Site icon IMLebanon

النهار: أميركا تضاعف مساعداتها وسط تفاقم “الانهيارين”

في ظل ما يتوقع ان يشاهده ال#لبنانيون اليوم في جلسة خامسة عقيمة ل#مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وبعد عشرة أيام من بدء حقبة الفراغ الرئاسي، ستتعاظم المخاوف من تسابق فراغين يطبقان بتداعياتهما السلبية، بل والخطيرة، على مجمل الواقع الداخلي ومن كل الجوانب هما الانهيار الاقتصادي – الاجتماعي والانهيار السياسي. ذلك ان المعالم الخطيرة لهذا السباق برزت بقوة نافرة ان مع مؤشرات التراجع الاقتصادي واشتعال أسعار #الدولار والمحروقات في المسار الانهياري الأول، وان عبر الدوران في حلقة مفرغة تماما وفي دوامة المراوحة حيال الاستحقاق الرئاسي المعطل في المسار الانهياري الثاني. وإذ تؤكد كل المعطيات ان جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المحددة اليوم ستكون ربما نسخة اشد سوءا عن سابقاتها لجهة المشهد المستعاد في توزع الكتل والاصوات إياها من دون أي تبديل الا في بعض التفاصيل الهامشية واختلاف بالاعداد والأرقام، فيما ستبقى معادلة الانسداد على حالها، فان أصداء سلبية أخرى بدأت تتصاعد حيال خلاف نيابي سيشتد سخونة على ما يبدو في مسألة رفض عدد لا يستهان به من النواب عقد أي جلسة تشريعية بعد اليوم باعتبار ان الأولوية المطلقة لانتخاب رئيس الجمهورية، وخصوصا في ظل الفراغ الرئاسي، بما لا يجيز للمجلس عقد جلسة تشريعية او اكثر يعد رئيس المجلس نبيه بري للدعوة اليها. باب الانقسام النيابي الجديد هذا سيضاف الى المراوحة التي تحكم الاستحقاق الرئاسي بما يصعب معه توقع أي حلحلة وشيكة في مسار الازمة السياسية.
ووسط هذا المشهد، بدا لافتا دخول الولايات المتحدة على الواقع اللبناني مرة أخرى في وقت قصير، وبعد الحدث المتمثل في نجاح وساطة واشنطن في التوصل الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، عبر باب المساعدات الإنسانية والإنمائية من خلال جرعة تمويل طارئ ناهز بمجموعه الـ80 مليون دولار. واذ جاء الإعلان والكشف عن التمويل الطارئ الجديد الذي ضاعفت عبره واشنطن مساعداتها للبنان من خلال الزيارة التي تقوم بها مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور لبيروت، فان ايحاءات زيادة المساعدات الأميركية للبنان في هذا الظرف الذي يجتازه اكتسبت دلالات مهمة اذ انها تكمل ما تعهدت به واشنطن وقت انجاز اتفاق الترسيم من إيلاء الاستقرار في لبنان أولوية لديها.

جولة باور
وقد قامت باور امس بجولة واسعة في مناطق بقاعية معلنة ان الولايات المتحدة الاميركية قدمت عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية اكثر من 72 مليون دولار من المساعدات الغذائية الطارئة إلى أكثر من 650 ألف شخص من الأكثر عرضة في لبنان، بمن فيهم اللاجئين من سوريا ودول أخرى. وأوضحت ان هذا التمويل سيوفر، عبر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حصصاﹰ غذائية للعائلات اللبنانية، وقسائم إلكترونية للاجئين السوريين لاستخدامها في المتاجر المحلية، مما سيدعم الاقتصاد اللبناني. وأعلنت باور خلال وجودها في البقاع الغربي عن تمويل بقيمة 8.5 ملايين دولار لدعم 22 مشروعًا جديدًا لضخ المياه عبر الطاقة الشمسية في لبنان وهذه المشاريع، التي سيتم تنفيذها خلال العامين المقبلين، سوف تكون مفيدة لأكثر من 150 بلدة وقرية وأكثر من نصف مليون مواطن لبناني ولاجئ من خلال تأمين المياه بشكل فعال ومتواصل وخفض التكاليف التشغيلية وتقليل الاعتماد على الوقود.

وذكرت پاور في حديث لـ”النهار” التي واكبتها في جولتها بما قالته مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف أخيراً، عن أنّه “لا شيء يمكن أن نفعله نحن أو أيّ شريك أجنبيّ آخر يُمكن أن يُعوّض ما فشل القادة السياسيّون اللبنانيّون في إنجازه حتى الآن”. الدعوة نفسها يمكن استخلاصها من حديث پاور: “تشكيل حكومة عاجلاً، والاضطلاع بالمهمّة الملحّة والمتمثّلة بإبعاد لبنان عن حافة الهاوية”.

