Site icon IMLebanon

النهار: “حرائق المصارف”: فوضى الانهيار إلى اتساع

 

“على مقياس” #الدولار بـ 80 الف ليرة وصفيحة البنزين بمليون ونصف المليون ليرة، مضى المشهد اللبناني امس بمجمله نحو ذروة بلوغ متاهات الانهيار المالي والمصرفي والاجتماعي مهددا بفوضى امنية باتت وشيكة جدا. اذ ان “يوم حرائق” #المصارف في ظل “غارات” على فروع مصرفية عدة واضرام النيران امامها ومحاولات احراقها، ناهيك عن ان اتساع قطع الطرق في مختلف المناطق ومنها بيروت، ما كانت الا طلائع متقدمة لاحتمالات اتساع الفوضى في ظل تفلت سعر الدولار وأسعار #المحروقات وكل أسعار المواد الاستهلاكية. كما ان الانكى من ذلك انه وسط تصاعد المخاوف من الفوضى العشوائية التي تمثلت في الهجمات على المصارف والرهان على الجيش والقوى الأمنية لمنع انفلات زمام الأمور الى ما هو أسوأ واخطر، برز تطور مريب ومشبوه تمثل في الغدر بالجيش في حورتعلا حيث دفع ثلاثة عسكريين ضريبة الدم والشهادة في عملية امنية متصلة بالمخدرات.

 

المخاوف من اتساع الفوضى لم تعد مجرد هواجس في ظل العجز الواضح عن وضع حد لازمة اضراب المصارف من جهة، ولجم الارتفاعات الهستيرية في سعر دولار السوق السوداء من جهة أخرى. كما ان الخشية تتعاظم من تفاقم الازمة في حال اتخاذ النائبة العامة الاستئنافية القاضية غادة عون اليوم إجراءات جديدة للادعاء على عدد من المصارف الإضافية بما سيفاقم التعقيدات ويقودها الى منحى اشد خطورة.

 

وقد دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مجلس الامن المركزي الى اجتماع طارئ في العاشرة قبل ظهر اليوم للبحث في التطورات في ضوء التصعيد الحاصل في الشارع من قطع طرق ومحاولة احراق مصارف بما يؤشرالى امكان انزلاقها نحو الفوضى، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع المس بالامن والاستقرار.

 

وكان الجيش اعلن استشهاد ثلاثة عسكريين ومقتل ثلاثة مطلوبين خلال اشتباكات وقعت في البقاع خلال تنفيذ وحدة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات عمليات دهم لمنازل مطلوبين بتجارة المخدرات في بلدة حورتعلا- البقاع. وقد تعرض العناصر لإطلاق نار فردوا على مصادر النيران ما أدى إلى وقوع إصابات من الجانبين . وواصل الجيش العملية بملاحقة المطلوبين مستقدما تعزيزات وجرافات وعمل على محاصرة مجموعة منهم في محيط البلدة بعدما هدم منازل تعود للمطلوبين وبلغ عدد الموقوفين لديه ليلا تسعة .

 

اما يوم الهجمات على عدد من المصارف فبدأ مع تحليق الدولار مسجلا رقما قياسيا جديدا تجاوز امس سقف 80 الف ليرة. وفي هجمات منسقة أشعلت “جمعية صرخة المودعين” الاطارات امام بنك عودة في بدارو وقام بعض الافراد برمي الحجارة على ابواب المصرف، وكذلك أمام مصرف الاعتماد اللبناني. ثم انتقلت الجمعية والمحتجون الى مصرف آخر لاشعال الاطارات. واقتحم المحتجون بنك بيبلوس وحاولوا تكسير الباب الرئيسي. ولاحقا، أخمد عناصر فوج اطفاء بيروت النيران. وتجمّع عدد من المودعين أمام منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في سن الفيل واحرقوا الاطارات. كما أفيد عن قـطع طرق بقاعا وشمالا وفي العاصمة والجنوب وطريق المطار لبعض الوقت بالاطارات المشتعلة احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار وتردي الوضع المعيشي وتجدد قطع الطرق مساء وليلا في بيروت والشمال.

 

 

التداعيات ماليا واستهلاكيا

واذ لامس سعر صرف الدولار الثمانين الفا، نقل عن مصادر ديبلوماسية أميركية نفيها المعلومات التي انتشرت الأربعاء حول علاقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بـ”#حزب الله” والتلويح بعقوبات أميركية عليه. وقالت المصادر “لن نعطي أي أهمية للشائعات التي يطلقها أشخاص بهدف تأجيج الازمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان من أجل مصالحهم”.

 

كما اصدر المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيانا نفى فيه كلاما منسوبا الى مصادر رئيس الحكومة من ان مصرف لبنان فقد السيطرة على السوق، وأنه قد يكون من الصعب إعادة ضبط الأمور، إلا في حال حصول خطوة سياسية كبيرة . وقال إن رئيس الحكومة ينفي هذا الكلام جملة وتفصيلا، ويؤكد ان الجهود متواصلة لمعالجة الاوضاع المالية.

