IMLebanon

النهار: الداخل يتحرك… مرونة نيابية واجتماع لـ”الخمسة”

 

عززت الاتصالات والمشاورات التي تواصلت خلال عطلة نهاية الأسبوع بعيدا من الأضواء المعطيات التي أوردتها “النهار” السبت الماضي حيال تصاعد معالم إيجابية في شأن بلورة توافق نيابي واسع يسبق جلسة #مجلس النواب المقرر انعقادها الأربعاء المقبل لمناقشة موضوع هبة المليار يورو الأوروبية ومن خلالها ملف النازحين السوريين كلا. وبدا من المعطيات المتوافرة عن هذه الاتصالات ان ثمة تقدما في الاتجاه نحو بلورة صيغة توصية وصفت بانها على جانب بارز من الأهمية لجهة استجماع موافقات الكتل الكبيرة المختلفة الاتجاهات السياسية عليها، والتي يتوقع ان تتناول الموقف الجامع الذي يعبر عنه اللبنانيون في ما يعود الى إعادة النازحين السوريين الى بلدهم وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية أساسية في الاضطلاع بواجبه لهذه الناحية. علما ان الأبرز في أي توصية قد تصدر عن الجلسة او تستبق انعقادها سيتمثل في حجم التوافق السياسي ورمزيته حيالها بحيث تشكل رسالة ذات وقع قوي داخليا وخارجيا. وتبدو الأجواء قبل ثلاثة أيام من الجلسة النيابية مائلة الى استمرار التفاؤل بالتوصل إلى هذا “الاختراق” النيابي والسياسي في حال اكتماله طبعا، بما قد ينعكس تشجيعا لفتح مسالك سياسية مسدودة اذا قيض للجلسة النيابية ان تمر من دون صدمات سلبية او إخفاقات.

 

وأفادت معلومات بان رئيس مجلس النواب #نبيه بري كلف معاونه السياسي النائب علي حسن خليل بالتواصل مع سائر الكتل النيابية لاستطلاع رأيها حول التوصية التي ستخرج عن جلسة مناقشة النزوح النيابية المقررة الأربعاء. وأكدت المعلومات أن خليل لم يضع أي تصور أو أي ورقة سيعرضها على الكتل، إنما سيسأل كل كتلة من دون استثناء عن مطلبها من الحكومة بخصوص ملف النزوح. وسيبدأ جولة اتصالاته لتوحيد الرؤية. ولفتت الى أن هذه الخطوة تم تنسيقها مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي سيتعاطى بإيجابية مع توصية مجلس النواب وسيعمل على تنفيذها.

 

والجلسة النيابية قد تتزامن أيضا مع عودة استئناف تحرك سفراء دول المجموعة الخماسية المعنية بازمة الفراغ الرئاسي في لبنان وهي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر. ويتوقع في هذا السياق ان ينعقد اجتماع جديد للسفراء الخمسة يوم الأربعاء أيضا في مقر السفارة الأميركية في عوكر هذه المرة عملا بدورية الاجتماعات التي يعقدها السفراء بين مقار السفارات الخمس. وإذ يغلب الاعتقاد بان الاجتماع المقبل لا يخرج عن اطار المتابعات التي يجريها السفراء، ولن يشهد أي تطور، من غير المستبعد ان يزور السفراء لاحقا الرئيس بري للتشاور معه في تطورات الازمة الرئاسية. وثمة من توقع رصدا ديبلوماسيا دقيقا لمجريات الجلسة النيابية الأربعاء وفي ظل ما ستشهده وتسفر عنه من نتائج خصوصا اذا جاءت توافقية، قد تتحرك مساع ديبلوماسية جديدة للدفع نحو توافق مماثل في الملف الرئاسي .

 

في أي حال، بدأت الإجراءات المتشددة التي يتخذها الأمن العام تلاقي أصداء إيجابية واسعة اقله لجهة تلمس تدابير فعالة للمرة الأولى لاحتواء العشوائية الخطيرة التي تواكب الوجود غير الشرعي للأكثرية الساحقة من النازحين السوريين. وقد واصل الأمن العام في البقاع حملته على المؤسسات غير الشرعية التي يقوم بتشغيلها نازحون، ومنهم لا يملكون أوراقا ثبوتية أو إقامات عمل، وشملت الحملة مناطق جب جنين وغزة في البقاع الغربي والنبي شيت في البقاع الشمالي وبر الياس في البقاع الاوسط. وبناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، تم إقفال مؤسسات مخالفة على مثال تصليح وبيع دراجات هوائية ونارية ومحال سمانة ومستودعات لتخزين الحبوب ومحامص وبيع مفروشات.

