Site icon IMLebanon

قهوجي: التهديدات مستمرة بعد “الكوستا”

لم يحجب ملف قانون الانتخاب الذي يطغى على واجهة المشهد الداخلي ويحتل الاولويات الرسمية والسياسية، الهاجس الامني الذي عاد يشغل الجيش والاجهزة الامنية منذ احباط العملية الانتحارية في مقهى “الكوستا” قبل أسبوع تماماً. ذلك ان هذا الهاجس انتقل في اليومين الاخيرين الى مدينة طرابلس التي عاشت على وقع معلومات عن دخول سيارة “بيك أب ” مفخخة المدينة لاستهدافها بعمل ارهابي، الامر الذي استتبع استنفاراً امنياً للجيش وقوى الامن الداخلي واتخاذ اجراءات احترازية مشددة وخصوصاً قرب المراكز الامنية والعسكرية والتجمعات المدنية والتجارية. وفيما رجحت المعلومات اختفاء أي أثر للسيارة المشبوهة بفعل فقدان عنصر المفاجأة لدى المخططين المحتملين للعمل الارهابي، أكدت مصادر معنية ان الجهات الامنية تعاملت مع المعطيات المتصلة بالسيارة المشبوهة بجدية كبيرة.

وفي سياق متصل، نقل زوار قائد الجيش العماد جان قهوجي عنه تأكيده ان التهديدات الارهابية جدية وما حصل في عملية مقهى “الكوستا” في شارع الحمراء ليل السبت الماضي جاء في ظل توقعات للجيش لمحاولات ارهابية لأن تنظيم “داعش” الذي يتكبد خسائر وهزائم في معظم مناطق المواجهات التي يتورط فيها في المنطقة ارتد الى الساحة اللبنانية وطلب من اتباعه تنفيذ عمليات ارهابية فيها. وأوضح العماد قهوجي كما نقل عنه زواره ان المحاولة الانتحارية التي احبطت في “الكوستا” كانت من تنفيذ “ذئب منفرد” هو عمر العاصي الذي كان الجيش يرصده ويتعقبه لكنه لم يكن يعرف انه سيكون هذا “الذئب” الذي حاول تنفيذ العملية الانتحارية ولدى الجيش تسجيلات وأدلة قبل توقيفه وبعد التحقيقات معه تثبت انه تلقى تعليماته من “داعش” ومن الرقة تحديداً. وبعدما شدّد على الجهوزية التامة للجيش في مواجهة التهديدات الارهابية، أبدى ارتياحه الواسع الى التنسيق الذي حصل بين الجيش وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي والذي أدى الى النجاح في احباط العملية الانتحارية في اللحظة الحاسمة، ولكنه لم يخف ان الامن ليس عملية حسابية كاملة بما يعني ان التحسب يجب ان يبقى في ذروته لكل الاحتمالات. وفي معرض الحديث عن التنسيق بين الاجهزة أكد قائد الجيش ان التغيير السياسي الذي حصل لم يؤثر على الاستعدادات الامنية وان العلاقة بين قيادة الجيش ووزير الدفاع يعقوب الصراف ممتازة والتنسيق بينهما تام.

الملف الانتخابي

اما على الصعيد السياسي المتصل بملف قانون الانتخاب، فعقد أمس طوال ثلاث ساعات الاجتماع الرباعي المخصص للبحث في هذا القانون في وزارة المال وقد ضم ممثلي “التيار الوطني الحر ” و”تيار المستقبل ” وحركة “أمل ” و”حزب الله “، علما ان المشاركين فيه حرصوا على عدم تسمية الاجتماع “الرباعي”. وعلمت “النهار” ان البحث تناول في حضور خبراء صيغة مشروع قانون انتخابي جديد وان النقاشات باتت محصورة بصيغة المختلط بين الاكثري والنسبي وفق القواعد التي تقلّص مساحات الخلاف وتضيّقها. وأوضحت مصادر المشاركين لـ”النهار” ان الامر معروض على مختلف الافرقاء السياسيين وسيعود كل طرف من المشاركين الى حلفائه للتشاور في محاولة للخروج بصيغة تحظى بتوافق الجميع.

ولم يكشف المجتمعون مكان اجتماعهم المقبل وموعده بعدما حرصوا على ان يكون اجتماعهم أمس بعيداً من الاعلام. وعبروا عن “حرص” على عدم تفسير الاجتماع بأنه “لقاء رباعي”، مع تأكيدهم ان لا شيء نهائياً حتى الان في نقاشاتهم المفتوحة على البحث مع كل الحلفاء والاطراف، توصلاً الى صيغة توافقية جامعة وعادلة ترضي الجميع.

ووصف النائب علي فياض النقاش بأنه “كالحفر في الصخر، وان الجهود حثيثة وجدية “.

وكان سبق الاجتماع الرباعي غداء للوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل في حضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم في وزارة المال استكمالا للقاء أول كان عقد في وزارة الخارجية لتفعيل العلاقات الثنائية بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل”.

في المقابل، أفادت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي عبر “النهار” ان التغريدات التي اطلقها النائب وليد جنبلاط عن الحوار انما كانت ترمي الى ابراز ضرورة الجلوس الى الطاولة والتحاور في موضوع قانون الانتخاب في ظل استغراب اجتماع ممثلين لاربعة افرقاء وعدم دعوة الحزب الى المشاركة فيه وكذلك دعوة حزبي “القوات اللبنانية” والكتائب على سبيل المثال لا الحصر. فمع ان الوزير علي حسن خليل تولى نقل أجواء الاجتماع واتصل كل من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري بالنائب جنبلاط وثمة اقتناع “تيار المستقبل” وحركة “امل” وحتى “حزب الله” بأن لا قانون من دون توافق الجميع اكدت المصادر ان هناك انزعاجا لعدم دعوة الحزب الاشتراكي الى الحضور بممثل له، علماً ان الوزير مروان حماده لم يدع الى الاجتماع الرباعي الذي انعقد بعد جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا. وهو ما يثير تساؤلاً عما اذا كان ما يتم التوافق عليه بين هؤلاء الافرقاء يشكل نواة لحل يكون الجميع مرتاحين بموجبه وما هو معيار التمثيل في الاجتماع الرباعي هل هو المستوى التقني أو السياسي.

ويشار في هذا السياق الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شدد أمس على ان موقفه من وجوب اقرار قانون انتخاب يؤمن عدالة التمثيل قبل موعد الانتخابات المقبلة ليس جديداً اذ سبق له ان اكده في خطاب القسم. كما أوضح ان هذا الموقف “ليس موجهاً ضد أي طائفة أو مكون سياسي بل غايته احترام الميثاق الوطني والدستور وتحصين الوحدة الوطنية”. واذ اعتبر ان النسبية “تسمح بتمثيل الاكثريات والاقليات في كل الطوائف من دون تهميش أحد”، قال: “اذا كان لدى احد صيغة قانون يحقق العدالة أكثر فليطرحها للنقاش الوطني”.

العاصفة

على صعيد آخر، تقرر تعليق الدروس في فروع الجامعة اللبنانية اليوم بسبب العاصفة الشديدة التي تضرب لبنان، كما تقرر اقفال المدارس والمهنيات الرسمية والخاصة بقرار من وزير التربية مروان حمادة. وتسببت العاصفة بأضرار واسعة في مختلف المناطق ونجت منطقة السيوفي في الاشرفية من كارثة بفعل انهيار رافعة عملاقة في ورشة اذ اقتصرت الاضرار على عدد كبير من السيارات المركونة في المحلة.