IMLebanon

النهار: واشنطن تتمايز عن باريس و”حل من الداخل”

 

ما بين وساطتين محلتين يسعى صاحب الأولى منهما النائب الياس بو صعب بصفته نائب رئيس #مجلس النواب الى اختراق الانسداد النيابي والسياسي بحوار نيابي فشلت الدعوة اليه مرات، فيما يسعى النائب غسان سكاف الى دفع الجهود لتوصل المعارضة الى التوحد حول مرشحها متوقعا ذلك في نهاية الأسبوع الحالي، لم تظهر بعد معالم أي اختراق وشيك في الانسداد العام من شأنه ان ينهي شغورا رئاسيا بدأ شهره السابع في بداية أيار ولا افق ملموسا بعد لانتخاب من يملأه. ولذا لم يكن غريبا ان يثير احدث المواقف الأميركية من الازمة الرئاسية اللبنانية الكثير من الاهتمام والتركيز على قراءة دلالاته، اذ بدا موقفا مدروسا بعناية استثنائية وليس مجرد ترداد لادبيات ومبادئ عامة. ذلك ان الخارجية الأميركية اختارت على نحو لافت مناسبة مرور ستة اشهر على بدء الشغور الرئاسي في لبنان، وأصدرت بيانا يمكن القول ان ابرز ما تضمنه لا يتلاقى والكثير من توجهات “المبادرة الفرنسية” بل لعله يبدو اقرب الى ما ينسب الى موقف المملكة العربية السعودية. كما ان الميزة اللافتة للغاية التي تستقطب الاهتمام في البيان الأميركي الجديد تتمثل في الحض بقوة على حل “من داخل لبنان وليس من المجتمع الدولي” لانتخاب رئيس “متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد”.

 

اكتسب البيان أهميته اذن من حض #الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في البيان ان “الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته”. وأضاف “على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم”. وأعرب ميلر عن “اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد (…) وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي”. وأكد ميلر أن “الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس من المجتمع الدولي”.

 

المفارقة السلبية التي واكبت صدور الموقف الأميركي الأخير تمثلت في بروز المزيد من تداعيات الازمة التي تتفاقم على مختلف المستويات، وكان من فصولها الديبلوماسية الأخيرة غياب وتغييب لبنان كليا عن الاجتماع الخماسي لوزراء خارجية عرب في عمان خصص للبحث في الازمة السورية وجوهرها ازمة النازحين السوريين في دول الجوار، فيما لم يحظ لبنان باي التفاتة عملية لاشراكه او كلامية للتنويه بانه البلد الأكثر تحملا لاعباء ازمة النازحين السوريين. ولم تنجح حتما وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أصدره المكتب الاعلامي في الوزارة في تبرير هذا الغياب او التغييب اذ حاولت تمرير “العتب الضمني” ولو انها عمدت الى “الترحيب بالإجتماع وتثمين إتّصال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي بنظيره اللبناني الدكتور عبدالله بوحبيب لوضعه في خلفيات ونتائج الإجتماع الوزاري، حيث سبق أن أعلمه خلال زيارة الوزير بو حبيب مؤخراً إلى عمّان أن الدعوة محصورة بدول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى كل من مصر والأردن والعراق، الذين يجتمعون عادةً بصورة دورية”. وذكرت “بإنّ لبنان الدولة الجارة لسوريا يتحمل، منذ 12 عامًا، عبئًا رئيسيًا في مسألة النزوح وهو جاهز للمشاركة وللمساهمة في الحل بالتنسيق مع الأفرقاء المعنيين، خاصةً الأشقاء العرب. فكما ساهم لبنان في تحمّل أعباء النزوح إنطلاقًا من العلاقات الأخوية بين البلدين، يضع اليوم امكاناته للدفع قدمًا بإتّجاه حل عربي شامل وجامع. فغياب لبنان عن المساهمة في جهود حلّ الأزمة السورية، لا سيّما مسألة النزوح، يعمّق تحدياته بما لا يرغب فيه الأشقاء العرب”.