 

في غضون ذلك غادر امس قائد الجيش العماد جوزف عون لبنان إلى دولة قطر، تلبية لدعوة من نظيره القطري رئيس أركان القوات المسلّحة الفريق الركن طيار سالم بن حمد بن عقيل النابت. وسيتناول البحث حاجات المؤسسة العسكرية وسبل دعمها لتُواصل القيام بمهماتها حفاظًا على أمن لبنان واستقراره.

 

وفي المواقف البارزة من التطورات الداخلية شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس على “إنّ الوضع في المنطقة يستدعي وجود رئيس للدولة، وكذلك الحرب في فلسطين، وأيضًا قضيّة النازحين السوريّين وأولئك المتواجدين لا شرعيًّا على الأرض اللبنانيّة وعودتهم إلى الأماكن الآمنة في سوريا وهي تفوق بكثير مساحة لبنان”. وقال: “انا لنأسف لعدم تعاون الدول الأوروبية والدوليّة مع لبنان لحلّ مشكلة النازحين وعودتهم إلى وطنهم، لأنّ هذه الدول ما زالت تستعمل النازحين لأغراض سياسيّة في سوريا، ولا تريد الفصل بين المشكلة السياسيّة وعودة هؤلاء إلى وطنهم فيحمّلون لبنان هذا العبء الثقيل ونتائجه الخطيرة للغاية، غير مدركين أنّهم يهيّؤن مجرمين وإرهابيّين ستكون هذه الدول مسرحهم قبل غيرها”.

 

وبعيدا من الاطار السياسي المباشر شهد “الشمال الماروني” ظاهرة رمزية معبرة تمثلت في حضور الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وعائلته حفل عمادة أقامه جوي الضاهروعقيلته داليا جنبلاط لابنتهما في دير مار أنطونيوس قزحيا في إهدن، بحضور بيار الضاهر وعائلته ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعقيلته. ودوّن وليد جنبلاط كلمة في السجلّ التذكاري، جاء فيها: “على أمل أن تكون هذه العمادة المباركة في مار أنطونيوس قزحيا تأكيداً ومتابعة للمصالحة التاريخية في الجبل وفي لبنان برعاية البطريرك مار #نصرالله بطرس صفير عام ٢٠٠١” . وقام جنبلاط عقب ذلك بزيارة عائلية لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية .

 

تراجع الغارات !

على صعيد الوضع الميداني في الجنوب أجمعت التقارير على رصد تطور غامض ولافت تمثل في تراجع وانحسار الغارات ال#إسرائيلية بشكل شبة كامل عن جنوب لبنان منذ صباح السبت الماضي واقتصر تحليق الطائرات الحربية الاسرائيلية على التصدي لمسيّرات “#حزب الله” ومحاولات اسقاطها. ورصدت التقارير إنها المرة الأولى منذ 8 تشرين الأول لا تستهدف فيها اسرائيل قرى الجنوب بغارات جوية حربية، فيما واصل “حزب الله” تنفيذ هجماته الصاروخية والمسيرة الامر الذي اثار تساؤلات عن السبب، من دون اسقاط عامل المناورة الإسرائيلية واحتمال ان يكون ذلك مقدمة لنمط هجومي جديد بعدما تكثفت بقوة ضربات الحزب للشمال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة .

 

وفي المقابل تعمد “حزب الله” الإعلان في الساعات الأخيرة عن ادخال صواريخ ثقيلة جديدة في المعركة وهي “صواريخ جهاد مغنية” اذ كشف استهداف ‏انتشار للجنود الإسرائيليين في محيط موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ‏ب “صواريخ جهاد مغنية” كما استهدف ‏آلية عسكرية تحمل تجهيزات تجسسية إضافةً إلى استهداف تجهيزات فنية أخرى في ثكنة هونين ‏ بالصواريخ الموجهة.

 

وتم تفعيل صافرات الإنذار في نهاريا وضواحيها صباح امس ، بسبب تسلل طائرة من دون طيار، ولم تنجح محاولة اعتراضها فيما أطلق “حزب الله” صاورخاً مضاداً للدروع باتجاه مستوطنة مرغليوت في الجليل الأعلى.

 

وتركز الاستهداف الإسرائيلي في الجنوب، على عمليات القصف المدفعي التي وقعت بعد منتصف ليل السبت، على أطراف بلدة الناقورة، مستهدفاً جبل اللبونة، ما أدى إلى أضرار جسيمة بالممتلكات والمزروعات والأحراج. وقصفت المدفعية أطراف بلدتي الجبين والضهيرة والاودية المحيطة بهما.

 

ومن المقرر ان يلقي الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله كلمة في الخامسة عصر اليوم في ذكرى مصطفى بدر الدين .