Site icon IMLebanon

لا تقدّم وتداول صيغ حكومية بديلة

 

قد يصح في وصف زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري عصر أمس لقصر بعبدا بأنها زيارة “تطييب الانفاس” و”خطوة نملة” للحدّ ما أمكن ولو شكلياً من تداعيات الانسداد السياسي الذي تصطدم به مهمته في الشهر الخامس من أزمة تأليف الحكومة. أما المعطيات الحاسمة والحازمة والمأمولة لدفع عملية التأليف فلم يخرج دخانها لا الابيض ولا حتى الرمادي من مدخنة القصر بما يصعب معه الغوص مجدداً في التكهنات المسبقة عن موعد انفراج الازمة. ومع ذلك بدا الرئيس الحريري مصراً على فتح نافذة الامل في انفراج غير بعيد في الازمة في ما عزاه مطلعون لـ”النهار” الى تصميمه على عدم توفير أي مسعى لاحداث اختراق ينهي تعقيدات التأليف لادراكه ثقل التكاليف والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي يرتبها استمرار الازمة واستهلاكها وقتاً طويلاً اضافياً. كما ان تقصد الحريري ابداء “تفاؤله ” فسره المطلعون بانه رد مباشر على موجات التشكيك والتيئيس، علما انه لم يتعمد ذلك من فراغ بل هو في صدد تحريك عملية التأليف فعلا واستعجال المشاورات والاتصالات سعياً الى اختراق قريب.

 

وقد زار الحريري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد الظهر وعرض معه آخر اجواء عملية تشكيل الحكومة والاتصالات التي يجريها في هذا الشأن. وافادت معلومات رسمية انه ” كان اتفاق على ضرورة الاسراع في عملية التأليف، كي تتمكن الحكومة العتيدة من مواجهة مختلف التحديات ولا سيما الاقتصادية منها والتهديدات الاسرائيلية “. وقال الرئيس المكلف بعد اللقاء، في تصريح مقتضب إنه تشاور مع الرئيس عون في الموضوع الحكومي، و”كان اتفاق مع فخامة الرئيس على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة بسبب الاوضاع الاقتصادية، على ان يكون هناك لقاء ثان مع رئيس الجمهورية. الاجواء ايجابية ان شاء الله، وأنا متفائل جداً”. ودعا الصحافيين الى متابعته اليوم في مقابلته التلفزيونية مساء عبر محطة “ام تي في”.

 

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة على لقاء رئيس الجمهورية والرئيس المكلف انه “كان إيجابياً على رغم ان الحريري لم يحمل تشكيلة شبه نهائية،بل تم التشاور في الاتصالات التي اعقبت اللقاء السري بينهما عشية سفر الرئيس عون الى نيويورك “. وقالت المصادر إن الرئيسين اجريا تقويماً للمواقف من بعض الافكار التي تم تداولها في وسائل الاعلام، وإن الرئيسين عرضا لصيغ مختلفة للتركيبة الحكومية، واتفقا على عقد لقاء آخر بينها الاسبوع المقبل بعد ان يجريا مشاورات مع مختلف الاطراف.

 

ونفت المصادر ان يكون عون والحريري تطرقا الى الاسماء المرشحة للتوزير، لكنهما تبادلا الرأي في صيغ وصيغ بديلة او معدلة، بمعنى ان الملف الحكومي ليس مقفلاً،لا بل ان هناك امكانا للحلحلة.

 

ولم تكشف مضمون الصيغ البديلة مكتفية بالتاكيد ان هناك تصورا يجري العمل على بلورته، خصوصاً ان “اللقاء السري”الاخير تناول افكارا عدة، واتى لقاء امس من اجل جوجلة آخر المعطيات وردود الفعل الصادرة عن هذا الفريق او ذاك.

 

وأشارت الى انه بعد الجمود الذي ساد ملف التشكيل يمكن القول إن هناك تحريكا جدياً له، من دون معرفة مصيره، بانها لم تشأ تحديد الفترة الزمنية التي تفصل عن ولادة الحكومة، والتي تبقى مرتبطة بعوامل الاتصالات المحلية والاقليمية.

