Site icon IMLebanon

النهار: عون في جولة “تحصين” ونصرالله لـ”التطبيع”!

 

لم تكف محاولات الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله الإيحاء ب”استرخاء” حيال تطورات “إيجابية ” في شأن مرشح الثنائي الشيعي لرئاسة الجمهورية رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لحجب الجوانب الخلفية لهذه المحاولات الدعائية التي تضمر تعقيدات وصعوبات امام فرص فرنجية لم تعد خافية على احد . ومع ذلك بدا لافتا ان يوسع نصرالله مروحة صورة “مرشد السلطة” ان من حيث طلبه الملح من الحكومة استعجال إعادة تطبيع العلاقات السياسية مع النظام السوري او من حيث إعلانه المعارضة الصريحة لتعيين الحكومة حاكما جديدا لمصرف لبنان ودعوته الضمنية لتحمل نائب الحاكم الأول مسؤولياته القانونية.

شكلت اذن اطلالة نصرالله امس التي تطرق خلالها الى ملفات الازمات الداخلية بعض التوضيحات حيال تساؤلات دارت أخيرا حول امكان اقتناع الفريق الداعم لفرنجية بتوقيت ملائم للذهاب الى تسوية تفرج عن السياق الطبيعي للسباق الرئاسي ام لا، فبدا واضحا ان زمن التغيير لدى هذا الفريق لم يحن بعد وتاليا فان الازمة ماضية على غير هدى حتى مع “مهلة حزيران”. بل ان ثمة اوساطا معنية برصد مواقف الدول التي تراقب الوضع في لبنان صارت اكثر اقتناعا بان رياح التفاهم السعودي الإيراني لا تزال بعيدة ونائية عن الملف اللبناني ولكنها لا تقلل أهمية بدايات المراجعة في الموقف الفرنسي الذي عكسه كلام المصدر الفرنسي الديبلوماسي البارز امس ل”النهار” . وقالت انه من المرجح ان تتسم زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لباريس للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي ابدى الرغبة في استقبال البطريرك في الثاني من حزيران مبدئيا ، بأهمية خاصة لكونها قد تكشف معالم تطور الموقف الفرنسي بعد المراجعة الجارية للمرحلة السابقة التي طبعت دعم باريس لترشيح فرنجية من دون نتيجة إيجابية . كما ترجح هذه الأوساط ان يفضي تبلغ الفريق الداخلي الداعم لترشيح فرنجية بعد “تدوير” زوايا الموقف الفرنسي الى تحول فرنجية من “مرشح مواجهة” الى “مرشح تفاوضي” عمليا .

 

 

نصرالله

اذن نصرالله في ذكرى عباس بدر الدين اعلن في شأن الحرب الجارية بين غزة وإسرائيل “أننا على اتصال دائم مع قيادات الفصائل، ونراقب الاوضاع وتطوراتها، ونقدم في حدود معيّنة المساعدة الممكنة، ولكن في أي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام بأي خطوة أو خطوات لن نتردد ان شاء الله”. وحاز الموضوع السوري جانبا “حارا” من كلمته فاحتفى بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجامعة العربية، واصفا إياها بانها “خطوة مهمة جدًا” وقال “اننا نتلقى التبريكات مع عودة العلاقات العربية مع سوريا، ومع كل نصر سياسي او معنوي في سوريا نرى فيه وجه مصطفى بدر الدين وكل الشهداء” . وهنا اعتبر أنّ “الحكومة اللبنانية مطالبة بإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، وهذا يصب في مصلحة لبنان”. وبشأن ملف النازحين السوريين، أكّد أنّ “معالجة ملف النازحين تكون بتشكيل وفد وزاري أمني يزور دمشق، ويجب ان يتم اتخاذ قرار سيادي وعدم الانصياع للضغوط الخارجية”، مؤكدًا أنّ “حزب الله لا يمنع أحدًا من العودة إلى القرى الحدودية السورية، وكل الدعاية عن ذلك كذب كبير”. وشدد على أنّه “قبل أيام قيل إن سلاح الجو الاردني أغار على هدف في المنطقة الحدودية في سوريا، واتُهم من قتل أنه تاجر مخدرات وأنه الرجل الأول لحزب الله في سوريا، هذا كذب وظلم وخيانة وقلة أخلاق”، مشيرًا بشأن ملف المخدرات إلى أنّ “موقفنا الشرعي والديني والأخلاقي واضح منها وحاسم، لا نقبل أن يلوث سلاح المقاومة الشريف، بنجس المخدرات وهذا سلوكنا وموقفنا”.

