IMLebanon

النهار: “التيار” يشدّ ببكركي إلى مواجهة ميقاتي

 

وسط ازدياد معالم الخواء والانسداد السياسي الداخلي الذي تعكسه جوانب كثيرة من المعارك الكلامية والسجالات التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، كان ثمة رصد لـ “حضور” #لبنان في قمم الرياض #السعودية الصينية والعربية الصينية ومجلس التعاون الخليجي امس، وما اذا كانت جداول اعمال هذه القمم تتسع لأزمته بالقدر الذي يعكس واقع لبنان إقليميا ودوليا ومدى اهتمام الدول المؤثرة بازمته. ومع ان الطابع الاقتصادي الغالب على القمتين مع الصين وطبيعتها لا يسمح بتوقع اكثر من إشارات ديبلوماسية الى الازمة اللبنانية، فان ما ورد في البيان المشترك السعودي الصيني عن لبنان من جهة وحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي مع وفد وزاري القمة العربية الصينية، والقائه كلمة لبنان فيها، وما ورد في بيان مجلس التعاون شكلت مؤشرات الى احتلال لبنان موقعا مهما في هذا الحدث البارز.

 

ومع ذلك لم تغب معالم الصراعات الداخلية الاخذة في التفاعل وبوتيرة تختلط فيها المؤثرات الطائفية والدستورية والسياسية على غرار ما يجري منذ انعقاد جلسة مجلس الوزراء في مطلع الأسبوع، والتي تركت ترددات لا تزال تتفاعل من دون توقف. وعلى رغم عدم وجود رابط مباشر بين الخلاف الحاد الذي نشأ عقب انعقاد جلسة مجلس الوزراء بين الرئيس ميقاتي و”#التيار الوطني الحر”، وحضور الأول امس لقمة الرياض العربية – الصينية، ثمة من ربط الاندفاع العوني اللافت امس تحديدا نحو بكركي عبر حركة منسقة بين مؤسس التيار الرئيس السابق #ميشال عون ووارثه في رئاسة التيار النائب #جبران باسيل وإعادة اطلاقهما المواقف المتصلة بالميثاقية والشراكة وما اليها، بمضي الفريق العوني في تصعيد المعركة مع ميقاتي وحلفائه الذين شاركوا في الجلسة الحكومية ومن ضمنهم “#حزب الله”. وهذه الحركة في رأي بعض الراصدين المعنيين شكلت محاولة علنية لتوظيف البعد المسيحي عبر اجتذاب بكركي الى موقف متجدد سلبي من انعقاد جلسات مجلس الوزراء بما يقلل من وقع تمثيل ميقاتي امس للبنان في قمة الرياض وبعدها في محطات داخلية وخارجية مختلفة. وبدا هذا البعد طاغيا في خلفية الزيارتين اللتين قام بهما عون وباسيل بفاصل ساعات قليلة لبكركي، في حين وضع جانبا مع التوافد العوني الى بكركي، الخلاف بين التيار العوني و”حزب الله”، وجرى تركيز الأنظار والمواقف نحو الصراع حول الواقع الحكومي سعيا الى تخفيف التناقضات المسيحية التي سرعان ما ظهرت في تراشق من بعد بين باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حول ملف الحوار.

 

 

لبنان في الرياض

اما في ما يتصل بحضور الازمة اللبنانية في قمتي الرياض، فاكدت أولا السعودية والصين “حرصهما على الإجراءات اللازمة لحفظ أمن واستقرار لبنان”. وشدد البيان الختامي للقمة السعودية – الصينية على “أهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفاديا لأن يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات”.

