لا جديد اليوم في الجلسة الخامسة عشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية التي تنهي غدا شهرها السادس من الشغور المتعمد من “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” اللذين يعطلان النصاب باستمرار.
أما الحدث اللبناني فكان “نهاريا” بامتياز من بوابة المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، اذ كشفت شهادة النائب مروان حماده في يومها الثاني، تفاصيل التآمر السوري على “النهار” لإسكاتها من طريق محاولة تفليسها في لحظة حرجة، وهي المحاولة التي دأب عليها هذا النظام وحلفاؤه وأعوانه لدفع الجريدة الى بيت الطاعة او اقفالها. وقد استمرت المحاولات وصولا الى قتل الزميل سمير قصير، وبلغت اقصاها باغتيال رئيس مجلس الادارة المدير العام جبران تويني، مما حدا آنذاك غسان تويني الذي تلقف الرسالة الى عنونة الصفحة الاولى “جبران تويني لم يمت والنهار مستمرة”.
واكتسبت الوقائع التي أوردها حماده عن الاجتماع الشهير الذي عقده الرئيس رفيق الحريري يوم عودته من اللقاء العاصف مع الرئيس السوري بشار الاسد في كانون الاول 2003 مع كل من عميد “النهار” غسان تويني ورئيس مجلس ادارتها جبران تويني في حضور حماده، طابعا شديد التوهج في استعادة الاضاءة على فصل اساسي من فصول كشف استهداف النظام السوري “النهار” والرئيس الحريري سواء بسواء، بدليل ما أورده حماده عن ضرب الحريري رأسه بنافذة سيارته بعد لقائه العاصف والاسد لشدة انفعاله من النبرة المهينة التي خاطبه بها الرئيس السوري.
وتحدث عن المعركة لضرب الاعلام المستقل في لبنان من طريق اقفال محطة “ام تي في”، ثم الضغط على الحريري لاجباره على بيع أسهمه في جريدة “النهار” تمهيدا لدفعها الى الافلاس، و ما سمي آنذاك “بروتوكول دمشق” الذي كان احد عناصره الاساسية محاصرة “النهار” المعارضة للوصاية وللتمديد للرئيس السابق اميل لحود.
الامن الداخلي
داخليا، برز حديث ادلى به وزير الداخلية نهاد المشنوق الى محطة “سكاي نيوز” وحذر فيه من ان الوضع الأمني المقبل على لبنان أعظم من كل حرائق المنطقة. واشار الى “مخاطر أمنية كبرى قادمة أكثر وأكثر على المنطقة وعلى لبنان ربما من الآن حتى سنة”. وأكد أنه مسؤول عن كلامه “وان ما هو قادم هو أعظم من كل مكان تجري فيه الحرائق الآن”.
لكن المشنوق أوضح في اتصال مع “النهار” انه “بحسب تقديراتنا ومعلوماتنا ان هناك سنة صعبة جدا في المنطقة ولا شك في أن لبنان سيتأثر بها لكن الوضع الامني فيه مضبوط”. وأضاف “ان هناك حاجة الى ثلاثة أشياء: التماسك الوطني، وأمن محترف ومتوازن، وشجاعة فقهية بمعنى قدرة الناس على مواجهة هذا المنطق المريض والمدمّر الذي يفتي بالقتل باعتباره جزءا من الدين”.
العسكريون المخطوفون
أما في ملف العسكريين المخطوفين، فقد سجل امس تطور لافت، اذ وافق رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد خليل ابرهيم، على طلبين لتخلية الموقوف (القاصر عند ارتكاب الجرم) براء مصطفى الحجيري نجل الشيخ مصطفى الحجيري (ابو طاقية)، في ملفين ارهابيين، قدمهما وكيله المحامي ناجي ياغي، بكفالة مالية مقدارها 3 ملايين ليرة لبنانية في كل من الملفين.
ومن المتوقع دفع الكفالة وتنفيذ عملية الاطلاق اليوم، بينما تحدثت معلومات عن مبادرة حسن نية تتمثل في السماح لوفد من الاهالي بالتوجه الى جرود عرسال للقاء أبنائهم وحمل الثياب والادوية وبعض المأكولات لهم.
وعن المفاوضات لاطلاقهم، جاء كلام وزير الداخلية التلفزيوني ليترجم شعور الاهالي بعدم جدية هذه المفاوضات، اذ قال: “لا تزال المفاوضات في بداياتها بغض النظر عن كل الروايات الأخرى. نعم في بداياتها لانه ليس هناك تصوّر فعلي وحاسم وموثق عن الأعداد والأسماء”.
وعن الوسيط القطري قال إنه “يأتي بقليل من النتائج وندخل في نقاش حول هذه النتائج أكانت ممكنة أم غير ممكنة، وواضح ان المفاوضات حتى الآن لم تُحقق تقدّماً جدّياً، كل ما حدث هو ان باب المفاوضات ما زال مفتوحا بوساطة قطرية”.
وسألت “النهار” الوزير المشنوق عن ورود اتصالات هاتفية لتحريك أهالي العسكريين مصدرها سجن رومية، فنفى ذلك مؤكدا ان جرود عرسال هي مصدر الاتصالات.
من جهة أخرى، علم ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم زار دمشق امس وعاد بنتائج ايجابية، فيما كان الأهالي يسلّمون سفير الدوحة رسالة الى أمير قطر تطلب منه الاسراع في بت مصير أبنائهم.
مجلس النواب
سياسيا، أصرّ “تكتل التغيير والاصلاح” على عقد جلسة نيابية لتفسير المناصفة في الدستور اللبناني، بما يعني ضمنا رفضا لعمل اللجنة العشرية التي باشرت عملها برئاسة الرئيس نبيه بري لاعداد مشروع قانون جديد للانتخاب. وفي ساحة النجمة اليوم، جلسة هي الأولى بعد التمديد لمجلس النواب، وهي الأولى بعد اعلان “حزب الله” العماد ميشال عون مرشحا له. لكن الحزب لن يوفر النصاب لجلسة الانتخاب، وقد صرّح النائب عاطف مجدلاني لـ”النهار” بأن جلسة اليوم ستكون “محكا لحزب الله الذي بادر عبر أمينه العام السيد حسن نصرالله الى ترشيح العماد ميشال عون لهذا المنصب”. ولفت الى ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “هو من قام بترشيح نفسه، فبادرت قوى 14 آذار الى دعمه في حين ان النائب وليد جنبلاط رشح النائب هنري حلو ومثله فعل السيد نصرالله عندما رشح العماد عون”. وخلص الى القول “إن على حزب الله ان يدافع اليوم عن ترشيح العماد عون وإلا فإن هذا الترشيح سيكون مجرد مناورة”.