قفزات الدولار والمحروقات
وفي ظل الانهيار الاقتصادي والمالي حيث سجل سعر صرف الليرة مزيدا من التراجع امام الدولار الذي تجاوز سقف ال 40 الف ليرة ، علم أن قانون الموازنة العامة للعام 2022 سيصدر الثلثاء 15 تشرين الثاني الجاري، علماً أن الجريدة الرسمية تصدر كل يوم خميس. وأفاد مصدر في مجلس الوزراء أن من المرجّح صدور القانون في عدد خاص يوم الثلثاء.
وواصلت أسعار المحروقات ارتفاعها الحارق تزامناً مع التصاعد المستمرّ للدولار في السوق السوداء، فتجاوز امس سعر صفيحة البنزين سقف 800 الف ليرة فيما تجاوز سعر صفيحة المازوت 900 الف ليرة .

الاشتراكي و”القوات”
اما في المشهد السياسي وعشية الجلسة الانتخابية الخامسة اليوم ابدى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع حرصه على نقطة التلاقي مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وعبر عن رفضه “بشكل حاسم” انتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ل#رئاسة الجمهورية تماماً كما جزم عن “كامل قناعة” رفضه التعاون أو التواصل مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. وأوضح أن “لا القوات ولا غير القوات يمكن أن يقودوا السُنّة، لا يقود السُنّة إلّا السُنّة”، مستنكراً “كلّ الحملة القديمة الجديدة المتكرّرة دائماً والشائعات عن رغبته في لعب دور قيادي داخل المكوّن السنّيّ مع تأكيده أنّ الوطن لا يقوم إلا بجميع أبنائه”.

والتقى جعجع مساء في معراب عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور، موفداً من رئيس التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، في حضور عضو تكتل “الجمهوريّة القويّة” النائب ملحم الرياشي. ووصف ابو فاعور الجلسة التشاورية بـ”المفيدة والمجدية” مؤكدا “الاستمرار في موقفهم الايجابي والمسؤول من دعم ترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة”.

اضاف: “للاسف لا يبدو ان في الضفة الاخرى دينامية ايجابية شبيهة حتى اللحظة، ومن الواضح ان فريق 8 آذار، باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري، يحاول تفادي صراعاته الداخلية من خلال الذهاب مجددا باتجاه الورقة البيضاء. ولكن هذا الامر لا اعتقد انه مجدٍ بل يضيف اعباء على حياة المواطنين اللبنانيين، اذ من الواضح ان ما من مخرج للأزمة الاقتصادية والاجتماعية الا عبر اعادة ترميم بنية الدولة بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية والانطلاق بمشروع اصلاح حقيقي”.

وإذ اعتبر ان “المبادرة الايجابية الوحيدة التي حصلت هي الدعوة الى الحوار من قبل الرئيس بري الا انها لم تلاقِ صدىً ايجابيا لدى بعض الكتل النيابية”، أكد ان “رئيس المجلس النيابي كان يسعى الى محاولة القيام بحوار سريع رشيق لاستنباط اسمين او ثلاثة اسماء لرئاسة الجمهورية، ولكن هذه التجربة لم تُوفّق”.

واذ أمل “استكمال الحوارات بشكل ثنائي او ثلاثي او بأي شكل آخر بغية استخراج بعض الاسماء التي يمكن ان تكون في موقع الوفاقي” أضاف: “حتى هذه اللحظة لا يبدو في الأفق اسماء من هذا النوع لذا ربما ستكون جلسة الغد تكرارا لسابقاتها ولكن اعتقد ان من جلسة الى اخرى تتوسّع قاعدة معوّض الانتخابية، وان كان بشكل بطيء. انطلاقا من هنا، فلننتظر اي مبادرة او دينامية ايجابية من الضفة الاخرى التي يبدو حتى اللحظة انها غير متوافرة”.
يشار الى ان النائب جبران باسيل سافر امس الى قطر .

بري وغادة
الى ذلك بادر امس رئيس مجلس النواب نبيه بري وفور إطلاعه على مضمون تغريدة للقاضية غادة عون الى التقدم بشكوى بواسطة وكيله لدى المدعي العام التمييزي غسان عويدات للملاحقة والتحقيق واجراء المقتضى القانوني اللازم”. وكانت القاضية غادة عون، غردت عبر حسابها على “تويتر” كاتبة “لا أعلم مدى صحة هذه المعلومة. لكن لماذا لا يبادر الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذه اللائحة الى كشف حساباتهم لدى المصارف السويسرية؟ من اجل الشفافية فقط! بمطلق الاحوال اتمنى ان يكون هناك باب في قانون رفع السرية المصرفية. والذي سانكب على دراسته. واتمنى ايضا من الحقوقيين التعليق عليه”. وارفقت عون تغريدتها بـ “لائحة اسمية بعدد كبير من المسؤولين اللبنانيين” زعمت ان “لديهم حسابات مجمدة في البنوك السويسرية غير القادرين على سحب دولار واحد منها بتعليمات من الادارة الاميركية (المصدر ويكيليكس)”. وفي وقت لاحق تراجعت عون وسحبت عون تغريدتها بالكامل.