 

وحول الملف الرئاسي، قال نصرالله، أنّ سليمان فرنجية، “ليس مرشح صدفة بالنسبة إلينا، بل هو مرشح طبيعي وجدي”، مشيرًا إلى وجود “تطور ايجابي في ملف الاستحقاق الرئاسي”، كما شدد على “أننا لا نفرض مرشحًا على أحد، وليرشح كل جانب أي اسم يريد ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيس”. وأكّد أخيرا “أننا لسنا مع تعيين حاكم لمصرف لبنان ضمن حكومة تصريف الأعمال، ولذلك لم نذهب لتعيين مدير عام للأمن العام، ونحن مع التزام حكومة تصريف الاعمال ضمن صلاحياتها الدستورية، وعدم تعدي هذه الصلاحيات، ولنبحث عن حلول المشاكل ضمن الصلاحيات الدستورية والقانونية”.

 

 

تحرك بخاري

الى ذلك استمر السفير السعودي #وليد بخاري في تحركه في اتجاه القادة والكتل السياسية فزار امس مقر “كتلة تجدد” النيابية في سن الفيل، التي تضم في صفوفها مرشح المعارضة للرئاسة النائب ميشال معوض الذي قال بعد اللقاء :السعودية تسعى لوضع قواعد لهذه المنطقة على أسس السيادة للدول وهذا يزيدنا اصرارا بأن لبنان لا يجب ان يكون خارج هذا الزمن وخارج النمو والاستقرار. ونصر على ان تكون هذه المرحلة لطي الإفقار ولتصبح صفحة استعادة الحقوق والمدخل هو الاستحقاق الرئاسي”.

 

والتقى بخاري في دارته في اليرزة، وزير الداخلية بسام مولوي الذي قال “سررنا بلقاء السفير بخاري، سفير المملكة الحاضنة للبنان والمحفّزة على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية”. أضاف “لم تنقطع ولن تنقطع علاقتنا مع السعودية، ونحن نقوم بواجباتنا كاملة لمصلحة الشعب اللبناني”.

 

وعلى محور المعارضة أشار عضو “كتلة تجدد” النائب أديب عبد المسيح الى “اننا نسعى لتوحيد صفوف المعارضة والاسماء المطروحة هي جهاد ازعور وصلاح حنين وقائد الجيش العماد #جوزف عون”. ورأى أن “الأوفر حظا هو جهاد ازعور لان التيار الوطني الحر لا يعارضه”، وأوضح “أن الاشارة التي تأتي من الجانب السعودي هي ان لا فيتو على أحد ولا دعم لأحد وأنه يجب على المعارضة أن تتوحد وتتفق على اسم”. واضاف “السعودي يعطي الإشارة الى انه انكم اذا لا تريدون فرنجية فاتفقوا على احد وهذا يعني أنه ليس مستاء من المعارضة ولكن يطلب أن يكون هناك اسم موحد”.

 

 

العماد عون

وسط احتدام الغموض في الأجواء الرئاسية اتخذت الجولة الواسعة التي قام بها قائد الجيش العماد جوزف عون امس في محافظة عكار أهمية ودلالات متعددة الاتجاهات استنادا الى ملف ضبط الحدود ومكافحة التهريب شمالا . وشملت جولته مراكز فوج الحدود البرية، وتدشين طريق برج المراقبة الحدودي في خراج بلدة الدبابية على الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير. وافتتح طرق برج الدبابية وسيدة القلعة وخربة الرمان وبرج شدرا وحنيدر وكفرنون عند الحدود الشمالية بحضور رؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين من القرى والبلدات الحدودية. وتربط هذه الطرق المراكز العسكريّة الحدودية التابعة لفوج الحدود البرية الأول في ما بينها، وتسهّل وصول المواطنين إلى أراضيهم.

 

وتوجه الى العسكريين بالقول : “دوركم أساسي في هذه المنطقة، فالدولة التي لا تضبط حدودها تصبح عرضة لكل أنواع التعديات. حدودنا أرضنا وعرضنا، وهي باتت مضبوطة بفضل تضحياتكم واستمراركم في تنفيذ المهمات المطلوبة، رغم طبيعة الأرض الملائمة للتهريب والمساحة الشاسعة التي يشملها قطاعكم وقلة العديد المتوافر والأخطار التي تتعرضون إليها عندما تشتبكون مع المهرّبين ويسقط لكم شهداء وجرحى”. وزار العماد عون مقر قيادة الفوج في شدرا حيث تتمركز القوة المشتركة لضبط الحدود وقال مخاطبًا العناصر: “الجيش يتصرف وفق ما يمليه القسَم والواجب حصرًا من دون اعتبارات حزبية ولا دينية ولا مذهبية، وينفذ قرارات السلطة السياسية وفقًا للمعايير الدولية الراعية لحقوق الإنسان ونحن نحترمها إلى أقصى الحدود، بما يحفظ المصلحة الوطنية العليا التي تبقى بالنسبة إلينا أولوية مطلقة. حقوق الإنسان وُجدت لتحفظ كرامته لا لتدمّر حقوقه ووطنه، ولا أحد يزايد علينا في هذا الموضوع. لبنان لم يعد يحتمل، وكل لبناني على كامل مساحة الوطن مسؤول، نظرًا إلى الخطر المحدّق الذي يواجهه بلدنا”.