Site icon IMLebanon

النهار: تعميم رعب المجازر على كل لبنان والاتحاد الأوروبي يضغط لحماية اليونيفيل

 

 

يكاد لا يمرّ يوم في مجريات الحرب المتدحرجة على لبنان إلا وتطبعه مجزرة بشعة جديدة. ولكن التوغّل الإسرائيلي أمس إلى أيطو في قضاء زغرتا، سجّل مأثرة دموية مضاعفة الأثر في إرعاب الناس إذ أنها أولاً المنطقة النائية والأبعد اطلاقاً التي طاولتها الغارات الجوية منذ بدء هذه الحرب، وهي ثانياً الاستهداف الدموي وسط تجمعات النازحين اللبنانيين بما يصعب معه التمييز بين الأهداف الأمنية أو المدنية.

 

وفيما كانت المعيصرة التي شهدت قبل أيام مجزرة مماثلة أودت بـ17 شهيداً من أفراد عائلة واحدة جرى تشييع بعضهم أمس، ابتليت أيطو بمجزرة مماثلة أودت على الأقل بـ22 شهيداً أيضاً، الأمر الذي أشاع رعباً شاملاً إذ بدت إسرائيل وقد جعلت من تجمعات النازحين المنتشرين في سائر المناطق اللبنانية، من دون استثناء، أهدافاً عسكرية في ما يشكل خطر ارتكاب مذابح جماعية متدحرجة ويحوّل كل المناطق وكل المنازل والأماكن التي تضم نازحين أهدافاً محتملة للهجمات الدموية. وستضغط المجازر المرتكبة بقوة على أي تحرك دبلوماسي في شأن وقف الحرب ومنع اتّساعها، ولكن لبنان لم يلق بعد أي استجابة عملية لردع المجازر أولاً وتجنيب المدنيين الاعتداءات الإجرامية، في حين تصاعدت المخاوف مجدداً من الردّ الانتقامي المحتمل والمتوقع لإسرائيل على هجوم “حزب الله” على ثكنة عسكرية في حيفا ليل الأحد الماضي والذي شكل ضربة قاسية لها.

 

وقد أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس نظيره الأميركي لويد أوستن بأن إسرائيل سترد “بقوة على “حزب الله” بعد أن استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية ما أسفر عن مقتل أربعة جنود”. وقال مكتب غالانت إن الأخير تحدث إلى أوستن خلال الليل وشدّد على” خطورة الهجوم والردّ القوي الذي سيتم القيام به ضد حزب الله”. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهّدَ بمواصلة ضرب “حزب الله” حتى في بيروت.

 

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ للمرة الأولى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان غارة على مبنى سكني في بلدة أيطو- زغرتا. وأفاد صاحب المبنى وهو من آل علوان أن الشخص الذي استأجر المنزل هو من آل حجازي وكان استأجره لـ8 عائلات معظمهم من كبار السن مع طفل. وأشارت معلومات أخرى أن العائلات هي من آل فقيه وآل حجازي.

 

وكشف رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية أنه طلب من “حزب الله” ألا ينزح أي شخص يشكل خطرًا على أهالي زغرتا باتجاه المنطقة. كما قال إن “من يستثمر بموضوع النازحين ويقول إن هناك سلاحاً نقول له إن الإرهاب ليس أطفالاً ولا نساء و”حزب الله” ليس إرهاباً، كما أننا لا نضع سلاحاً بين المنازل وبين الناس، والسلاح عندنا هو للحماية الشخصية ونحن داعمون لـ”حزب الله” ولو كنا سنقاتل معه فإن ذلك يكون في الجنوب”.

غير أن النائب ميشال معوض أعلن من أيطو أن “ما تم استهدافه ليس بلدة أيطو بل عنصر حزبي من “حزب الله” كان متواجداً مع عائلته في منزله وهذا ما وصلنا من الأجهزة الأمنية”.

 

ونفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على مختلف قرى البقاع والجنوب فيما أعلن “حزب الله” بعد سلسلة بيانات استهداف مدينة صفد بصلية صاروخية كبيرة.

 

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عصراً أنه تم إطلاق صواريخ أرض- أرض من لبنان على تل ابيب، الأمر الذي دفع أكثر من مليوني إسرائيلي الى الملاجئ. وتوقفت حركة الملاحة في مطار بن غوريون إثر إطلاق الصواريخ، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف المنصة التي أطلقت الصواريخ باتجاه وسط إسرائيل، كما أعلن عن محاولات اعتراض لصواريخ عدة عبرت من الأراضي اللبنانية باتجاه وسط إسرائيل.

 

الاتحاد الأوروبي واليونيفيل

وفي الاصداء الخارجية أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن قلقه “من إطلاق “حزب الله” صواريخ على إسرائيل، ومن قصف إسرائيل مناطق سكنية ذات كثافة عاليه في لبنان”. وجدّد “الدعوات لوقف إطلاق النار بالشرق الأوسط” مؤكداً، “نحن ضد هجمات إسرائيل على قوات اليونيفيل”.

 

من جهتها، وزعت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان بياناً في شأن الهجمات الأخيرة ضد “اليونيفيل” أعربت فيه عن “قلق الاتحاد البالغ إزاء التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق. كما دان كل الهجمات ضد بعثات الأمم المتحدة”. وأعرب عن “قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد اليونيفيل والتي أسفرت عن إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام. وتشكل مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وهي غير مقبولة على الإطلاق”.

 

وفي التحركات الديبلوماسية برز استقبال ملك الأردن عبدالله الثاني لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر الحسينية في عمان، حيث أكد الملك “وقوف الأردن المطلق إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، ودعم سيادته وأمنه واستقراره”. وشدّد “على استعداد المملكة لتقديم المساعدات للأشقاء اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم جراء الحرب الدائرة”. وقال “إن الأردن يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان”. وحذر “من استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع”.