Site icon IMLebanon

النهار: رياض سلامة يشنّ هجوماً مضاداً بعد التحقيق: شعبوية بعض السياسيين لا تحميهم من ماضيهم

 

لا يمكن اللبناني ان يجاري التطورات التي تحوطه من كل جانب، خصوصا متابعة بورصة الاسعار التي صارت تتبدل صعودا ثلاث الى اربع مرات في اليوم الواحد، تماما كما حصل امس في اسعار المشتقات النفطية اذ صدرت تسعيرة جديدة كل ثلاث ساعات، بما ولد ارباكا على كل المستويات بعدما بلغ سعر صفيحة البنزين المليوني ليرة ما استدعى كلاما لوزير العمل مصطفى بيرم عن بدء البحث برفع الاجور وبدلات النقل.

 

وبورصة السياسة ليست اكثر استقرارا من الاسعار، اذ فيما توجهت الانظار الى باريس لمعرفة نتائج الاجتماع الفرنسي السعودي الذي شارك فيه عن الجانب الفرنسي كل من مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل والموفد الشخصي للرئيس الفرنسي المكلف متابعة ملف لبنان بيار دوكان، وعن الجانب السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والسفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري، والذي يطمح الى ايجاد خريطة طريق للاستحقاق الرئاسي اللبناني متضمنة المبادئ والاسس للحل، ساد صمت وغموض حول النتائج، ولم يعرف اذا كان متعمدا لنيل موافقة الدول الخمس التي تتابع الاستحقاق على مسودة اتفاق، او لتعثر الاتفاق اصلا. وحتى ساعة متقدمة ليل امس، لم يتسنّ الاتصال بأي من المشاركين، او بالمصادر القريبة منهم.

 

وفي السياسة ايضا، وفيما تواصل اسرائيل بث اخبار عن تسلل عبر الحدود من “حزب الله” وتهدد وتتوعد، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأنّه “بعد أنّ اخترقت طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله الأراضي الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، لم يكتشفها الجيش الإسرائيلي، وسقطت، تم العثور عليها في المنطقة اليوم”. وقد انشغلت اوساط سياسية بمراقبة محاولات التصعيد الاسرائيلي تجاه لبنان، خصوصا انه ترافق مع القاء قنابل ضوئية ليل اول من امس.

وسياسيا ايضا، نشر موقع الكتروني عربي خبرا عن زيارة وفدين خليجيين الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله للاتفاق على سحب الحزب مقاتليه وسلاحه من اليمن. لكن مصادر قريبة من الحزب نفت الخبر.

 

 

التحقيق مع سلامه

داخليا، اصدر حاكم مصرف لبنان #رياض سلامة، وفي خطوة لافتة، بيانا بعد انهاء التحقيق الاوروبي معه، بيانا ندّد فيه بما وصفه “سوء نية وتعطّش للادعاء” عليه منذ أكثر من عامين، عبر تقديم إخبارات ضده في لبنان وخارجه. واعتبر أن ملاحقته تأتي في سياق عملية سياسية وإعلامية “لتشويه” صورته. وشن هجوما عنيفا على سياسيين واعلاميين وحقوقيين نصبوا انفسهم قضاة. وقالت مصادر متابعة ان الحاكم اجاب على كل الاسئلة التي قارب عددها الـ 200 بكل وضوح.

 

وأنهى محققون أوروبيون امس اليوم الثاني من الاستماع إلى سلامة بإشراف القضاء اللبناني، في إطار تحقيقات أوروبية في قضايا غسل أموال واختلاس في لبنان مرتبطة به. وسيعود الوفد مجدداً إلى بيروت الشهر المقبل للتحقيق مع شقيق سلامة رجا، ومساعدته ماريان الحويك.

 

وتركّز التحقيقات الأوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة “فوري” المسجّلة في الجزر العذراء ولها مكتب في بيروت والمستفيد الاقتصادي منها شقيق الحاكم رجا سلامة. ويُعتقد أن الشركة لعبت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوند من مصرف لبنان عبر تلقّي عمولة اكتتاب، تمّ تحويلها إلى حسابات رجا سلامة في الخارج. واكد ان “المبالغ الدائنة المدوّنة في حساب المقاصّة المفتوح لدى مصرف لبنان والذي حُوّلت منه عمولات الى فوري، كانت قد سُدّدت من أطراف أخرى”. وتابع “لم يدخل إلى هذا الحساب أي مال من مصرف لبنان”.

 

وجاء بيان سلامه بمثابة هجوم مضاد، ومما فيه: ظهر سوء النية من خلال حملة اعلامية مستمرة تبنتها بعض الوسائل الاعلامية والتجمعات المدنية منها أوجدت غب الطلب لتقديم إخبارات في الداخل وفي الخارج وذلك للضغط على القضاء والمزايدة عليه. فاصبح مدنيون وصحافيون ومحامون يدعون انهم قضاة، يحاكمون ويحكمون بناء لوقائع قاموا بفبركتها. واكبهم بعض السياسيين من أجل الشعبوية اعتقادا منهم ان هذا الامر يحميهم من الشبهات والاتهامات او انه يساعدهم على التطميش عن ماضيهم او يعطيهم عذرا لاخفاقاتهم في مواجهة وحل الازمة، ناسين ان الاوطان لا تبنى على الاكاذيب”. ص 2

 

 

أزمة دواء

حياتيا، أشار نقيب الصيادلة جو سلّوم الى أنه “بعد توقّف المستوردين والمستودعات عن تسليم الادوية للصيدليات، وبعد أن أصبح الاستحصال على الدواء أشبه “بالشحاده”، والاذلال ما بعده اذلال، وبعد تأخّر المؤشّر اليومي تكراراً ومراراً، وبعد أن باتت معظم الصيدليات على شفير الافلاس وغير قادرة على الاستمرار وبخاصة تلك الملتزمة القوانين والدواء المسجّل دون سواه والمؤشّر الرسمي… بات مطلب الدولرة كسائر القطاعات مطلبنا الاوحد كشرط للاستمرار”.

 

وقد أشارت مصادر صيدلانية الى ان وزارة الصحة العامة لم تصدر مؤشرا جديدا لأسعار الدواء بسبب اضراب موظفي القطاع العام. وحذرت من استفحال أزمة الدّواء خلال عطلة نهاية الأسبوع.

 

و في السياق، لفتت في الآونة الاخيرة نداءات عدة للصيادلة مطالبة بدولرة قطاع الدواء أسوة بالقطاع الاستشفائي، حيث تشير المصادر عينها الى أنّ هذا التدبير اذا ما اتُّخذ، سيشكل حلّا نهائيا لأزمة الدواء، ومدخلا لاعادة تواجده في السوق ووقف معاناة المرضى بحثا عن الأدوية.