Site icon IMLebanon

“جولة تضامنية” واسعة لسليمان في طرابلس: يمكن انتخاب رئيس قبل انتهاء ولاية المجلس

جدّد الرئيس ميشال سليمان خلال جولة له في طرابلس أمس يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، مطالبته بانتخاب رئيس للجمهورية. وبدأ سليمان جولته بزيارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في حضور حشد من الفاعليات السياسية والروحية. وألقى الشعار كلمة ترحيبية جاء فيها : “طرابلس اليوم تشعر بأنها في عرس وطني في استقبال رجل لبنان الأول، رجل المواقف والصمود والثوابت”.

رد سليمان بكلمة قال فيها: “شكرا لسماحة مفتي طرابلس العاصمة الثانية تقليدياً في لبنان، ولكن في هذا الظرف أعتبر أن طرابلس هي عاصمة لبنان الأولى نظراً الى ما حصل فيها وأثبتت تعلقها بالدولة”، مشيرا الى ان “طرابلس كانت متهمة أحياناً بوجود تيارات متطرفة أو متشددة، لكنها أثبتت العكس تماماً، هي التي ستكون بداية الطريق، وهي رسمت خريطة الدولة، الدولة القوية والعادلة”.

وامل: “أن يأتي عيد الإستقلال ونكون قد قمنا بواجبنا الدستوري وانتخبنا رئيساً للجمهورية لأن المؤسسات لا تستقيم بدون رأس، هذا هو الأساس، وكل ما تبقى هو تمضية للوقت الضائع رئاسة الجمهورية تبدأ ومن ثم تكتمل ويتم إكتمال المؤسسات الأخرى “مثنيا على دور رئيس الحكومة تمام سلام بالتعاون مع حكومته في إدارة الشؤون والأمور”، وهو يحرص دائماً على حفظ مركز الرئاسة موجوداً، كأنه أكثر من موجود، ودائماً يتجنب أن ينوب عن هذه الوظيفة إلا بالشكل الضروري واللازم. التجارب السابقة كانت مرة عندما تأخر انتخاب رئيس الجمهورية عام 2007 انتهت الى حوادث مشبوهة، حوادث 7 أيار”.

وزار سليمان مسجد السلام،يرافقه مقبل ووزير العدل أشرف ريفي، وكان في استقبالهم الشعار وإمام المسجد الشيخ بلال بارودي الذي رحب بسليمان معتبرا ان المدينة هي “مدينة العيش المشترك والاعتدال والسلام والتقوى، وليست مدينة الارهاب، بل هي اول من عانت الارهاب الذي فجر مسجدي التقوى والسلام، وروّع أهل بيروت، ومنع الرئيس سعد الحريري من العودة ، وقتل المفتي حسن خالد”.

بدوره أكد سليمان ان طرابلس هي “بلد العيش والسلام والمحبة، وان السلام سيعود الى لبنان من طرابلس”. وقال: “لقد تراءى ان داعش ستؤمن طريقا من البحر الى طرابلس، وقلت سابقا ان ممرهم سيكون الى جهنم، واصبح كذلك من طرابلس، بفضل الجيش واهل المدينة ومرجعيتها، سقطت دولة الارهاب”.

من جهته اعتبر ريفي ان “طرابلس اخذت خيارها منذ التاريخ انها مع لبنان الواحد والعيش المشترك والاعتدال”، مشددا على “ضرورة الخروج من سوريا وانتشار الجيش على الاراضي اللبنانية كافة”.

وانتقل سليمان الى كنيسة مار ميخائيل في منطقة الزاهرية، حيث كان في استقباله راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، متروبوليت طرابلس والشمال للروم الارثوذكس إفرام كرياكوس، مطران طرابلس والشمال للروم الكاثوليك ادوار (جورج) ضاهر.

ورأس بو جودة قداسا احتفاليا، ألقى خلاله عظة جاء فيها ان الكنيسة “تعرضت، لسوء الحظ، مرات كثيرة للمخاطر بسبب الأحداث الدامية التي أرغمت عددا كبيرا من أبنائها على تركها للإنتقال والسكن في أماكن أكثر أمانا، إما في المدينة وإما في خارجها “. ووأكد “إن جولات القتال كانت بمعظمها، إن لم نقل كلها، بفعل يد غريبة تريد أن تعطي عن طرابلس صورة مشوهة، وتقدمها وكأنها حاضنة للإرهاب” بينما هي “مدينة العلم والعلماء من جميع الطوائف والأديان”.

وبعد القداس جال سليمان وريفي والغزال في الاسواق حيث استقبله جمع من الشباب وأكد في كلمة له ان “اهل طرابلس لم يكونوا ولا مرة موضع شبهات ولكن هناك جهات استغلتهم وكان هناك جهات أخرى تخونهم لكن اهل طرابلس اثبتو بأنهم لبنانيون اصيلون بل من أكثر المواطنين حرصاً على لبنان”. ثم انتقل الى مطرانية الروم الارثوذكس حيث رحب به متروبوليت طرابلس والشمال افرام كرياكوس وبعدها الى مطرانية الروم الكاثوليك حيث رحب به المطران ادوار ضاهر وقدم له ايقونة القديس ميخائيل.

واختتمت الجولة بغداء تكريمي في قاعة الشاطىء الفضي حضره حشد من الشخصيات ووفد من “حركة الاستقلال” برئاسة ميشال معوض.

وألقى المفتي الشعار كلمة ترحيبية وتوجه الى سليمان قائلا “بمواقفكم الوطنية، الجامعة تمثلون شموخ لبنان وصموده وصلابة جباله وبتم رمزاً وطنياً مميزاً”. أما سليمان فرد بكلمة مسهبة شدد فيها على ان الطائف أرسى شبكة أمان للبنان ويستوجب التحصين ومتابعة التنفيذ بدءاً بإقرار قانون انتخاب عصري مؤكداً أنه يرى النسبية أفضل المشاريع كما شدد على ان اعلان بعبدا جاء منسجماً مع اتفاق الطائف. وقال ان التدخل في سوريا يضعف مناعة اللبنانيين في مواجهة اخطار الارهاب ويضعف اللحمة الوطنية والعلاقة الفريدة بين الطوائف اللبنانية ويخلق احيانا بعض البينات الحاضنة لبعض المتطرفين لدى هذا الفريق أو ذاك.