“حزب الله” يستعين بالتجنيد في”سرايا المقاومة” تصوّر لاقتراح قانون انتخابي خلال شهر
طغى المؤتمر الصحافي لوزير الصحة العامة وائل أبو فاعور على اهتمامات اللبنانيين امس، ذلك انه الوزير الاول الذي يجرؤ على تسمية مخالفات بالجملة بأسمائها، في مسألة مهمة تلامس حياة كل اللبنانيين، سواء الذين يقصدون المطاعم، أم الذين يتسوقون لتناول الطعام في منازلهم. لا فارق كبيرا لأن المواد الاولية فاسدة.
واذا كانت جبهة عرسال وجوارها هدأت نسبيا في الامن وفي ملف العسكريين المخطوفين الذين توقف التهديد باعدامهم بعد تبادل رسائل ايجابية مع الخاطفين، فان كلتا الجبهتين تتهيأان لمرحلة مقبلة. فأهالي العسكريين الذين التقوا امس الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير، اعلنوا ان “الاجتماع لم يقدم لنا جديدا، وننتظر اجتماع خلية الأزمة الاربعاء ونأمل ألا نصل الى التصعيد”. وأضافوا: “سنصعّد ان لم نحصل على إيجابيات الخميس والجمعة في كل شوارع وسط بيروت عقب صلاة الجمعة، والموفد القطري لم يلغ زياراته والمفاوضات لم تتوقف وهي متواصلة حتى الآن”.
في غضون ذلك، أبصر النور امس في بعلبك مولود جديد ينتظر والده العريف في قوى الأمن المخطوف لدى “جبهة النصرة” عباس مشيك. الزوجة زهراء حملت الامانة طوال أشهر غيابه وأنجبت في “مستشفى دار الامل” في بعلبك مولودها الثالث محمد وقالت ان الفرحة لن تكتمل الا باطلاق زوجها.
سرايا المقاومة
على صعيد آخر، لا تزال جبهة قرى جبل الشيخ تشهد توترا في ظل تفاوض متعثر لاطلاق عدد من الاسرى. اما في الداخل، فيستمر “حزب الله” في الاستعداد لأي مواجهات مقبلة مع التنظيمات السورية المسلحة.
وفي معلومات لـ”النهار” ان وحدات من “حزب الله” تعمل في البقاعين الشمالي والغربي، على “تجنيد” شبان مسيحيين ومسلمين سنة ودروز، وتعرض عليهم التدريب والتسليح لمواجهة خطر “داعش” واخواتها. والعنوان المرفوع “مصيرنا واحد وعلينا التصدي معا”. وهو شعار اكثر جاذبية من التصدي للعدو الاسرائيلي لأن الخطر أقرب. ولا يقتصر الامر على لبنان، ففي سوريا ايضا تجنيد لمسيحيين وعلويين ودروز، لكن تسمية “سرايا المقاومة” تغيب. هناك تطوع مباشر مع الحرس الثوري الايراني براتب كبير، مع الحزب أقل، وهو نفسه مع الحزب السوري القومي الاجتماعي لمن يجد في الهوية المذهبية لـ “حزب الله” عائقا. والقادمون الى لبنان يروون عن عشرات الحالات من اقاربهم، يحاربون البطالة ويدافعون عن وجودهم برواتب شهرية تراوح بين 1500 و2500 دولار.
وفي المعلومات ايضا، ان “حزب الله” في لبنان لم يدفع حتى الساعة بمقاتلي السرايا الى سوريا، بل يكتفي بمقاتليه، في حين تقتصر المهمة الحالية لاعضاء السرايا على رصد الانتهاكات الاسرائيلية والاستعداد لمواجهة اي انزال او حرب مقبلة، كذلك الاستعداد لمواجهة اي مجموعات أصولية يمكن ان تتحرك في الداخل اللبناني، ولاحقا أي هجوم على هذا الداخل.
ويروي متابع في البقاع الشمالي لـ”النهار” ان عددا من الشبان المسيحيين طلبوا التطوع في السرايا نظرا الى أوضاعهم غير المستقرة أمنيا ومعيشيا، وهؤلاء في معظمهم ينتمون الى تنظيمات وتيارات قريبة او متحالفة مع “حزب الله”، في حين ان آخرين ذوي توجهات سياسية مختلفة أبدوا مرونة حيال الامر في الفترة الاخيرة بعدما ازداد خوفهم على المصير.
التمديد والقانون الجديد
سياسيا، أعلن “تكتل التغيير والاصلاح” عقب اجتماعه الاسبوعي امس انه سيتقدم بطعن امام المجلس الدستوري في التمديد لمجلس النواب بعدما صار نافذا امس، اثر نشره في الجريدة الرسمية. في المقابل، علمت “النهار” ان الرئيس نبيه بري أجرى مساء امس مشاورات مع رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة ومع النائب جورج عدوان بصفته ممثلا لكتلة “القوات اللبنانية” من اجل التحضير لانطلاق عمل اللجنة السباعية في 17 تشرين الثاني الجاري لوضع تصور لاقتراح قانون انتخابي جديد خلال مهلة شهر، واذا لم يبت الامر سيستحضر القانون الذي كانت تقدمت به الحكومة السابقة لعرضه على الهيئة العامة. وفهم ان الاتجاه هو الى الشروع في هذه المهمة ولكن من دون الذهاب بالقانون الجديد الى الانتخابات في انتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفي هذا الاطار أفادت مصادر نيابية مواكبة ان هناك سعيا لتكوين أكثرية نيابية عابرة للكتل تستطيع انتخاب رئيس توافقي على غرار ما انتجته أكثرية مماثلة من حكومة توافقية وتمديد لولاية مجلس النواب والشروع في إعداد قانون للانتخابات. واوضحت هذه المصادر ان هذا السعي سينطلق على قاعدة شاء من شاء وأبى من أبى.
الملف الغذائي
أما في الملف الغذائي، فان الاجراءات الصحية ستتبعها تدابير أمنية قضائية تؤدي الى اقفال كل المؤسسات التي تحوي مواد غير سليمة.
وفي حديث الى “النهار”، أوضح الوزير أبو فاعور أنّه عدّد أصناف المأكولات غير الصالحة التي تحمل الباكتيريا واستثنى الأصناف السليمة كي يتفادى المواطن أكل هذه الأصناف حرصاً على صحته وسلامته. وقال إنّه “من غير المقبول أن يأكل المواطن بقايا المجارير”. وأضاف أنه “كان يجب من الأساس على هذه المؤسسات الانتباه إلى بضاعتها وأنّ مسؤوليتي كوزير هي الحرص على صحّة المواطن”.
ولفت أبو فاعور الى أن “هناك حملة تجول على كلّ المصالح في لبنان، وهناك أناس يجولون في هذه الأثناء في المناطق، وهناك طلب من وزير الداخلية للتعميم على المسؤولين لإقفال أقسام المؤسسات الغذائية التي تحتوي على بضاعة فاسدة”.
وشددّ على أنّ هذا القرار “سيتمّ تطبيقه بعد يوم أو يومين بحسب سرعة الآلية، لأنّ وزير الداخلية خارج البلاد، ونحن بحاجة إلى من يعطي التوجيهات اللازمة”. وذكر أنّ “الوزارة قد احتاجت إلى عشرين يوماً للكشف على ألف مؤسسة غذائية وذلك بفضل فرق تجول في كلّ المحافظات. فكلّما ظهرت نتائج عن كشف معيّن، سيتمّ إعلام وزير الداخلية بها وسيتمّ تعميمها من خلال الإعلان”.