي دخلت شهرها السادس في غزة مع امال عريضة في انسحاب الهدنة متى أعلنت على جبهة الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ومع ذلك فان الإحباط كان مصير المترقبين والمستعجلين لاعلان الهدنة، بعدما انهارت محادثات القاهرة وأرجئت الى الأسبوع المقبل الامر الذي انسحب تلقائيا على مهمة الموفد الأميركي هوكشتاين وتحركه المكوكي بين بيروت وتل ابيب، فكان ان عاد الى واشنطن، وترددت معلومات عن مغادرة مساعد له مكث في بيروت تحسبا لتطورات إيجابية بعد زيارة هوكشتاين لتل ابيب لكنها لم تتحقق. ولذا اعادت الجولة الأخيرة لهوكشتاين تأكيد المؤكد في صعوبة بل استحالة فك الارتباط بين جبهة الجنوب وحرب غزة بما يشكل تعاظما مثيرا لمزيد من القلق حيال ما يمكن ان يواجهه لبنان اذا مضت دورة التعثر في إرساء هدنة في غزة وتاليا استمرار دورة التصعيد الميداني في الجنوب واحتمالاتها مع تصاعد التهويل الإسرائيلي بخطط لعملية برية في لبنان.
واما في الملف الرئاسي فتلفت المصادر نفسها الى انه لا يمكن الحديث عن أي اختراق مرجح او تطور جديد غير ان تأييد سفراء المجموعة الخماسية لتحرك “كتلة الاعتدال الوطني” جاء بمثابة دفع مبدئي غير مفاجئ لان المجموعة لا يمكنها الا ان تشجع أي تحرك او مبادرة من الداخل للبننة الحل والذهاب نحو انتخاب رئيس يحظى بأوسع توافق ممكن. ومع ذلك فان مجرد تأييد المجموعة لهذا التحرك لا يجيز تضخيم الامور وتصويرها كانها قاربت الاختراق بل ان الكرة ستغدو اكثر في مرمى اللاعبين الداخليين في انتظار ما سيؤول اليه تحرك “كتلة الاعتدال”.
على خط قطر
وجرى الحديث عن رصد حركة قطرية – لبنانية لافتة في الساعات الاخيرة، اذ زار سفير قطر سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط، فيما توجه الى قطر المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل للاجتماع الى المسؤولين والتشاور في ملفي امن الجنوب ورئاسة الجمهورية. وعشية زيارة “كتلة الاعتدال الوطني” لرئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم لاطلاعه على حصيلة جولته على الكتل النيابية في شأن مبادرته الرئاسية، افادت مصادر “كتلة الاعتدال” ان “كتلة الوفاء للمقاومة” لم تسلم نواب الاعتدال جوابها بعد، وما اذا كانت ستتجاوب مع المبادرة ام ترفضها.
اما في ملف المواجهة الجنوبية، فاكد امس وزير الخارجية #عبدالله بو حبيب بعد لقائه سفيرتي السويد والاتحاد الأوروبي “اننا مستمرون بجهودنا الهادفة إلى احتواء التصعيد، ونرحب بكل المبادرات في هذا الخصوص ، ولكن نحذر، وسبق وان حذرنا، بان مفتاح الاستقرار في لبنان والمنطقة يكمن في الحلول الشاملة والمستدامة، وفقا للقرارات الدولية وللقانون الدولي”. وأضاف: “يجب التوقف عن تمويل الحرب في الشرق الأوسط وإعطاء الحلول الديبلوماسية فرصة اليوم قبل الغد”. وشدد على “أن تمويل الاونروا هو في مصلحة لبنان والاستقرار في المنطقة”.
تهديدات وتصعيد
وتوالت التهديدات الاسرائيلية المتصاعدة حيال تكثيف الجيش الاسرائيلي استعداداته لإمكان تنفيذ عملية برية في لبنان وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن إسرائيل تعد خطة لعملية برية محتملة في لبنان، في خضم التصعيد العسكري مع “#حزب الله” المستمر منذ أشهر. وقالت إن الجيش يقوم بصياغة خطة للدخول البري إلى لبنان موضحة انه تم تكليف العميد موشيه تمير بمسؤولية إعداد عدة خطط محتملة لعملية برية في لبنان بمستويات مختلفة، علما أن تمير هو من صاغ خطة دخول #الجيش الإسرائيلي إلى غزة، إذ طُلب منه استخلاص الدروس من القتال في القطاع.
وفي السياق الميداني، استهدفت غارة حربية اسرائيلية منطقة المشاعات بين المنصوري ومجدل زون، كما استهدفت اخرى منزلاً في بلدة برعشيت، وأفيد عن سقوط جريحين. وطاول القصف المدفعي حي كركزان شمال بلدة ميس الجبل وحولا الجهة الجنوبية . وكان الطيران الحربي الاسرائيلي أغار ليلا على منزل في مجدل زون، ما ادى الى تدميره بالكامل، ووقوع اصابات طفيفة في صفوف الاهالي من جراء تناثر الزجاج و الحجارة على المنازل المجاورة، بالإضافة الى اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات. كما أغار على منزل في بلدة رامية، واقتصرت الاضرار على الماديات.
وأعلن “حزب الله” أنه استهدف انتشاراً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع الراهب بقذائف المدفعية كما استهدف بصاروخ فلق 1 تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع جل العلام ، واستهدف تجمعا للجنود الإسرائيليين والياته شرق موقع السماقة في تلال #كفرشوبا ، ثم استهدف “ردا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية مرابض مدفعية العدو في ديشون بصواريخ الكاتيوشا “.