وفي وقت لاحق القى الرئيس ميقاتي كلمة لبنان في القمة العربية الصينية فلفت الى انه “ليس غريبا ان تكون عيون العالم شاخصة اليوم لمتابعة اجتماعنا لما له من دلالات ومعاني. ان عالمنا العربي، الذي يملك الكثير من المؤهلات البشرية والطبيعية هو في صلب اهتمام العالم، وأولهم جمهورية الصين الشعبية التي تربطنا بها اواصر صداقة وقواسم مشتركة، وها هي هذه العلاقات بين العالمين ترتقي اليوم إلى مستوى غير مسبوق”. وقال “يتطلع لبنان إلى هذه القمة بكل امل وسيعمل بجهد لتفعيل التعاون بينه وبين أشقائه العرب، وبينه وبين الصين، وهي ثاني أقوى اقتصاد بالعالم ومركز ثقل للاستقرار والتنمية والتطور العالمي”.

واما مجلس التعاون الخليجي فاكد في بيانه الختامي “مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. مؤكداً أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها”. ودعا المجلس “جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية، والعمل على كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في الاستقرار والتقدم والازدهار، مشيداً بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان”.

 

 

“التيار” في بكركي

اما في المشهد الداخلي وعلى وقع الخلاف بين “التيار” و”حزب الله” وتصاعد الاجواء السلبية حيال فشل مجلس النواب في تسع جلسات في انتخاب رئيس الجمهورية، التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي امس “زعيمي” التيار قبل الظهر وعصرا. وزاره أولا رئيس التيار جبران باسيل الذي سارع بعد اللقاء الى “تحميل الجميع مسلمين ومسيحيين مسؤولية ما حصل في مجلس الوزراء الاثنين وهو امر فظيع عبر حذف توقيع رئيس الجمهورية للمراسيم وهو ضرب للميثاق وللكيان والجمهورية وليس فقط لرئاسة الجمهورية”. واضاف: “استكملت البحث في الملف الرئاسي مع البطريرك الراعي حيث يجب ايجاد طريقة للوصول الى مرشح ينال ثلثي الاصوات ونحن منفتحون على الجميع لكن هناك من ليس منفتحا ولا يمكن ان نجبره”. ووصف ما تردد عن إمكان ترشيح أحد من “التيار الوطني الحر” لرئاسة الجمهورية بانه: “حكي للتسلاية” وقال ان “البطريرك لا يقبل ونحن لا نقبل بأن نضعه بموقف يُحمّله مسؤولية أيّ شيء يحصل خلال حكم الرئاسة الذي يمتدّ إلى 6 سنوات”. وعمّا إذا كان يطرح لقاء مسيحيًّا برعاية بكركي وإذا كان جعجع يقبل بحضور اللقاء، قال باسيل “جعجع رافض لكلّ شيء.. لا بدّو يجي على بكركي ولا بدّو يعمل حوار”.

 

واعتبر الراعي تعليقاً على كلام باسيل على إمكان عقد لقاء مسيحي في بكركي انه: “لطالما كنّا من دعاة الحوار وأنا يلّي بدعي لحوار من الـ 2009 ولا حلّ إلا بالحوار بين الأفرقاء إما بحوار ثنائي بيني وبين كلّ فريق وإما بحوار جامع والحوار الجامع تتخلّله صعوبات”. ولكن الراعي اعلن ان “ما حصل من عقد لجلسة مجلس الوزراء ما كان لازم يصير وخصوصاً أنّ أطرافا عدة كانت غائبة عن الجلسة”.

 

ثم زار الرئيس السابق ميشال عون البطريرك الراعي يرافقه الوزير السابق بيار رفول. وبعد اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة تحدث عون الى الإعلاميين بكلمة مقتضبة قال فيها: “الظرف يقتضي أن نودع غبطة البطريرك الوضع الحالي وما فيه من حقوق كثيرة غير مصونة وضرب للميثاق وللدستور. أكتفي بهذا القدر إذ يجب السكوت عن الكلام المباح لأن الأزمة كبيرة ولا تفيدها كثرة الكلام.”

 

وفي المقابل سارع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى الرد على باسيل عبر حسابه على “تويتر” كاتباً “الحوار بدو أهل حوار”.