Site icon IMLebanon

الفراغ للمرة الـ 15عشية ذكرى الاستقلال اليوم الثالث لحماده: التمديد السوري القسري

قبل ثلاثة أيام من احياء ذكرى الاستقلال في 22 تشرين الثاني، لم ترسم الجلسة الخامسة عشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وانهاء ازمة الفراغ الرئاسي، التي ارجئت الى الموعد السادس عشر في 10 كانون الاول، سوى علامة أسى وقتامة على مجمل الوضع الداخلي الذي ستطل عليه الذكرى هذه المرة من دون العرض العسكري التقليدي نظراً الى الفراغ في سدة الرئاسة . ولعله من وحي هذا الواقع المتمادي في الانسداد سيضطر رئيس الوزراء تمّام سلام الى استهلال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية بكلمة عن المناسبة يتناول فيها التشديد تكراراً على اولوية انتخاب رئيس للجمهورية والاوضاع السائدة في البلاد وتوجيه التحية والتقدير الى الجيش في ما قام ويقوم به من انجازات وتضحيات في معركة الحفاظ على الاستقلال والاستقرار وخصوصاً في مواجهة التنظيمات الارهابية.

وليس بعيدا من ايحاءات ووقائع لا يزال الكثير منها يربط الحقبة الحالية بحقب سابقة قاتمة لم يجف حبر آثارها الداخلية والخارجية بعد، اتخذت شهادة النائب مروان حماده في يومها الثالث أمام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي أمس بعدا مهماً اضافياً، خصوصاً انها تركزت في ردودها على اسئلة المحكمة على النقطة الاشد توهجاً في الظروف التي سبقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري وهي حقبة الصراع الحاد حول تمديد ولاية الرئيس السابق اميل لحود التي خضع فيها الرئيس الحريري لضغوط هائلة من النظام السوري . وجاءت المعطيات الحية والموثقة التي أوردها حماده، بالاستناد الى معايشته المباشرة لتلك الحقبة، بمثابة مضبطة اتهام كاملة للممارسات والضغوط والتهديدات المباشرة التي تولاها الرئيس السوري من اجل فرض التمديد القسري للحود الى حدود تهديده الحريري، قائلا: ” إن حاولتم ان تعارضوني فسادمر لبنان على رأسك ورأس وليد جنبلاط”. كما تناول باسهاب وقائع فرض التعديل الدستوري للتمديد في جلسة مجلس الوزراء عشية التمديد للحود وصولا الى ظروف صدور القرار 1559.

الرئاسة

في غضون ذلك، مضى رئيس مجلس النواب نبيه بري في الحديث عن امتلاكه “معطيات ملموسة حول مؤشرات ايجابية ” في الملف الرئاسي، كما بحث طويلاً مع الوزير وائل ابو فاعور موفداً من النائب وليد جنبلاط في السعي الى اقامة حوار بين “تيار المستقبل ” و”حزب الله ” .

وبرز في هذا السياق موقف لرئيس “تكتل التغيير والاصلاح ” النائب العماد ميشال عون في حديث ادلى به مساء أمس الى برنامج “بموضوعية ” من محطة “ام تي في”، اذ اعلن انه مستعد ونواب كتلته لحضور جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية شرط التزام رؤساء الكتل النيابية التصويت له او لرئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع وعدم اللجوء الى مرشح ثالث . ومع انه وصف حصر الترشيح باثنين بأنها عملية غير ديموقراطية، فانه اشار الى ان “المرشح الاخر يتحداني باستمرار”. وقال عون: “انا اريد الموقع المسيحي ان يمثل المسيحيين وغيري يريد ان يبقى الموقع مسيطرا عليه من الخارج”.

السعودية و”حزب الله

وأثار موقف سعودي أمس من “حزب الله” اهتمام الاوساط اللبنانية نظراً الى دلالاته وانعكاساته المحتملة داخلياً واقليمياً. وافاد مراسل “النهار” في نيويورك علي بردى ان المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي طالب أمس مجلس الأمن بإصدار قرار يضع جميع الجماعات والتنظيمات الإرهابية الموجودة في سوريا على قائمة العقوبات بما فيها “ميليشيات حزب الله “.

وكان المعلمي يتحدث في جلسة لمجلس الأمن عن “الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين والتعاون الدولي من أجل مكافحة الإرهاب”، فقال: “نطالب بأن يصدر عن مجلسكم الموقر قرار يضع جميع الجماعات والتنظيمات الإرهابية الموجودة في سوريا على قائمة العقوبات بما فيها ميليشيات حزب الله، وفيلق أبي (الفضل) العباس وعصائب أهل الحق وغيرها”.

مجلس الوزراء

على الصعيد الحكومي، علمت “النهار” ان جلسة مجلس الوزراء اليوم، التي يتضمن جدول أعمالها 43 بنداً، ستشهد جدلاً حول بند يتعلّق باستدراج العروض لشراء الفيول أويل والغاز أويل تكملة للعقدين مع شركتي سوناتراك الجزائرية والكويتية للبترول. وسبب الجدل ان طلب إستدراج العروض آت من وزارة النفط وليس من لجنة المناقصات. كما ستشهد الجلسة جدلاً حول بند إنشاء جامعات أو كليات جديدة ضمن جامعات قائمة مثل الصيدلة وغيرها. أما من خارج جدول الاعمال، فسيكون هناك نقاش في المواقف التي صدرت عن عدد من الوزراء في الايام الأخيرة وشكّلت مصدر إختلاف في الرأي والاسلوب وتركت تأثيراً على موضوع فصل السلطات. أما في شأن ملف الخليوي، الذي أطاح الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، فقد أرتؤي تأجيل طرحه اليوم بعدما اجتمع الرئيس سلام أمس تباعاً مع وزير الاتصالات بطرس حرب ووزير الخارجية جبران باسيل على أن يستكمل البحث في إجتماع يرأسه الرئيس سلام غداً الجمعة ويضم الوزراء حرب وباسيل ومحمد فنيش. وفي ما يتعلق بملف سلامة الغذاء، من المرجح أن يجتمع الرئيس سلام صباح اليوم مع وزير الصحة وائل ابو فاعور ووزير السياحة ميشال فرعون ووزير الاقتصاد ألان حكيم.