IMLebanon

النهار: “التسونامي” يقلب الأكثرية… والمفاجآت متواصلة!

 

على رغم البطء الذي تتسم به عمليات استكمال فرز النتائج الرسمية للانتخابات النيابية واعلانها، بما سيستلزم مرور ثلاثة أيام قبل إعلانها نهائيا، فان المعالم والتداعيات الكبيرة لهذه الانتخابات باتت شبه مثبتة بحيث نقلت البلاد في اقل من اربع وعشرين ساعة بعد اقفال صناديق الاقتراع مساء الاحد، من مقلب الى مقلب آخر. والواقع ان #لبنان بدا غداة اليوم الانتخابي امام واقع صاعق رسمته الوقائع الانتخابية الجديدة ولو طرأت مع عمليات الفرز المتواصلة عوامل من شأنها تغيير البعض فيه، وهو الامر الذي جعل الجهات التي منيت بتراجعات وخسائر، لم تكن في حساباتها ولا في التقديرات المسبقة، تلزم امس الصمت المعبر وتترقب اكتمال الصورة الشاملة لخريطة توزع القوى والتكتلات الجديدة والقديمة في مجلس النواب المنتخب الجديد. ويمكن القول ان الساعات الأربع والعشرين التي أعقبت الانتخابات ثبتت التحول “الاستراتيجي” الأكبر الذي يشكله انقلاب الأكثرية الجديدة في مجلس النواب من قوى “الممانعة” أي تحالف 8 اذار الذي يعد تحالف العهد العوني وتياره مع “حزب الله” عموده الفقري الى تجمع “سيادي – تغييري” يمثله التكتل النيابي الأكبر الذي حصدته “القوات اللبنانية ” في ما سمي “تسونامي” والذي كاد يربو على 20 نائبا والحزب التقدمي الاشتراكي وقوى وتكتلات أخرى من قوى 14 اذار سابقا كحزب الكتائب وحزب الاحرار ونواب مستقيلين سابقين ومستقلين اعيد انتخابهم، بالإضافة الى تكتل جديد وافد منبثق من انتفاضة المجتمع المدني الذي سيضم اكثر من 12 نائبا جديدا على الاقل. ومع ان التكتل الجديد لا يندرج ضمن تحالف محتمل مع القوى والشخصيات الحزبية والسياسية التقليدية، فان لوحة الأكثرية والأقلية المتبدلة وفي انتظار انتهاء النتائج الرسمية يرجح ان تتجاوز نصف عدد أعضاء المجلس للقوى السيادية والتغييرية فيما لا تتجاوز قوى 8 اذار الـ 61 نائبا. ولذا رسمت المفاجأت التي سجلت في بعض عمليات الفرز امس علامات استفهام وشكوك واتجاهات نحو تقديم طعون. وابرز هذه التطورات ما تردد مساء امس عن سقوط النائب القواتي في بشري جوزف اسحق لمصلحة المرشح الخصم وليم طوق.

 

وفي سياق اخر أظهرت عمليات الفرز في حاصبيا – مرجعيون فوز المرشح فراس حمدان من المجتمع المدني على حساب مروان خير الدين وهو المرشح الثاني الذي يسقط على لائحة رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه الدائرة بعد اسعد حردان لمصلحة مرشحي المجتمع المدني. كما افيد ليلا عن فوز المرشحة عن لائحة “لوطني” في بيروت الأولى سينتيا زرازير بمقعد الأقليات.

 

ولعل اللافت في هذا السياق ان “حزب الله” وخلافا لـ”تقاليده” في انكار وتجاهل الاعتراف بالخسائر السياسية، أقر امس بالخسارة البرلمانية، اذ كشفت مصادر متحالفة مع “حزب الله” أن “من المرجح أن يخسر “الحزب” وحلفاؤه الأغلبية البرلمانية، بحسب ما أفادت “رويترز”. كما نقلت عن المصادر أن “حزب الله” وحلفاءه لن يحصلوا على على أكثر من 64 مقعدا من أصل 128″.

 

ولكن رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد سرعان ما استعاد استعانته بنبرة التهويل والتخوين في ما عكس الموقف العصبي الانفعالي الذي يعيشه الحزب حيال نتائج الانتخابات. وقال خلال حفل استقبال في النبطية إحتفالاً بفوزه بالإنتخابات مخاطبا الفريق الآخر: “إذا لا تريدون حكومة وطنية فأنتم تقودون لبنان إلى الهاوية وإياكم أن تكونوا وقود حرب أهلية، فنحن نرتضيكم أن تكونوا خصومًا لنا في المجلس النيابي لكن لا نرتضيكم أن تكونوا دروعًا لـ إسرائيل”. واضاف رعد : “عليكم التعاون معنا وإلا فإن مصيركم العزلة”، مشدّدًا على أننا ” نحرص على العيش المشترك وإياكم أن تكونوا أعداءً لنا فالسلم الأهلي خط أحمر”. وأضاف: “سنسعى الى معالجة الأزمة الإقتصادية التي أغرقنا بها أعداء لبنان وإياكم أن تخطئوا الحساب معنا” .

