Site icon IMLebanon

النهار: موقف الخارجية الفرنسية مؤشر لتبديل ام تكتيك؟

اذا كان اول أيام عيد الفطر حفل بالعظات الدينية التي تضيء على الازمات الكبيرة التي تختنق البلاد تحت وطأتها الثقيلة وخصوصا في ظل ازمة الشغور الرئاسي فان ذلك ساهم في تسليط الأضواء والاهتمامات على التطورات اللافتة الأخيرة المتصلة بتداعيات الموقف الفرنسي الرسمي الأخير من هذه الازمة . ذلك ان ما أعلنته الخارجية الفرنسية اول من امس من ان لا مرشح رئاسيا في لبنان لفرنسا والذي بدا كأنه يضع حدا لكل اللغط الذي ساد المرحلة الأخيرة سياسيا واعلاميا حول الدعم الفرنسي لترشيح سليمان فرنجية للرئاسة احدث اثرا ارتداديًا قويا وحادا في الكواليس الداخلية يتوقع ان تتواصل فصوله في الأيام المقبلة .

ومع ان أي تفسيرات او توضيحات فرنسية إضافية لن تكون متاحة قبل مرور بعض الوقت لتلمس ما اذا كان من جديد او معطيات جديدة املت اعلان هذا الموقف فان مصادر سياسية موثوقة على صلة قوية بدوائر ديبلوماسية غربية تحدثت عن تمايز بين الفريق الرئاسي الفرنسي في قصر الاليزيه والكي دورسيه أي الخارجية الفرنسية حيال الخيارات الفرنسية في شأن الازمة الرئاسية اللبنانية تقف وراء صدور بيان الخارجية الخميس الماضي علما انه يتعين التدقيق في ما اذا كان هذا الموقف الأخير تكتيا او جديا في ظل الإيحاء ان من شأنه ان يرجح كفة الخارجية في العودة الى السياسة المتحفظة ، ولا نقول الانقلاب على الموقف السابق ، في هذا الملف بما يضيق الى حدود بعيدة رهانات الفريق اللبناني المؤيد لانتخاب فرنجية على اندفاعة تقوي فرص تقدمه نحو الرئاسة . وبحسب هذه المصادر فان الأيام الطالعة لا بد ان توضح اكثر فاكثر طبيعة التفاعلات الجارية خارجيا حول الملف الرئاسي في لبنان بما يضع حدا بين المناورات الداخلية المتصاعدة والجدية التي لا بد ان تحملها المعطيات عن مواقف الدول المعنية والمتابعة للملف اللبناني .

وتشير المعطيات المتوافرة في هذا الصدد الى ان القوى المعارضة ستشرع بعد عطلة عيد الفطر في جولات كثيفة من الاتصالات والمشاورات للتنسيق حول الخيارات الواجب اتخاذها في مواجهة احتمالات المرحلة الطالعة علما ان مسالة توحيد الموقف من ترشيح اسم جديد او اكثر لم تحسم بعد ولم تتضح اتجاهاتها النهائية وهو امر سيكون في صلب الجولات المقبلة من الاتصالات بين قوِى وكتل المعارضة والنواب المستقلين .

وتبعا لذلك يبدو مستبعدا ان تنجلي صورة الاتجاهات هذه قبل محطتين ستكون لكل منهما دلالاتها الأولى المقابلة التلفزيونية التي ستجرى مساء الاحد المقبل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتي يرجح ان تعكس تجديد الموقف المناهض لانتخاب فرنجية مع اضاءات مهمة على مواقف المعارضة واتجاهاتها كما على طبيعة تعاملها مع احتمالات تأثير الاتفاق السعودي الإيراني على مواقف هذه المعارضة .

والثانية لسليمان فرنجية مساء الأربعاء المقبل بحيث ستكون الاطلالة “الرسمية” لاعلان الترشح نهائيا بما يعطيها دلالة مهمة أيضا لجهة الغوص المفصل في ما اعده فرنجية لما يعتبره الفرصة المتقدمة جدا لكونه المرشح الأكثر اقترابا من قصر بعبدا هذه المرة .

وأفادت امس معلومات بان النائب سيمون أبي رميا التقى مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في #باريس.

وفي هذا السياق، أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الموجود في فرنسا أن “اتصالاتنا مستمرة وسنكملها على أمل أن نوضح وجهة نظرنا هنا في فرنسا” متمنيا “ألا يتم تسليم لبنان إلى سوريا وإيران”. وشدد الجميّل على أنه “لا نريد أن يكون قرارنا مرهوناً بيد أحد، وأعتقد أن الفرنسيين واقعيين والإتصالات التي أجريت أوصلت أفكارنا بشكل واضح”.

وقال: “ليس هناك لقاء بيني وبين النائب سيمون أبي رميا هنا، ولا أعتقد أن التيار الوطني الحر أصبح بالمعارضة على أمل أن ينضم إلينا في سبيل تحرير لبنان وتحرير قراره”.واعتبر أن “الفرنسيين كوسطاء لا يستطيعون أن يفرضوا علينا مرشحين ولننتظر ما سينتج خلال الأيام المقبلة”.