IMLebanon

النهار: “حزب الله” بعد “المسيّرة”… “تكنيس” الخصوم !

 

بسرعة خاطفة غير “مقدّرة” جيدا لدى الحلفاء كما لدى الخصوم الداخليين، انبرى “#حزب الله ” في الأيام الأخيرة إلى الاستثمار الانتخابي المزدوج الوجه: خارجيا في اطلاق “التحدي الاستراتيجي” الجديد ضد إسرائيل عبر اختراق الطائرة المسيّرة “حسان” الاجواء الاسرائيلية غداة اسقاط إسرائيل طائرة أولى حاولت الاختراق وفشلت. وداخليا في رفع وتيرة النبرة الدعائية والسياسية والإعلامية بشكل لافت بلغ حدود عدم التحفظ عن استحضار نبرة التهديد والتهويل على الخصوم. ولأن الحزب الذي يشكل الذراع الأساسية ل#إيران في #لبنان والمنطقة، يصعب تصور اندفاعاته في معزل التطورات التي تتصل بالسياسات الإيرانية، فان التقديرات الأولية البديهية التي تفسر اندفاعه المزدوج هذا، تذهب إلى التوقعات المتعاظمة باقتراب التوصل إلى تسوية في مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني ربطاً بالرسائل الإيرانية التي يراد لها ان تذهب في اتجاه إسرائيل خصوصاً. واذا كان هذا البعد لا يعتبر مفاجئا كثيرا في “عرض الإنجاز” المتصل بصناعة المسيّرات وإطلاقها في فضاء التحدي الإقليمي عبر تعريض لبنان بخطورة عالية للعودة إلى سابق “وظائفه” كساحة استخدام في الصراعات والتسويات الإقليمية والدولية، فان المفاجئ اكثر بدا في اللهجة التصعيدية التي توسلها مسؤولون في “حزب الله” تحت ذريعة تهديد الاميركيين “وأزلامهم” في معرض اعتبار جميع خصوم “حزب الله” الذي يتباهى ويفاخر بالدعم الكلي الإيراني له وارتباطه المطلق بايران، بانهم “ازلام” اميركا. هذا “التطور” لا يعزله معظم المعنيين الذين يرصدون بدقة حركة الحزب ومواقفه في الآونة الأخيرة عن استشعار الحزب بان الأرض الداخلية تميد تحت قدميه لجهة تعاظم تحميله تبعات أساسية في الانهيار الكبير المتدحرج في لبنان بما املى عليه الانبراء إلى بدء سياسة هجومية لتغطية السموات بالقبوات عند مشارف المرحلة الانتخابية مستقويا بالتحدي الناشئ مع إسرائيل. وما دفعه إلى تصعيد نبرته أكثر في رأي هؤلاء المعنيين الصمت المطبق التام الذي التزمه حليف الحزب العهد العوني كما الحكومة وسائر اقطاب السلطة حيال التطورات الأخيرة المتصلة بالتحدي الناشئ بين الحزب وإسرائيل والذي بدت فيه الدولة اللبنانية مغيّبة تماما ولا وجود لها ولا كلمة في مجريات الأمور.

 

في ظل هذا المناخ بدا لافتا ان ينبري احد القادة البارزين في “حزب الله” رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين خلال اليومين السابقين إلى توجيه تهديدات مباشرة لخصوم الحزب تحت شعار الهجوم على الاميركيين. ومما قاله في كلمة وزعتها دوائر الحزب له امس :”يجب أن يعرف جميع اللبنانيين، والأميركيون سيعرفون عاجلا أو آجلا، أنه إذا استمرت هذه الضغوط وهذا اللؤم والحقد على اللبنانيين في معيشتهم ومالهم، لن يكون أمامنا خيار إلا أن نعتمد على أنفسنا ونبني بلدنا كما يجب أن تبنى الأوطان والبلدان، ونمتلك من العقول والإمكانات والقدرات التي تؤهلنا إن شاء الله مع كل المخلصين والشرفاء لإعادة بناء لبنان الجديد القوي المنيع المقاوم المحصن المستقل، الذي يحفظ سيادته البحرية والبرية ونفطه وثرواته المائية ويحفظ حاضرة هذا البلد ومستقبله للأجيال الآتية”. وأضاف: “إذا، الأميركي يريد أن يأخذنا للضغط الأقصى، وأعتقد يجب علينا أن نذهب إلى الخيار الأقصى في الاعتماد على أنفسنا لبناء وطننا عندها، منكنس الأميركي وأزلامهم في لبنان”.

 

 

صمت رسمي وردود سياسية

وكان الصمت الرسمي حيال اطلاق مسيرة “حسان ” التابعة لـ”حزب الله” وردّ اسرائيل بطلعات في الأجواء اللبنانية طغى في الأيام الثلاثة الأخيرة على مجمل المشهد الداخلي. ولكن هذا التطور اثار ردود فعل سياسية لدى خصوم الحزب بدءا بما علق به ساخرا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر” اذ قال: “ان خطة النهوض مع صندوق النقد الدولي تتوضح وقد اوصى كبار المستشارين من الفريق اللبناني بتبني الليرة واستثمارها في شركات وطنية مثل كهرباء لبنان، المثل الاعلى للنجاح. اقترح توظيف اموال المودعين في قطاع الطائرات المسيّرة المصنوعة محليًا او الصواريخ او المتفجرات ففيها مردود أفضل”.

