Site icon IMLebanon

قلب بيروت اليوم: مخيَّم التأزيم والفراغ الحريري يدعو “حزب الله” إلى “الصحوة”

لعل المشهد المرجح ان يرتسم اليوم في ساحة النجمة سيختلف شكلا ودلالة اختلافاً كبيراً عن 13 سابقة مثلتها جلسات الامعان في تمديد الفراغ الرئاسي. هي الجلسة الرابعة عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية الهائمة بفراغها وازماتها وحديثاً بخوفها المتعاظم على الاستقرار والحدود حيث يقبع خطر الارهاب. لكنها لن تضيف سوى رقم آخر في تعداد الجلسات الفاقدة النصاب وقت سيكون الى جانب من سيحضر من النواب “جيران ” طارئون احتلوا أمس ساحة رياض الصلح قبالة السرايا وقطعوا شارع المصارف واقاموا خيم الاعتصام والضغط على الحكومة ومجلس النواب، ملحين على حل المقايضة لانقاذ العسكريين الرهائن لدى التنظيمات الارهابية .

وبذلك تستوي صورة التأزيم التصاعدي بشقيه الدستوري والسياسي من جهة والامني والاجتماعي والاقتصادي من جهة اخرى، باعتبار ان نقل مكان الاعتصام من ضهر البيدر وفك اسر الطريق الحيوية للبقاع بعد 16 يوماً من قطعها نقل المشكلة الى قلب العاصمة مع ما يمكن ان يستتبعه ذلك من ارباكات ومضاعفات ما دام لا افق واضحا بعد للمفاوضات في شأن اطلاق العسكريين المخطوفين.

وقال وزير مطلع على مجريات ملف المفاوضات لـ”النهار” إن التفاوض لا يزال في الالف باء وهو ملف معقد والخاطفون ليسوا متساهلين بل يطلبون اموراً ثم يطالبون بامور اخرى وهدفهم الابتزاز والايقاع بين الدولة والمواطنين واحداث فتنة بين اللبنانيين. واشار الى ان اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الوزراء تمّام سلام تعمل بجدية وفاعلية وتقوم بالاتصالات الضرورية، لكن المسألة معقدة ومتشعبة وليس من السهل حلها.

مجلس الوزراء

وعلمت “النهار” ان مجلس الوزراء سيقارب في جلسته العادية اليوم الملفات الامنية من عرسال الى بريتال الى شبعا الى قضية العسكريين المخطوفين التي يتولاها الرئيس سلام شخصياً. وقد تلقى سلام بعض المعطيات من الموفد القطري الذي غادر لبنان، وأنشأ لهذه الغاية “خلية افراج” تضم عدداً من الامنيين في رئاسة الوزراء في موازاة اللجنة الوزارية المكلفة قضية المخطوفين. وحرص رئيس الوزراء على التواصل أمس مع اهالي المخطوفين من خلال وزير الصحة وائل ابو فاعور لاطلاعهم على آخر المعطيات. وفي الوقت نفسه جرى التأكيد انه ممنوع محاصرة السرايا تحت أية ذريعة. وفي إطار متصل كشف وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار” ان آخر المطالب التي طرحها الخاطفون تتناول فتح معابر بين مرتفعات عرسال والبلدة ووقف الجيش الدهم للتجمعات السورية في لبنان والتأرجح في لوائح المحكوم عليهم المطلوب الافراج عنهم “مما يدّل على ان الخاطفين لا يريدون التفاوض ولا المقايضة بل يسعون الى ابقاء المخطوفين ورقة بيدهم ضد الدولة اللبنانية والضغط على لبنان بأسره من خلال 28 عائلة في مجموع الخاطفين، وهذا ما يفسر تعطيل الوساطة القطرية ومنع تركيا من الدخول في وساطة”.

من جهة أخرى، يدرس مجلس الوزراء اليوم جدول اعمال يتضمن 50 بنداً أبرزها ما يتعلق بالعقد مع شركة سوكلين الذي شارف الانتهاء. كما يتضمن ملحقا عن الهاتف الخليوي وما يتصل بنظام استدراج العروض واسس التفاوض مع الشركتين الحاليتيّن المشغلتيّن للقطاع واللتيّن ينتهي العقدان الموقعان معهما قريباً.

