IMLebanon

النهار: حل لإضراب الموظفين يسابق ذكرى 4 آب؟

 

لم يحجب صخب قضية التعرض للمطران #موسى الحاج الذي تواصل امس بوتيرة مرتفعة تصاعد الحماوة في ملفات الازمات المعيشية والاجتماعية المنذرة بتفجر واسع في وقت لم يعد بعيدا خصوصا بعدما بلغ الانسداد السياسي حدود شل كل محاولات المعالجات واضحت الدولة برمتها في حال اضراب وتقاعد وعجز وتقاعس عن الاضطلاع بمسؤولياتها في الحدود الدنيا تجاه المواطنين . ذلك انه فيما يطوى أسبوع اخر من الازمة الحكومية وسط استعصاء القطيعة على ما يبدو بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ومع الشلل المتمادي في كل إدارات الدولة ومؤسساتها وسط تمدد اضراب موظفي القطاع العام ، عادت تطل برأسها معالم أزمات المحروقات وتامين الفيول بالإضافة الى أزمات الخبز والطحين والدواء فيما يخشى ان تنزلق ازمة الكهرباء هذه المرة الى متاهة العتمة الشاملة لوقت غير قصير . وقد حذرت أوساط معنية من ان عدم تحقيق أي اختراق سريع من شانه تنفيس الاحتقانات المتصاعدة في البلاد على خلفية تفاقم الازمات المعيشية والحياتية والخدماتية واستفحال التفلت الجنوني في استغلال اضراب الموظفين ومن ثم اضراب موظفي مصرف لبنان بمزيد من التلاعب في أسعار جميع السلع الاستهلاكية سيستتبع تصعيدا متدرجا في الشارع بدأت معالمه تظهر تباعا ويتوقع ان تتصاعد كلما بدا ان الانسداد السياسي ذاهب الى افق غير محدود . ولفتت الى ان ثمة توقعات بان يكتسب احياء الذكرى الثانية لانفجار #مرفأ بيروت في الرابع من آب المقبل طابعا مزدوجا من شأنه ان يحول المناسبة الى محطة شعبية ضخمة . فمن جهة سيكون احياء المناسبة وسط تعطيل التحقيق العدلي في الانفجار محطة تصعيد شعبية واسعة ضد كل التركيبة السياسية على خلفية هذا التعطيل بعد سنتين من الانفجار . ومن جهة مقابلة ستتحول الذكرى الثانية للانفجار الى محطة تحفيز جديدة لنبض الانتفاضة الشعبية الاحتجاجية التي تراجعت بقوة منذ ما قبل الانتخابات النيابية . وتشير الأوساط المعنية الى ان الاقتراب من الاستحقاق الرئاسي لدى احياء الذكرى سيلعب دورا في اذكاء الطابع الشعبي الحاشد على احيائها بحيث ربما يكون البلد امام استعادة احدى ظواهر التعبير الشعبي الضخمة .

 

اما في الملف الحكومي فان الجمود بقي طاغيا وعكسه كلام لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي اتهم الرئيس نجيب ميقاتي بانه لا يزيد أصلا تاليف حكومة جديدة ومعتبرا ان من لا يريد حكومة هو الذي يزور بعبدا ويضع تشكيلة امام رئيس الجمهورية ويقول له هذه هي الأسماء وغيرت ثلاثة من وزرائك فيها وهناك اسم اخر غيرته بالاتفاق مع الرئيس بري .

 

وسط تفاعل تداعيات الازمات المعيشية مع الازمات السياسية برز امس اعلان مفاجئ لوزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، عن تفاؤله بـ “الوصول الى حل لأزمة إضراب الموظفين والعاملين في القطاع العام” المستمر منذ اكثر من ستة أسابيع . وأشار الخليل الى أن “الاتصالات متواصلة مع رئيس مجلس الوزراء واللجنة الوزارية المنوط بها هذه المهمة”. وأضاف ان “اتصالاته ولقاءاته التي يعقدها مع مديري المديريات المعنية في وزارة المال من أجل تامين حضور وظيفي الى مكاتبهم استثنائياً، يحفظ حق وكرامة زملائهم العاملين في القطاع العام، في الحصول على رواتبهم ومخصصاتهم الشهرية في موعدها الاعتيادي، رغم الاضراب المحق، تبدو إيجابية لغاية الآن”، آملاً ان “تحسم الساعات الــ 72 ساعة المقبلة بشائر النتيجة الإيجابية التي نتوخاها”.

 

ووفق ما قال ممثل رابطة الموظفين لدى الحكومة حسن وهبي لـ”النهار”، فإنّ المفاوضات لا تزال قائمة بين الرابطة واللجنة الوزرايّة بَيد أنّ الاتّفاق الأوليّ هو إعطاء راتب إضافيّ مع المساعدة الاجتماعية التي أُقرّت وقيمتها مليونَي ليرة و95 ألف ليرة بدل نقل عن كلّ يوم حضور، مع حوافز حضور قد تبلغ 200 ألف ليرة كحدّ أدنى و300 ألف ليرة كحدّ أقصى، على أن يقسم أساس الراتب على 20 يوماً، فإذا كان الحاصل أقلّ من 200 ألف، يحصل الموظف على 200 ألف ليرة أمّا إذا كان أكثر من 200 ألف فيحصل على المبلغ المحدّد على أن لا يتجاوز الـ300 ألف ليرة.

