Site icon IMLebanon

النهار: هوكشتاين إلى إسرائيل “بنقاط تقدم ومساحات ضبابية”… احتدام واسع وتوغل إضافي جنوبا للقوات الإسرائيلية

 

 

قبل أن ينتقل من بيروت التي أمضى فيها يومين حافلين بمحادثات “مفصلية” وجولة “بانورامية” على عدد من الزعامات اللبنانية، تعمّد الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لفت محادثيه كما الرأي العام اللبناني إلى أنه يتولى مهمته لوقف الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” بدفع من الإدارة الأميركية الحالية والرئيس الأميركي المنتخب سواء بسواء، بما أضفى على هذه المهمة “مهابة” وجدية اضافيتين.

 

 

وبات في حكم المعلوم والمؤكد، أن مجمل ما أفضت إليه محادثات هوكشتاين و”مفاوضاته” المتعددة الجولات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وما تركته لقاءاته مع قيادات لبنانية أخرى، سيتقرر مصيرها اليوم في لقاء يُفترض أن يكون حاسماً بين هوكشتاين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل التي انتقل اليها الموفد الأميركي مساء أمس.

 

ومع أن تكرار هوكشتاين عقب زيارته مرة ثانية أمس لعين التينة النفحة التفاؤلية ولو بكتمان شديد عن أي عنوان أو تفصيل يتصل بمسودة الاتفاق الذي يعمل على استيلاده، كشف مصدر مطلع على مجريات المفاوضات لـ”النهار” أن ثمة ارادة قوية وواضحة وحازمة لدى الجانب الأميركي للتوصل إلى اتفاق يوقف النار وينهي الحرب، وقد نجح هوكشتاين فعلاً في تضييق المسافات الفاصلة عن اكمال هذا الاتفاق لكن ليس هناك بعد من تطابق بين موقفي المفاوض اللبناني وإسرائيل. وأشار المصدر نفسه إلى أنه لا تزال هناك “مناطق ضبابية” في مسودة الاتفاق ولو أن تقدماً تحقق في نقاط معينة رافضاً الكشف عن طبيعة التباينات أو نقاط التقدم. ووصف اللقاء الثاني مع بري بأنه كان أفضل من اللقاء الأول.

 

كما نقلت تقارير اعلامية عن مصادر أميركية أن هوكشتاين سيطرح على إسرائيل ورقة أميركية تؤكد تفهم واشنطن لحق إسرائيل بالانفاذ الصارم في حال حصول أي انتهاك لاتفاق وقف الاعمال العدائية مع لبنان. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن اتفاق وقف النار في لبنان ممكن خلال أسبوع إذا تمت تلبية شروطهم.

 

وقد أظهرت جولة هوكشتاين على مجموعة من القيادات السياسية اللبنانية حرصه على إطلاعها على مضمون الاتفاق ومرتكزاته إذ يحتاج الاتفاق في حال حصوله، إلى ضمان تأييد كل القوى السياسية في لبنان للاتفاق ودعمها كذلك، لئلّا ينفرد “حزب الله” في الاستئثار بالقرار اللبناني سلماً بعد استئثاره به حرباً. وهو الأمر الذي قد يغطي الثغرة في أداء أهل السلطة سواء بتولي بري التفاوض بالنيابة عن “حزب الله” وبتكليف منه في ظلّ استبعاد كلّي للقوى السياسية عن اتفاق يفترض أنه سيشمل لبنان ويترك انعكاسات كبيرة عليه مستقبلاً وسواء بتغييب السلطة التنفيذية نفسها عن مسؤولية التفاوض باسم لبنان والتنازل عن صلاحياتها في هذا الإطار.

 

وأوضح هوكشتاين بعد زيارته الثانية لعين التينة أمس “أن هذا الاجتماع تم بناء على ما حصل البارحة وقد أنجزنا تقدماً اضافياً وسوف أنتقل خلال ساعتين إلى إسرائيل لمحاولة الوصول إلى خاتمة إذا تمكّنا من ذلك”.

 

ورداً على سؤال حول النقاط العالقة أجاب: “لن أعلن عن مسار التفاوض علناً وما هي هذه النقاط. هناك تقدم وهناك رئيس (أميركي) جديد وسنعمل مع الادارة (الأميركية) الجديدة وسنبحث هذه الامور مع الرئاسة الجديدة وسيكونون على علم بكل ما نقوم به، وكما قال الرئيس بايدن سيكون هنالك انتقال نظامي للسلطة ولا أعتقد أن ذلك مشكلة”.

 

 

 

وبعد الظهر زار هوكشتاين الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والتقاه مع رئيس الحزب تيمور جنبلاط والنائبين مروان حماده ووائل أبو فاعور. وشملت جولة هوكشتاين الرئيس ميشال عون في الرابية. وكان زار مساء الثلاثاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب حيث أكد جعجع أن “اي حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701، والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، لن يكون ذا جدوى للبنان”.

 

قاسم والتصعيد جنوبا

في غضون ذلك جاءت كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم تعمّد الحزب باظهار تشدده في الميدان فيما أوحى بمرونة مشروطة على خط التفاوض.

وقال قاسم إن “الحزب تسلّم الورقة التي تبحث في المفاوضات ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها ولدى الرئيس نبيه بري ملاحظات كذلك وهي متناغمة ومتوافقة وهذه الملاحظات قدمت للمبعوث الاميركي وتم النقاش فيها بالتفصيل. ونحن قررنا عدم التكلم عن مضمون الاتفاق ولا عن ملاحظاتنا”.

 

غير أنه أضاف: “تفاوضنا تحت سقفين، وقف العدوان بشكل كامل وشامل وحفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للعدو أن ينتهك ويقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة”. وتابع: “أعددنا لمعركة طويلة ونحن نتفاوض الآن ولكن ليس تحت النار لأن إسرائيل أيضاً تحت النار. ولا أحد يستطيع أن يضمن ما إذا كان سيؤدي الاتفاق إلى وقف لإطلاق النار لأنّه مرتبط بالردّ الإسرائيلي والاتفاق مرتبط بوقف العدوان وبسيادة لبنان”.

 

ولفت قوله “سنبني معاً بالتعاون مع الدولة والدول التي ستُساعد في إعادة الإعمار وسنقدم مساهمتنا لانتخاب رئيس بالطريقة الدستورية وستكون خطواتنا السياسية تحت سقف الطائف وسنكون حاضرين في الميدان السياسي لنبني ونحمي”.

 

ولعل العامل اللافت الذي واكب هذا المناخ تمثل في اشتداد وتيرة المعركة البرية في الجنوب حيث تعكس التقارير توغلاً لا يستهان به للجيش الإسرائيلي بما يؤكده سقوط قتلى في صفوفه. وإذ رفعت القوات الإسرائيلية العلم الإسرائيلي في بلدة شمع الجنوبية بعدما دخلت علما الشعب، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على القرى الجنوبية ودارت اشتباكات عنيفة ومحاولات إسرائيلية للتقدم على محوري طير حرفا- مجدل زون ومحور عين الزرقا في أطراف علما نحو شمع والبياضة، وتحدثت تقارير عن مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك جنوب لبنان في الساعات الأخيرة.

 

واظهرت سلسلة البيانات التي أصدرها “حزب الله” كثافة عملياته داخل الحدود الجنوبية بما يعكس تعمق التوغل الإسرائيلي تدريجاً. إذ أعلن أنه استهدف تجمعاً للقوات الإسرائيلية في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، وعند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع وتجمعاً في مدينة الخيام وقوة مشاة إسرائيلية في وادي هونين عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا.