اذا كانت طبخة التمديد لمجلس النواب الحالي استوت او كادت ان تستوي امس في الاجتماع الذي عقد في مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري وحضره رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس فريد مكاري والوزير علي حسن خليل، وانضم إليه بعد نصف ساعة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، وارتأى المجتمعون اعطاء مهلة اخراجية الى ما بعد ذكرى عاشوراء في الثالث من تشرين الثاني المقبل، فإن الموقف المفاجئ للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، معطوفاً على موقف تصعيدي لـ”تكتل التغيير والاصلاح”، يمكن ان يفرمل الخطوة الى الاسبوع الاخير قبيل انتهاء الولاية الممددة للمجلس في 20 تشرين الثاني، عندما يجد كل الافرقاء انفسهم امام الفراغ الذي قد يتمدد من الرئاسة الاولى الى السلطة التشريعية، ويضع البلاد على شفير هاوية ربما يريدها البعض لفرض نظام او اتفاق جديد.
واذ شدد الراعي على ضرورة انتخاب رئيس للبلاد اولا، تحدث في المطار فقال: “كان همّ الرئيس الحريري ان يقول نقطة أساسية، هي اننا لم نستطع انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت المحدد، والآن وصلنا الى استحقاق آخر في مجلس النواب، ولا نستطيع اجراء انتخابات نيابية، لذلك، ومنعاً لحصول الفراغ ليس امامنا الا التمديد. وقد قلت له انا لا أتدخل في هذا الموضوع لأننا لا نزال نخالف، وما دمتم تريدون التمديد فأنتم تخالفون بذلك الدستور، وتخالفون رأي الشعب اللبناني الذي انتخب النواب لمدة معينة، ومعه وكالة ولا يمكن أحداً ان يستعمل هذه الوكالة كحق له”. واضاف: “أنا لن أبارك لاحد بالتمديد، ولن أبارك لمخالفة الدستور”.
كذلك أعلن “تكتل التغيير والاصلاح” ان “كل الاجراءات القانونية متاحة له في عملية رفض التمديد، ولن يستثني اي امكان دستوري وقانوني وديموقراطي، ويطالب كل من يعتبر الانتخابات النيابية اولوية، من مجتمع مدني وسواه، بمواكبته في هذا التوجه، فالتكتل جدي الى آخر الحدود في احترام الدستور والفصل بين الاستحقاقات ورفض التمديد، وسيتابع هذا التوجه في الأيام المقبلة”. وانتقد الرئيس نبيه بري من غير ان يسميه قائلاً: “يوم تم التمديد في العام 2013، هناك من تعهد النوم على درج المجلس لاقرار قانون انتخاب جديد، ولم نر احداً نام على الدرج او قام بالاعداد الجدي للانتخابات”.
اما الرئيس بري، فنقل عنه زواره ليل امس ان “موقفي معروف، وقلت انني ضد التمديد الى آخر المعمورة. ولكني لست انا نبيه بري من يفرط بالميثاقية. وبعدما سمعت من الرئيس سعد الحريري موقفه، يعني اذا كان هناك مكون اساسي يغيب عن الانتخابات، فانا لست مع الانتخابات وخصوصاً في ظل اجواء فتنة سنية – شيعية في المنطقة ولا يساهم نبيه بري في فعل ذلك”.
الهبة الايرانية
على صعيد آخر، علمت “النهار” ان وزير الدفاع سمير مقبل يستمزج اراء بعض القوى الممثلة في الحكومة في موضوع الهبة العسكرية الايرانية. لكن الملف لن يطرح على طاولة مجلس الوزراء غدا الخميس قبل ان تبدي قيادة الجيش رأيها عبر تقارير مفصلة في الهبة من الناحية العسكرية الصرفة (ملاءمة الاسلحة والذخائر المقدمة للجيش)، علماً ان الوفد الذي رافق مقبل بقي في طهران لاستكمال البحث مع المسؤولين الايرانيين هناك، وسيعود الى لبنان في الساعات المقبلة.
ومع تسلم اللواء اللوجستي في الجيش عبر مطار رفيق الحريري الدولي دفعة من الذخائر المتنوعة ضمن برنامج المساعدات الاميركية المقررة للجيش، بعثت السفارة الاميركية في بيروت برسالة ضمنية عندما افادت انه “في المؤتمر الصحافي الذي عقد في وزارة الخارجية الاميركية، قال نائب الناطقة باسم وزارة الخارجية ماري هارف ان الخارجية ليست على علم باي تفاصيل قد تؤدي الى اعتقاد مسؤولين في الوزارة ان لبنان قبل اي عروض لمساعدات عسكرية ايرانية واي تقارير عكس ذلك غير صحيحة. وتبقى الولايات المتحدة ملتزمة بحزم علاقتها ذات الامد الطويل مع الجيش اللبناني كقوة للاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان، وسنواصل جهودنا لبناء قدراته للتصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الاقليمية”.
كذلك علمت “النهار” من مصادر وزارية ان واشنطن ابلغت عبر رسائل ديبلوماسية موقفاً حازماً من موضوع هبة السلاح الايراني، وحذرت من يعنيه الامر لبنانياً من انه في حال قبول هذه الهبة سوف تضطر الى التوقف عن الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية الى لبنان.
المخطوفون بقاعاً
في غضون ذلك، أفرج عن خالد الحجيري الذي خطف قبل يومين من تعلبايا، وعن وليد الحجيري الذي خطف الاسبوع الماضي من مشاريع القاع، وسلما إلى مخابرات الجيش في البقاع. وعلى الاثر فتحت طريق سعدنايل كمبادرة حسن نية من الاهالي.
وكان النائب عاصم عراجي ابلغ “النهار” في اتصال معه نهاراً، انه تبلغ من نادر الحريري نقلا عن الرئيس بري ان المخطوفين من آل الحجيري “سيطلقون على دفعتين، دفعة مساء اليوم (امس) ودفعة يوم غد (اليوم). وان بري دخل بقوة على خط معالجة قضية خطف افراد من آل حجيري، منذ أول من امس، وكان على تواصل دائم مع النائب عراجي”.
لكن الاستياء بلغ ذروته في البقاع من تزايد عمليات الخطف المنظم لطلب فدية او تصفية حسابات عشائرية من غير ان تتخذ القوى الامنية موقفاً حاسماً منها، وفي معلومات لـ”النهار” ان الخاطفين باتوا معروفين لدى الأجهزة الأمنية ولدى السياسيين والاحزاب، وان التفاوض يجري معهم مباشرة.