 

 

قضية المطران

في غضون ذلك ظلت تداعيات قضية التعرض للمطران موسى الحاج تتقدم واجهة المشهد الداخلي . وابرز ما سجل في هذا السياق توجيه دعوات شعبية كثيفة للتوجه غدا الاحد الى الصرح البطريركي الصيفي في الديمان دعما للكنيسة المارونية ومواقفها . وفي هذا الوقت تواصل امس التوافد السياسي الكثيف الى المقر البطريركي الصيفي تعبيرا عن التضامن مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فيما تكثفت الاتصالات لاحتواء تداعيات هذه القضية حيث سجلت خصوصا مساع رسمية لاحتواء ما جرى.

 

وفي هذا الاطار استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس المطران موسى الحاج، وراعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون. وافيد ان الرئيس عون اطلع من المطران الحاج على ملابسات ما حصل معه عند معبر الناقورة يوم الاثنين الماضي في اثناء انتقاله من الأراضي المقدسة الى لبنان. واكد الرئيس عون للمطران الحاج انه تابع هذه المسألة فور حصولها وهي الان قيد المعالجة وانه يجري ما يلزم من اتصالات لانهاء الموضوع بالكامل.

 

وفي المقابل قام وزير العدل هنري خوري بزيارة البطريرك الراعي وأكد بعد اللقاء، أنه “سعى الى جمع المعطيات المتوفرة حول ملف توقيف المطران موسى الحاج”، لافتا إلى أنه أرسل كتاباً إلى مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات للاطلاع على كل المعلومات المتعلقة بالملف والمتوفرة حتى الساعة ، وكشف أنه لم يحصل على جواب حتى الآن. وذكّر خوري أن صلاحية وزير العدل محدودة ومحصورة، مشددا على أن القضاء يحكم نفسه وليس هو شخصيا من يصدر الاحكام. واشار وزير العدل إلى أن زيارة الراعي وصرح الديمان واجب خصوصا بالتزامن مع ملف دقيق كملف المطران الحاج .

 

واستمرت زيارات التضامن والاستنكار الى الصرح ولفتت زيارة قام بها السفير السعودي في لبنان وليد بخاري للبطريرك الراعي ولم يدل على اثر لقائه والراعي باي تصريح . وشدد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض من الديمان على أن “المطران موسى الحاج ليس بحاجة لأن يدافع عنه أحد وبكركي هي الصخرة التي ستظلّ تدافع عن البلد ونحن هنا لندافع عن لبنان السيادة والحرية والدولة وعن استقلالية القضاء وعن الهوية اللبنانية التعددية”. وتابع من الديمان “نحن هنا لتجديد عزيمتنا للمواجهة إلى جانب بكركي وكل الأحرار في لبنان بوجه مشروع هيمنة جديد والمعادلة باتت واضحة إما أن نخضع أو أن نتعرّض لعملية إرهاب فكري وتخوين وفتح ملفات على الطريقة “العضومية”. وأشار معوض إلى أن “القضية واضحة وهي محاولة إخضاع بكركي وموقفها السياسي ونحن نعرف تماماً أنّ بكركي إذا غيّرت الآن موقفها من سيادة لبنان أو رئاسة الجمهورية يتغيّر الملفّ كلّه وموقفنا واضح “طريق القدس لن تمرّ في بكركي”.

 

من جهته، لفت اللواء أشرف ريفي إلى “أننا على أبواب مرحلة مفصليّة تاريخيّة لنقول للإيراني “أخرج من هذا الوطن” والأمن اللبناني والجيش أهمّ من حزب الله ونحن المقاومون”. وقال بعد لقائه البطريرك الراعي “نحن إلى جانب أيّ مواجهة ضدّ الهيمنة الإيرانية ونحن وطنيّون خدمنا بالأمن اللبناني لسنوات والمقاومة المسيحيّة هي التي أنقذت لبنان”. وتابع “من أولى الخطوات الإصلاحيّة القضائيّة إلغاء المحكمة العسكريّة وجعلها للعسكريين فقط وسنقف إلى جانب كل الصّروح الوطنية لمواجهة مشروع حزب الله، ومن غير المقبول أن يبقى السجين موقوفاً لسنوات من دون محاكمة وهذا الوضع الإنساسي غير مقبول على الإطلاق خصوصاً وأن السجون تغصّ بالأبرياء”.

 

كذلك، أوضح النائب نعمت افرام أن “البطريركية المارونية لديها كرسي رسولي في بكركي والأراضي المُقدّسة وهذا أمر مربوط بالكنيسة ومن واجب راعي الأبرشية التواصل مع رعيته في لبنان وخارجه”، متابعا “من واجبات الكنيسة وصل أبناء الرعية مع أقاربهم ومساعدة بعضهم البعض من دواء ومال لتأمين العيش الكريم وبذلك في ظلّ ما نعيشه من أزمات وهذا أمر عابر للسياسة”. وقال: “نطالب بتصحيح الخطأ الذي حصل مع المطران بسرعة واسترجاع الأموال وتوزيعها وإعادة جواز سفره. من الناحية القانونية حصل تخبط وتوقيت توقيف المطران مشبوه ونتساءل ماذا يعني هذا التوقيت؟”.

 

 

شيا في طرابلس

الى ذلك جالت امس السفيرة الاميركية #دوروثي شيا في مدينة طرابلس، حيث نشرت صفحة السفارة الاميركية في بيروت صورة لها عند مدخل مدينة طرابلس – مستديرة النيني امام مجسّم “I Love Tripoli” مع تعليق: “طرابلس” وبجانبه قلب أحمر.