 

 

سقوط “رموز”

وربما ساهم في هذه العصبية ما واكب كشف النتائج المتتابعة للانتخابات من سقوط لافت ذي دلالات بارزة ومعبرة لرموز سياسيين ونقابيين وحزبيين من حلفاء للحزب معروفين بالتصاقهم وعلاقاتهم الوثيقة مع نظام بشار الأسد من ابرزهم طلال ارسلان ووئام وهاب واسعد حردان وأخيرا ايلي الفرزلي. حتى ان معالم تشظي تداعيات “التسونامي” الجديد اصابت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي دخل التنافس الحاد مع “القوات” والمجتمع المدني على الأصوات الى عقر نفوذه في زغرتا، ولم يتجاوز عدد نوابه العائدين الى المجلس الاثنين فقط، علما ان النائب المستقيل ميشال معوض سجل تقدما في عدد الأصوات التي نالها على النائب طوني فرنجية وقد احتدمت المعركة على المقعد الثالث في زغرتا وانتهت الى مصلحة المرشح عن المجتمع المدني ميشال الدويهي . كما ان السباق حسم بين النائب جبران باسيل والمرشح مجد حرب لمصلحة باسيل بعدما كان حسم فوز المرشح القواتي غياث يزبك.

 

وان كانت ماكينة “التيار الوطني الحر” تدرج عددا يفوق العشرين لما حققه مع احتساب نواب الطاشناق الى جانبهم، فان تراجع حجمه الحقيقي عكس التداعيات السلبية حيال ادائه وممارسات العهد وكان معبرا أيضا سقوط مرشحي التيار في جزين مثلا حيث احتفظ لسنوات خلت بمواقع متقدمة.

 

 

النتائج بالتقسيط !

وقد اعلن وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي بعد ظهر امس نتائج #الانتخابات النيابية التي تصدر تباعا في سبع دوائر انتخابية واعتبر انه “رغم كل الصعوبات والتشكيك استطعنا إنجاز الإستحقاق الإنتخابي بطريقة جيدة، وكل حملات التشكيك التي تترافق مع فرز النتائج لا تؤثر على عملنا ولا على الموظفين والقضاة الذين وصلوا الليل بالنهار للقيام بواجبهم الوطني للمساهمة بخلاص البلد وإصدار النتائج، ونسب الإقتراع ليست منخفضة بل جيدة، وهي تقريبا مثل أو أقل قليلا من النسب بالإنتخابات السابقة”واشار مولوي الى ان ” الشوائب قليلة جداً نسبةً لعدد الدوائر والإشكالات التي حصلت خلال اليوم الانتخابي لا تُذكر ولا تنال من صدقية هذه الانتخابات وتمّت معالجتها في حينها وتمكّنا من تأمين الكهرباء بشكل ممتاز والأجهزة الأمنية كانت في جهوزية تامّة”. ثم اعلن ليلا نتائج الانتخابات في دوائر الشوف – عاليه والمتن وبيروت الأولى .

 

 

موسكو وطهران

وفي الاصداء الخارجية للانتخابات أعربت وزارة الخارجية الروسية عن ترحيبها بإجراء الانتخابات النيابية اللبنانية، معيدة تاكيد موقفها الداعم لسيادة هذا البلد وسلامة أراضيه والتزامها تطوير العلاقات الودية معه. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في بيان لها، إننا “نرحب بالانتخابات النيابية في الجمهورية اللبنانية، ونعتبرها حدثاً سياسياً محلياً مهما لضمان الأداء المستقر والفعال لمؤسسات سلطة الدولة في هذا البلد”. وأضافت، “نتوقع أن تواصل القوى الاجتماعية والسياسية اللبنانية الرائدة عملها لحل القضايا الصعبة على المستوى الوطنية على أساس الحوار البناء والاحترام المتبادل وتوازن المصالح المشروعة”.

 

وأشارت إلى أن مراقبين أجانب بمن فيهم وفد روسي تابعوا هذه الانتخابات، لافتة إلى أنه لم تكن هناك انتهاكات وحوادث خطيرة خلال التصويت.

 

الى ذلك، اعلنت إيران، في أول تعليق على نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، أنها تحترم أصوات الناخبين في هذه الانتخابات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحافي أسبوعي: “تحترم إيران تصويت الشعب اللبناني. إيران لم تحاول أبدا التدخل في الشؤون الداخلية للبنان” .