Site icon IMLebanon

الحكومة: الخاطفون يُعطلون الوساطة القطرية تصعيد لوتيرة الاعتداءات المتنقّلة على الجيش

لم تحرف الجلسة الرابعة عشرة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية والتي كان مصيرها مماثلا لسابقاتها، الانظار والاهتمامات المركزة على قضية العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الارهابية، والتي عادت الجهود المبذولة لدفع المفاوضات في شأنها لتتخذ وتيرة السباق الساخن بين ما ينقل من تهديدات يطلقها الخاطفون ويبلغونها لأهالي العسكريين والمساعي السرية التي يبذلها الوسيط القطري بين الحكومة والخاطفين.

وفي ظل نقل أهالي العسكريين مكان اعتصامهم الى ساحة رياض الصلح، طغت قضية العسكريين على الاجواء النيابية التي واكبت انعقاد الجلسة الانتخابية قبل الظهر ومن ثم على مناقشات مجلس الوزراء الذي عقد جلسته مساء والتي تخللها لقاء لوفد من الاهالي المعتصمين الامين العام لمجلس الوزراء اللواء محمد خير الذي اطلع الوفد على آخر الاتصالات الجارية في شأن قضية أبنائهم ووصف أجواء اللقاء بأنها كانت ايجابية.

وحرص رئيس الوزراء تمّام سلام خلال الجلسة، على اعلان موقف جديد من موضوع التفاوض لتحرير العسكريين المخطوفين اذ شدد على انه سيستمر، استنادا الى تكليف مجلس الوزراء في التفاوض “بكل أوجه التفاوض ولن نيأس لان هذه القضية هي على رأس اهتماماتنا وهمنا الاول”. وناشد “الرأي العام اللبناني وأهالي المخطوفين الذين نتفهم معاناتهم ونتضامن معهم الوقوف الى جانب الحكومة في مساعيها الدؤوبة لتحرير العسكريين من أيادي خاطفيهم”.

وعلمت “النهار” انه اتفق في مستهل جلسة مجلس الوزراء على البدء بمناقشة ملف المخطوفين ومن ثم ترك المواضيع السياسية الاخرى الى ما بعد الانتهاء من مناقشة جدول الاعمال. وقدم الرئيس سلام عرضا عن قضية المخطوفين أشار فيه الى ان خاطفي العسكريين لا يبدون جدية في المفاوضة ولا في المقايضة، وكأن لبنان يتعامل في هذا المجال مع أشباح، فلا مرجعية ولا مطالب بل تهديد. وبناء على هذا العرض تبين لمجلس الوزراء ان الموفد القطري لم يغادر لبنان إلا بعدما تبيّن له انه لم يحصل على أي استجابة من الخاطفين. كما تبيّن للمجلس ان قضية المخطوفين ليست ورقة مقايضة للخاطفين وانما ورقة ضغط على الدولة التي عندما بادرت الى التفاوض تراجع الخاطفون. وعندئذ، ونتيجة لارتباط قطر بالائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب انكفأت عن المضي في وساطتها.

لكن هذه المعطيات السلبية لم تثن سلام عن تكليف اللواء خير، لقاء وفد من أهالي العسكريين المخطفوفين، فاستمع من هذا الوفد الى التهديد الذي تبلغه الاهالي من الخاطفين بقتل جندي اذا لم تستجب مطالبهم. وعلم الوفد ان لا مطالب للخاطفين ليهددوا على أساسها. وانتهى اللقاء بتأكيد موفد الرئيس سلام ان الحكومة ماضية قدما في مهمة تحرير العسكريين المخطوفين ولا تراجع عن هذه المهمة إطلاقا. بعد ذلك نقلت الاجواء الى مجلس الوزراء. وفي هذا الصدد قال وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار” إن موقف الدولة هو “تلبية مطالب أهالي المخطوفين ورفض ابتزاز الخاطفين”.

بعد ذلك، انصرف مجلس الوزراء الى درس جدول أعمال فأمضى خمس ساعات منها اثنتان لمعالجة الجدل بين وزير الطاقة أرتيور نظاريان ووزير المال علي حسن خليل. ففيما يؤيد وزير الطاقة تجديد العقد مع شركتي دولتي الجزائر والكويت سوناتراك ومؤسسة البترول المبرمة منذ العام 2005 مع لبنان لتزويد لبنان الفيول اويل، يطالب وزير المال بفسخ العقد والبحث عن عقد جديد. لكن الجدل لم يصل الى نتيجة فتقرر تأجيل بت البند. وكان التأجيل أيضا مصير تجديد العقد مع شركتي الخليوي بعد جدال صاخب قسّم مجلس الوزراء، والامر نفسه حصل عند البحث في تجديد العقد مع شركة “سوكلين”، فتقرر ترحيل الملف الى جلسة أخرى.

