ازمة حريات، وازمة ديبلوماسية، وازمة حياتية. ثلاث تطل مطلع هذا الاسبوع وقبيل انعقاد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء هذه السنة غدا الثلثاء، وقبيل سفر نحو 13 وزيراً الى الخارج لتمضية عطلة الاعياد مديرين ظهورهم لمشكلات تزداد تفاقماً ولا تجد سوى الترقيع حلاً موقتاً في غياب رؤى واضحة لحلول جذرية.
في ازمة الحريات محاولة استيعاب لا تلغي الواقع السيئ، فقاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور يعقد جلسة اليوم لبدء تحقيقاته في دعوى الحق العام على الزميل مارسيل غانم والصحافي السعودي ابرهيم آل مرعي. ولن يحضر غانم الجلسة بطلب من وكيله النائب بطرس حرب الذي سيلتقي القاضي منصور في مكتبه ويقدم مذكرة دفوع شكلية أثار فيها نقاطاً قانونية عدة كما قال حرب لـ”النهار”. ويعود الى المدعى عليه عدم المثول أمام التحقيق في هذه الحالة، على ان يصار الى استجوابه بعد بتها أو ألا يحصل هذا الاستجواب اذا وافق القضاء على الدفوع، وتالياً تنتهي الدعوى بالنسبة الى غانم عند هذا الحد، وتتوقف الملاحقة في حقه.
أما النائب السابق فارس سعيد، فلن يمثل أيضاً اليوم بعدما تبلغ عبر الاعلام، كما صرح أمس، ارجاء الاستدعاء والاستجواب الى وقت لاحق. وقال سعيد: “حصل معي خطأ كتابي لاسم حزب الله، فتحرك رئيس جهاز الامن والاستطلاع في الحزب وفيق صفا، واجرى اتصالا بوزير العدل طالباً منه تحريك النيابة العامة من اجل استدعائي واستجوابي. وطلب صفا من محامين متدرجين ينتمون الى القضاء السياسي لحزب الله ان يتقدموا بإخبار، فقبل المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود هذا الاخبار وارسله الى مدعي جبل لبنان”.
اما الثانية فهي ازمة ديبلوماسية ناشئة بين لبنان والسعودية، اذ على رغم مضي نحو شهر على تعيين السفير السعودي الجديد لدى لبنان وليد اليعقوب، فان وزارة الخارجية والمغتربين لم تحدد له موعدا لتقديم أوراق اعتماده مما أثار تساؤلات عن الأسباب. وتقديم أوراق اعتماد السفير الجديد يفترض أن يمر بمستويين، أولهما عبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي لم يحدد موعداً لاستقباله حتى اليوم، والمستوى الآخر عبر رئيس الجمهورية الذي ينتظر عادةً تقديم طلبات اعتماد سفراء لثلاث أو أربع دول، فيستقبلهم ويعتمدهم معاً في آن واحد.
وقالت مصادر لـ”النهار” إن أي دولة ملزمة أدبياً وبروتوكولياً أيضاً عندما تريد تعيين سفير أن تبعث برسالة إلى الدولة التي سيعين فيها، تسمى “استمزاج رأي”، وتعتبر رسالة غير رسمية، وفحواها أنها تنوي تعيين الشخصية المحددة سفيراً لديها، ويكون للدولة الأخرى أن توافق أو لا توافق على التعيين. إذا لم توافق فترشح الدولة الأولى شخصية أخرى، وإذا وافقت رسمياً فينتقل السفير إلى الدولة التي عُيِّنَ فيها، وتسير العملية في الشكل الطبيعي. ما حصل أن المعنيين في السعودية علموا باسم سفير لبنان المقترح لدى المملكة من التلفزيونات اللبنانية، خلافاً للأصول المتبعة. والأمر نفسه حصل مع دولة الكويت.
وعلمت “النهار” ان الوزير مروان حمادة سيثير الموضوع غداً في مجلس الوزراء ما لم تكن القضية حلت، “لانها تؤثر سلباً على مصالح 250 الف لبناني يعملون في المملكة ولا يجوز التحجج بأي سبب لتوتير العلاقات مع هذا البلد الشقيق”.
وأوضح مصدر في وزارة الخارجية لـ”النهار” ان لبنان قبل اعتماد السفير اليعقوب بعد 15 يوماً من تبلغه الطلب السعودي وانه ينتظر تحديد موعد له، في حين ان لبنان ارسل طلب اعنماد سفيره في المملكة قبل اربعة أشهر ولم يتلق أي جواب. وأكد ان لبنان يريد أفضل العلاقات مع المملكة ويسعى اليها وهذا يفترض المعاملة بالمثل. ورفض ربط الموعد باي أسباب سياسية تتعلق بتداعيات استقالة الرئيس الحريري.
والى الازمة الحياتية المتعددة الوجه، وأولها يبدأ اليوم بإضراب مفتوح ينفذه اتحاد النقابات والمصالح المستقلة والمؤسسات العامة إعتراضا على التعميم الذي أصدره رئيس الوزراء سعد الحريري عن كيفية تطبيق سلسلة الرتب والرواتب. واذ اعتبر أن التعميم الصادر عن الحريري ألغى للعمال حقوقاً مكتسبة كتعويض منحة الإنتاج وتعويض التفرغ والساعات الإضافية، يعقد الاتحاد مؤتمراً صحافياً اليوم في مقر الإتحاد العمالي العام لشرح حيثيات موقفه التصعيدي. وابلغ مصدر نقابي “النهار” ان عمال كهرباء لبنان يتجهون الى اعتماد خطة تصاعدية تصل الى قطع التيار الكهرباء لاحقا في حال تجاهلهم وعدم تطرق مجلس الوزراء الى قضيتهم.
والملف الثاني المرشح للتفاعل في حال تعطيله، هو ملف النفايات. وفي المعلومات المتداولة ان وزارة البيئة لم تنجز حتى الساعة البرنامج الجديد لمعالجة النفايات الصلبة وخصوصا في ما يتعلق بإيجاد بدائل من مطمري الكوستابرافا وبرج حمود. وعليه، فان مجلس الإنماء والإعمار، كما اوردت “النهار” الاسبوع الماضي، توصل الى صيغة حل موقتة تقضي بتوسعة المطمرين الحاليين في برج حمود والكوستابرافا ضمانا لاستمرار العمل في جمع النفايات المنزلية والصلبة الى مرحلة تكفي لعبور سنة 2018 من دون عوائق تنعكس على العمل وخصوصا لتحاشي التهديدات المتوقعة بوقف الجمع من الشوارع عند الحديث عن انتهاء قدرة المطمرين على الاستيعاب بعد شباط المقبل. ويبدي نواب في المتن الشمالي اعتراضا على توسعة مطمر برج حمود – الجديدة. وتقول مصادر معنية بالجمع والتوضيب إنها تقوم بعملها وعلى الحكومة ايجاد البدائل في حال تعطيل المشروع، وهي لا تتحمل مسؤولية تكدس النفايات مجددا.
وعن مصير النفايات في اقليم الخروب والشوف، قالت المصادر إن وزير البيئة طارق الخطيب اصطدم بفيتو جنبلاطي حال دون البحث في المقترحات التي تقدم بها والتي لم تصدر الى العلن، خصوصا انه بات على لائحة المرشحين للانتخابات النيابية المقبلة ممثلا لـ”التيار الوطني الحر” في دائرة الشوف وعاليه الانتخابية.