ووضع ملف سلسلة الرتب والرواتب مجدداً على سكة المتابعة النيابية، اذ يرأس نائب رئيس المجلس فريد مكاري الاثنين المقبل جلسة للجان النيابية لاعادة درس النقطتين العالقتين في الملف وهما سلسلة العسكريين ومساواة القطاع الخاص للمعلمين بالمعلمين الرسميين . وقال مكاري لـ”النهار” إنه لا يمانع في عقد جلسات يومية متعاقبة اذا كانت المادة جاهزة للنقاش. واعتبر ان الاجتماع الذي عقد أمس في المجلس وضم ممثلين لمختلف الكتل حول التعليم الخاص، وإن لم يكن اجتماعاً رسمياً، اوحى بموافقة كل الكتل على وحدة التشريع. واذ اشار الى انه لا يمانع شخصياً في اعتماد سلسلة منفصلة للعسكريين، خلص الى ان مثل هذا القرار يعود الى الكتل والمجلس.

الحريري

وسط هذه الاجواء، برزت مواقف لقوى 14 آذار من التطورات الامنية والعسكرية الاخيرة ولا سيما منها تفجير “حزب الله” عبوة ناسفة في مزارع شبعا والمواجهة التي حصلت في جرود بريتال. وكان من أبرز هذه المواقف بيان للرئيس سعد الحريري الذي تساءل: “هل المطلوب من اللبنانيين جميعاً الاصطفاف في طوابير البصم على كل ما يفعله حزب الله وتبرير تصرفاته وسياساته؟”. وقال إن “ألف باء الشركة الوطنية توجب رفع النداء مجدداً لقيام صحوة وطنية توقف توريط لبنان في حروب الآخرين على أرضنا أو في الحروب على أراضي الآخرين، وهي الصحوة التي لا نراها ممكنة الا بمشاركة الجميع وفي مقدمهم حزب الله الذي ينفرد بالخروج على قواعد الاجماع الوطني”.

الهبة السعودية

وغداة لقاء الرئيس الحريري في باريس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، نقل مراسل “النهار” في باريس عن وزير الدفاع الفرنسي جان – ايف لودريان اعلانه، خلال جلسة استجواب نيابية في الجمعية العمومية الفرنسية بعد ظهر أمس، انه تم استيفاء جميع الشروط لوضع اللمسات الاخيرة على تنفيذ الاتفاق الفرنسي – السعودي لتسليم أسلحة فرنسية الى لبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار التي تشكل الهبة السعودية للجيش اللبناني وانه سينفذ.

وسئل لودريان عن مصير الهبة السعودية للجيش اللبناني، فأجاب: “تمت الموافقة على المشروع من الجهة الفرنسية، وأقرت القوات المسلحة اللبنانية هذا المشروع”. وأضاف: “لقد صاغت فرنسا نظاما تعاقدياً صادقت عليه السلطات السعودية”.

وأوضح “ان فرنسا طورت برنامجا للمعدات سيسمح للقوات العسكرية اللبنانية بالحصول على إمكانات أرضية وجوية – ارضية وبحرية”.

وأضاف: “اكتمل العمل في صياغة هذا الاتفاق”، وقد أبلغ الرئيس الفرنسي أول من أمس الرئيس الحريري خلال المحادثات التي جمعتهما في قصر الاليزيه ظهر الثلثاء “انه تم استيفاء جميع الشروط”.

بان قلق

وفي المقابل، أفاد مراسل “النهار” في نيويورك ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون عبر عن “قلقه العميق” من نشاطات “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش” في المناطق الجبلية المحيطة بعرسال، محذراً من “أثر جوهري” على الأمن والاستقرار في لبنان بسبب استمرار تورط “حزب الله” وعناصر لبنانية أخرى في القتال داخل سوريا. وأشاد بجهود الجيش اللبناني في مواجهة التهديدات الإرهابية، لكنه عبر عن “خيبته” من إخفاق السياسيين اللبنانيين في انتخاب رئيس جديد ضمن الإطار الزمني الدستوري، محذراً من أن ترك المنصب شاغراً “يزيد هشاشة” البلاد في مواجهة التحديات الأمنية والإقتصادية والإنسانية المتصاعدة.