 

وفي الوقت نفسه رأس الرئيس ميقاتي إجتماعا شارك فيه وزير المال يوسف خليل، وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووفد من المجلس المركزي للمصرف، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي، المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر. واعلن رسميا انه تم خلال الاجتماع “البحث في الحلول المطلوبة من أجل معالجة الاوضاع النقدية. وتم الاتفاق على ابقاء الاجتماعات مفتوحة. كما عقد رئيس الحكومة إجتماعا مع وزير المال يوسف خليل”.

 

ووسط اشتعال إضافي في اسعار المحروقات رأس ميقاتي إجتماعا اخر لبحث ملف المحروقات واعلن وزير الطاقة وليد فياض ان البحث تناول “التغير السريع في سعر صرف الدولار الذي يؤثر على امكانية الاستدامة المالية للمحطات التي تخضع للتسعيرة التي تضعها الوزارة، وبعدما تناقشنا في الحلول المتاحة، واعتمدنا الخيار الذي يتماشى مع الاستراتيجية التي تنتهجها الوزارة وهي ان تبقى التسعيرة للمواطن بالليرة اللبنانية مع تعديلها من أجل ان تعكس سعر صرف الدولار، لكي لا تخسر المحطات الجعالة”. واعترف ” باننا نخضع لتقلبات سعر صرف الدولار للأسف وللمضاربات التي تقوم بها بعض الجهات ولا نعرف من هي لسعر صرف الدولار، وهنا نتساءل ماذا يجعل التلاعب وسعر ارتفاع الدولار كبيرا الى هذا الحد؟ نحن نقوم بواجباتنا وخرجنا بالمبدأ متفقين في هذا الاجتماع. ولقد أشرت سابقا أننا نعمل على تطبيق يسهل موضوع انتاج تعرفة للبنزين في شكل ديناميكي أكثر مع تغيرات سعر الصرف، ولا نزال نقوم بتجارب عليها وسنعلن عنها عندما تصبح جاهزة”.

 

وبدوره أعلن وزير الاقتصاد أنه تقرر السماح بتسعير بضائع السوبرماركت بالدولار واعتماد سعر الصرف الرائج في السوق، مشيرًا إلى أنه “لا يمكن أن نعوّل على سعر منصّة معيّنة” وقال “لن يتم تسعير الدخان اللبناني والخبز بالدولار ويمكن للمستهلك أن يدفع بالليرة اللبنانية حسب السعر المعتمد في السوبر ماركت وأعطينا مهلة حتى الاربعاء المقبل لتطبيق الآلية الجديدة لضبط الأسعار”.

 

 

نصرالله

على الصعيد السياسي لم يبرز أي موقف جديد في كلمة الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله لجهة التازم في الاستحقاق الرئاسي اذ خصص الكثير من الجانب الداخلي لدعوة الحكومة الى وضع خطة تحسب للزلازل مثنيا على ايفادها وفدا وزاريا الى دمشق . وإذ كان لافتا انه قدم “التعزية” لعائلة الرئيس رفيق الحريري في ذكرى اغتياله تناول ذكرى “تفاهم مار مخايل” بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” معترفا بان “هذا التفاهم في موضع حرج”، معربا عن “أمله بالحفاظ عليه لأجل المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى”. وأشار نصرالله إلى أن “لا جديد بالملف الرئاسي والحل الوحيد هو بالتفاهم الداخلي واستمرار الجهد ليكون للبنان رئيس جمهورية بأسرع وقت ممكن”، لافتًا إلى أن “الهمّ الطاغي هو الهم الاقتصادي والمعيشي وزاد الأمر سوءًا الارتفاع المتفلت لسعر الدولار وما لحقه بارتفاع كل الأسعار.. هذا الوضع يشغل بال اللبنانيين جميعًا”.

 

وقال “إذا كان البعض يخطط للفوضى، إذا الأمركاني أو جماعة أميركا في لبنان يخططون للفوضى وانهيار البلد أقول لهم أنتم ستخسرون كل شيء في لبنان”. وأكد ان “من يراهن على أن الألم والوجع سيجعل بيئتنا تتخلى عن مبادئها وانجازاتها هم واهمون، من يريد أن يدفع بلبنان إلى الفوضى والانهيار عليه أن يتوقع كل ما لا يخطر في باله . إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى فعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة وفي مقدمتها ربيبتكم إسرائيل.. كما كنا جاهزين للحرب دفاعاً عن نفطنا فنحن جاهزون لمد أيدي سلاحنا إلى ربيبتكم إسرائيل..إن غداً لناظره قريب”.

 

على صعيد اخر وفيما انهى الرئيس سعد الحريري امس لقاءاته في بيروت بزيارة الرئيس ميقاتي في السرايا أعلن عضو “تكتل لبنان القوي” النائب آلان عون عبر “النهار” إنه التقى الرئيس سعد الحريري بصفة شخصية، مشيراً إلى أنه لم ينقل أيّ رسائل من أحد أو يتحدّث بإسم أحد.

 

و قال عون ان “علاقة شخصيّة تجمعني بسعد الحريري وحافظت عليها والاتصالات معه على المستوى الشخصي بقيت مستمرّة”.