 

 

تحرك بو صعب

اما في مناخ الملف الرئاسي فان تحرك النائب #الياس بوصعب بجولته على القوى السياسية والمرجعيات أدرجت في اطار السعي الى استجماع الموافقات على إعادة تحريك موضوع الحوار البرلماني لايجاد مخارج للازمة الرئاسية وان وساطته هذه لا تتصل بموقعه ضمن “تكتل لبنان القوي”. ووسع بو صعب تحركه فزار امس بكركي وأوضح بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي “اننا نحاول ايجاد قواسم مشتركة والحوار مهم لايجاد مخارج داخلية للازمة التي نحن فيها” وأبدى أسفه “لأن المسؤولين الذين يتعاطون في الملف الرئاسي غير مهتمين بعامل الوقت”، معتبرا اننا “لم نصل بعد الى مرحلة الاسماء لأن الافرقاء وانطلاقا من مبادرة البطريرك لم يتوصلوا الى اسم مشترك يطرح للرئاسة”، واكد ان “الامور يجب ان تبدأ بالحوار”. كما زار مركز كتلة “تجدد” في سن الفيل حيث التقى النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي موضحا انه وضعهما “في الأفكار المتداولة وسمعت ردود الأفعال ويمكنني القول انني لمست تقاربا بيننا في هذه المرحلة والمنطقة آتية على تغيير وانفتاح”. وقال معوض ان “منطلق مبادرة بو صعب سليم ونكرر ان اي حل مبني على منطق استعادة الدولة والشراكة والحلول الاساسية نحن معه”. ومساء زار بوصعب معراب والتقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حضور النائب ملحم رياشي ووصف لقاءه مع جعجع بانه “مميز ولمست انفتاحاً ويمكن ان اقول أن هناك قواسم مشتركة جعجع حريص عليها”.

 

 

بكركي

وعقب استقبال البطريرك الراعي لبو صعب نقل عن مصادر بكركي أنّ الحوار بين الأفرقاء السياسيين يكون داخل البرلمان بالذهاب لجلسات متتالية ومفتوحة حتى انتخاب رئيس. وقالت هذه المصادر “ليس صحيحاً أن الأزمة الرئاسية مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس”. ولفتت المصادر إلى “أن لا فيتو على أحد وحتّى على رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية”، مضيفةً “عندما تحدث الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرف كرئيس لجميع اللبنانيّين”.

 

ودعا “تكتل لبنان القوي” القوى البرلمانية الى “القيام بكل ما يلزم لإنتخاب رئيس للجمهورية والتوقّف عن المكابرة واجراء الحوار الجدّي للوصول الى اتفاقٍ على البرنامج الانقاذي وعلى رئيسٍ يرعى تنفيذه، وبالتالي عدم إنتظار الخارج الذي عبر بأشكال مختلفة عن ان الاستحقاق الرئاسي لبنانيٌ وعلى اللبنانيين ان يتحمّلوا المسؤولية بخصوصه وفقاً لما صدر عن عددٍ من وزارات الخارجية في العالم”. ونبه الى “أنه كلما تأخر الإتفاق بين اللبنانيين على إنتخاب الرئيس المؤهل كلما تعمّق الإنهيار وتفككت مفاصل الدولة، وإرتفع منسوب المخالفات الدستورية والقانونية التي تقوم بها حكومة تصريف الأعمال”.

 

اما في التحركات المتصلة بالازمة المعيشية فنفّذ “تجمع السائقين العموميين في كل لبنان” اعتصاما امس في ساحة رياض الصلح في بيروت،احتجاجا على ما وصفوه “استمرار الفوضى في هذا القطاع وتردي الاوضاع المعيشية”. وأقدم المعتصمون على قطع الطريق في رياض الصلح ، ووسعوا ساحة تحركهم وقطعوا الطريق امام بيت الكتائب المركزي ثم امام تمثال المغترب. كما قطعت مجموعة أخرى من السائقين، الطريق المؤدي الى الحمرا عند تقاطع مصرف لبنان فيما تولت مجموعة أخرى قطع أوتوستراد جونية – بيروت . وتسبب قطع الطرق بزحمة سير خانقة استمرت حتى ساعات المساء .