 

وفي سياق ردود الفعل نفسها اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “اتفاق مار مخايل خرّب لبنان وأخذه إلى جهنم وشعب لبنان لن يركع وسيقف في وجه هذا المشروع الأسود ولبنان الذي نريده ليس لبنان المسيّرات ومعيب زج لبنان بأخطار داهمة كما يحصل اليوم”.وأضاف “أنتم حوّلتم لبنان إلى جهنم بسبب تفاهماتكم وفشلكم وصفقاتكم ولبنان الذي نريده هو لبنان الكرامة والحرية والثقافة والبحبوحة هو لبنان السلام والانفتاح والفن”. وتابع “مشروع هيمنة كبير يواجهنا وأنتم قادرون على مواجهته بورقة صغيرة تضعونها في صناديق الاقتراع”.

 

كما ان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل اعلن امس في كلمته خلال اجتماع الماكينة الانتخابية للحزب في “فوروم دو بيروت” ان “حزب الله يسيّر طيراناً فوق إسرائيل ويورّطنا بويلات وويلات ومَا مِن رئيس جمهورية او حكومة أو مجلس يسأله من كلّفك وبقرار مَنْ وباستراتيجية مَن، لأن القرار عند حزب الله وليس عند الدولة، وباقي الأطراف عاجزون وضائعون ويضيّعون البلد معهم”. ولفت إلى “أننا وصلنا إلى مكان يقال فيه إن الحزب سمح للدولة بأن تتابع مفاوضات الترسيم والدولة تسمع الكلمة، لقد ضيّعوا مرسوم التشكيلات القضائية، مرسوم ترسيم الحدود، التدقيق الجنائي بمصرف لبنان، وإذا وافقوا أو لم يوافقوا على الموازنة، ضيّعوا البطاقة التمويلية واموال الـ PCR وخطة الإنقاذ وضيّعوا رياض سلامة!”.

 

 

في ميونيخ

وسط هذه التطورات برز حضور الملف اللبناني في محطات عدة على هامش مؤتمر الامن الذي انعقد في ميونيخ في المانيا . فعقب لقاء عقد بين وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان ووزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن لفت بلينكن عبر حسابه على “تويتر” أنهما ناقشا الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا، كما ناقشا ملف إيران ومنطقة الساحل ولبنان.

 

كما طرح الوضع في لبنان بتعقيداته الراهنة في لقاء عقد بين رئيس الوزراء #نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان . وأفاد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي انه جرى خلال الاجتماع عرض العلاقات اللبنانية – الفرنسية ومساعي باريس لدعم لبنان في كل القطاعات. كما تم الاتفاق على استكمال البحث خلال الزيارة المرتقبة للودريان إلى لبنان “قريبا جدا”.

 

ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رنده تقي الدين عن مصدر ديبلوماسي فرنسي ان الوزير لودريان أكد لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه سيزور لبنان في اوائل آذار. وقال ان هدف الزيارة دفع الحكومة التي عاودت اجتماعاتها إلى المضي قدما في الاصلاحات وايضا التقدم مع نتائج ملموسة في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والهدف الآخر هو ضرورة التقدم في الاستعدادات لانتخابات تجري في موعدها وتكون حرة وشفافة وان لودريان يريد التأكد من الاعداد لها.

 

إلى ذلك تناول الوزير الفرنسي مع نظيره الاميركي انطوني بلينكن الموضوع اللبناني واتفقا على الاستمرار في دعم الحكومة اللبنانية في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي وفي حثها على المضي قدما في الاصلاحات كي يتم تعبئة الاسرة الدولية بشأن المساعدات ووضعه في صورة زيارته المقبلة إلى لبنان.

 

 

المحطة اللبنانية الثالثة في ميونيخ كانت في الكلمة التي القاها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في المؤتمر اذ تطرق فيها إلى الوضع في لبنان وشدد بعد التوترات الأخيرة الحاصلة على “ضرورة حلّ أي أزمة عبر الحوار”. وأضاف “أنَّ الإصلاح في لبنان أولوية وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيفية حكم بلادهم”. وتابع، “نحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها”.

 

إلى ذلك تعقد اليوم وغدا جلسة تشريعية لمجلس النواب يتضمن جدول اعمالها مجموعة من مشاريع القوانين الاصلاحية ، من بينها مشروع قانون المنافسة، ومشروع يتعلق باستقلالية السلطة القضائية. وتحدثت معلومات عن ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيسعى إلى الحؤول دون أي محاولة في الجلسة للدخول من بوابة الملف الانتخابي إلى ادخال تعديلات على قانون الانتخاب الامر الذي يعتبر احدى المحاولات لتطيير الاستحقاق. وترددت في هذا الصدد معلومات عن خطر جديد محدق بانتخابات المغتربين من خلال اتجاه مديري الوحدات الادارية في وزارة الخارجية والمغتربين إلى اعلان الاضراب بسبب مرور خمس سنوات على تشكيلاتهم التي لم يصدرها مجلس الوزراء حتى الآن. وأشارت المعلومات إلى ان هذا الاضراب، في حال تنفيذه، سيوقف كل المعاملات الخارجية للبنانيين، بدءًا من جوازات السفر وصولًا إلى العمل اليومي للسفارات، مرورًا بالتنفيذ اللوجستي للإنتخابات النيابية.