مجلس النواب

وكان موعد الجلسة الانتخابية الرابعة عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية امس تحول كالمعتاد مناسبة منبرية طرح فيها عدد من النواب مواقفهم من الاستحقاق الرئاسي العالق والملفات الامنية، بعدما ارجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الى 29 تشرين الاول الجاري. وتعليقاً على الجلسات المتعثرة لانتخاب رئيس للجمهورية، قال الرئيس بري امام زواره مساء امس ان “الموضوع معقد، لان فيه شقين الاول داخلي والاخر خارجي عقباته معروفة ويرتبط بمسألة الحوار الاميركي – الايراني واستطرادا السعودي – الايراني”. وأوضح “ان الشقين منفصلان ولكل منهما مساره. واذا اتفقت القوى السياسية في الشق الداخلي اتعهد القول اننا نستطيع انتخاب رئيس. واقول للبنانيين على عاتقي نستطيع اتمام هذا الاستحقاق بعد كل هذا التأخير الذي لا يصب في مصلحة احد”. واضاف: “ومع ذلك اظل اعلق آمالاً على انتخاب رئيس، ولذلك دعوت الى جلسة في 29 من الجاري افساحاً في المجال لجلسة اخرى قبل نهاية ولاية المجلس في 20 تشرين الثاني المقبل”.

من جهة اخرى، اشار بري الى ملف سلسلة الرتب والرواتب التي سيناقشها النواب من جديد في اللجان النيابية المشتركة الاثنين المقبل، قائلاً: “الشق المتعلق بالموظفين منته، وانا مع كل ما يؤيده العسكريون في خصوص مطالبهم حيال السلسلة وهم همي الاول ومع رفع رواتبهم وزيادتها، نظراً الى ما يقدمونه ويبذلونه من تضحيات. ويبقى المهم هو تشجيع الشباب على التطوع في الجيش. وانا مع كل ما تقبله المؤسسة العسكرية وخصوصا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد”.

في المقابل، برزت في المواقف السياسية المواكبة للجلسة حملة حادة شنها رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع على “حزب الله ” اقترنت بتجديد استعداد قوى 14 آذار للحوار مع الفريق الاخر لانتخاب رئيس للجمهورية. واعتبر جعجع ان “لا حل للمشاكل التي نعيشها بدءا من عرسال مرورا ببريتال ووصولا الى شبعا الا بانتخاب رئيس الجمهورية”. كما وجه انتقادات الى الحكومة مستغربا “كيف انها لم تطلب حتى الآن غطاء جوياً من التحالف الدولي لمساندة الجيش في حال التعرض لهجوم”. وهاجم “حزب الله”، معتبرا انه “ليس من حقه التلاعب بمصير اللبنانيين ولا يمكنه تلميع صورة ايران واعطاؤها ورقة تفاوض جديدة على حساب المواطن اللبناني”. ووصف عملية التفجير الاخيرة في مزارع شبعا بانها “خيانة وطنية في ظل ما يتعرض له الجيش اللبناني في كل المناطق”.

اعتداءات على الجيش

الى ذلك، برزت امس اعتداءات جديدة على الجيش رسمت علامات شكوك واسعة حول مسلسل مكشوف لاستهداف وحداته في مناطق مختلفة. وبدأت هذه الاستهدافات فجرا بجريمة اطلاق مجهولين النار على عسكريين في بلدة الريحانية في عكار حيث استشهد الجندي ميلاد محمد عيسى وجرح آخر وقامت وحدات الجيش على الاثر بحملة دهم واسعة لاماكن عدد من المشتبه فيهم واوقفت 16 شخصا من التابعية السورية بينهم شخصان ضبطت في حوزتهما كمية من الاسلحة والذخائر والاعتدة.

ومساء تعرضت آلية عسكرية لدى مرورها في محلة قشلق – الاوتوستراد الجديد في عرسال لاطلاق نار من داخل الاراضي السورية، كما اطلقت النار من داخل مخيم المصيدة في عرسال في اتجاه آليتين للجيش لدى مرورهما في المكان وردت الدورية على مصادر اطلاق النار.