 

وأعلنت ان الوضع الخارجي وخصوصاً ما يتعلق بالتهديدات الاسرائيلية للبنان والمتابعة الديبلوماسية لها، كان مدار بحث ونقاش بين الرئيسين، وان الحريري اطلع من رئيس الجمهورية على نتائج لقاءاته في نيويورك، وأشاد بمضمون الكلمة التي القاها امام الجمعية العمومية للامم المتحدة. كما علم انهما ناقشا الاوضاع الاقتصادية في ضوء المعطيات المتوافرة.

 

وخلصت المصادر الى أن الاولوية عند الرئيس عون هي تشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن.

 

جعجع والعهد

وفي سياق الازمة الحكومية، برزت مواقف لافتة جديدة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع جاءت في معرض تقويمه لسنتين من عمر العهد اذ صرح لـ”وكالة الانباء المركزية” بأن “هناك نوعا من الاخفاق في ما آلت اليه الأمور بعد التسوية الرئاسيّة، فاللبنانيون غير راضين عن وضع البلاد على كل المستويات وفي شكل خاص اقتصادياً، حيث بلغ التدهور حدّه الأقصى منذراً بكارثة وشيكة اذا لم يتم تدارك اسباب الإندفاع السريع نحو الهاوية، وبذل اقصى الجهود للخروج من الواقع المرير الى حال من الاستقرار، وكل الخطوات التي تطرحها “القوات اللبنانية” تصب في هذا الإتجاه”. وأضاف: “هذا العهد هو أكثر من حظي بمساعدة منذ اتفاق الطائف. صحيح ان الرئيس عون انتخب بـ83 صوتاً، بيد ان القوى السياسية الرئيسية من الثنائي الشيعي، على رغم بعض التباينات مع الرئيس نبيه بري، الى “تيار المستقبل” و”القوات” أيدت العهد، بدليل تمثيلها في الحكومة الاولى، حيث كان وزراؤها يبذلون أقصى الممكن، ان لم يكن لنجاح العهد فلنجاحهم لانهم ضمن هذا العهد. ما لا يمكن استيعابه هو اتهامنا بتفشيل العهد. ان عهداً يصبو الى النجاح لا يمكن أي طرف ان يفشله”. وشدد على ان “الخروج من ازمة التشكيل يتطلب تدخل رئيس الجمهورية شخصياً واعطاء كل ذي حق حقه. اتمنى شخصياً على الرئيس الاقدام على هذه الخطوة لاحقاق الحق استناداً الى نتائج الانتخابات”.

 

منع “سيدة الجبل”

 

على صعيد آخر، تصاعدت أمس الاصوات المنددة بمنع “لقاء سيدة الجبل” من عقد خلوته في فندق “البريستول” الذي اعتذر قبل ايام عن استقبال اللقاء بعدما كان وافق على عقد الخلوة فيه.

 

واللافت في هذا السياق ان محطة “الجديد ” التلفزيونية بثت تأكيدا للمسؤول الامني الابرز في “حزب الله ” وفيق صفا انه يقف وراء قرار الغاء خلوة “لقاء سيدة الجبل” في “البريستول”.

 

المبارزة؟

 

وبعيداً من الاجواء السياسية، برزت ملامح مبارزة حادة بين وزارة الاقتصاد وأصحاب المولدات مع اصرار الاولى على تطبيق قرارها تركيب العدادات في كل المناطق والمضي في تسطير محاضر ضبط في حق المخالفين والتي ارتفع عددها أمس الى 110 من نحو 60 محضراً أول من أمس، وفي المقلب الآخر، يصر بعض اصحاب المولدات على المعاندة رافضين تطبيق القرار وأكثر ينوون “الاحتفال بسقوط القرار بمهرجان جماهيري يقام اليوم الخميس”. ووزعت مساء أمس دعوات باسم اللجنة المركزية لتجمع مالكي المولدات الخاصة في لبنان لعقد مؤتمرها السنوي تحت عنوان “كلمة موحدة في وجه الظلم ومطالبة بالحقوق” في فندق “حبتور ميتروبوليتان” في سن الفيل، ولمحت الدعوات الى اتخاذ موقف من “آخر ما وصلت اليه قرارات الوزارات المعنية”.