IMLebanon

إنجاز اتفاق التسليح الفرنسي الجميّل في مرجعيون والخيام

أنهى رئيس الوزراء تمام سلام مساء أمس زيارة لباريس بدت ناجحة بمعظم معايير الدعم الفرنسي للبنان الذي سعى اليه الجانب اللبناني ولو ان الاوساط السياسية اللبنانية ركزت متابعاتها للزيارة على الاستحقاق الرئاسي بصورة اساسية.

وعكس استقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لسلام امس بما واكبه من حفاوة ودفء واهتمام حرص باريس على اعطاء الانطباع عن تصدر الواقع اللبناني الاولويات في أجندتها الخارجية وخصوصا من حيث تدعيم كل ركائز الاستقرار الامني وهو الامر الذي ترجمته في استجابة فورية لمطلب رئيس الوزراء الإسراع في انجاز الخطوات التنفيذية لاتفاق تسليح الجيش بموجب الهبة السعودية والذي يبدو انه سلك طريقه نحو وضع اللمسات الاخيرة عليه تمهيدا للشروع في بدء تسليم دفعات الاسلحة تباعا اعتبارا من مطلع السنة الجديدة. وعلمت “النهار” في هذا السياق ان اهتمام الجانب الفرنسي برز واضحا بتأكيده انه ينتظر الموافقة السعودية على البروتوكولات التي يرجح توقيعها في 16 كانون الاول الجاري في بيروت لإرسالها الى الرياض التي ستسدد الدفعة الاولى من هبة الثلاثة مليارات دولار ويبدأ على الاثر تنفيذ الاتفاق. وقد أنجز الجانب الفرنسي توقيع أجزاء من الاتفاق تمهيدا لإحالتها على الجانب السعودي وذلّلت خلال زيارة سلام والوفد المرافق له معظم الامور التي كانت لا تزال عالقة وهي في أكثرها ذات طابع تقني يتعلق بتفاصيل الاسلحة ومواصفاتها.

كما ان محادثات سلام مع الرئيس الفرنسي امس في قصر الاليزيه تطرقت الى مسألة اللاجئين السوريين في لبنان. وسمع هولاند شرحا مسهبا لهذا الملف ولفت الجانب اللبناني الى الخطورة التي يرتبها ثقل اللاجئين السوريين على لبنان وأزمة اللجوء وخطر تحولها الى توطين لهم على أرضه.

أما في ملف الازمة الرئاسية، فعلمت “النهار” انه طرح في اطار من العموميات وتناوله الرئيس الفرنسي انطلاقا من الموقف الفرنسي الدافع في اتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي وملء الشغور في سدة الرئاسة. ولكن لم يدخل الجانبان في المبادرة التي يتولاها الموفد الفرنسي مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو باعتبار ان هذا الموضوع لا يبحث في باريس ولأن مبادرة جيرو لا تزال في المرحلة الاولى من انطلاقتها وهي تحتاج الى مزيد من المشاورات المكوكية بين باريس والعواصم الاقليمية المعنية من جهة والقوى السياسية اللبنانية من جهة أخرى، مما يعني أن التوافق على مرشح رئاسي توافقي لا يزال صعب المنال. وتردد في هذا السياق ان جيرو سيواصل تحركه الاقليمي في اطار مهمته وينتظر ان يقوم الاسبوع المقبل بزيارة جديدة لطهران ومن ثم للرياض حاملا حصيلة اللقاءات التي عقدها في بيروت مطلع الاسبوع الجاري.

وصرح الرئيس سلام عقب لقائه الرئيس الفرنسي بأنه “لقي كل ترحيب وتفهم ودعم لقضايانا في لبنان”، معلنا ان فرنسا “ستبدأ قريبا جدا بالتحضير لتسليمنا ما يحتاج اليه الجيش من أسلحة”. وفي الملف الرئاسي قال انه لمس “رغبة من الرئيس هولاند وكل المسؤولين الفرنسيين في ان ينتهي هذا الملف وان يكون للبنان رئيس لاستكمال مستلزمات نظامنا الديموقراطي”. وتناول سلام في مؤتمر صحافي عقده لاحقا في مقر اقامته بعض الملفات الداخلية، فأكد أن “استمرار البلاد من دون رأس خلق مساحة من عدم الاتفاق ونحن نسعى عبر الحكومة الى مواكبة الوضع لكننا لا يمكن ان نمارس سلطتنا التنفيذية بشكل كامل كأن الوضع طبيعي”. وناشد القوى السياسية “أن تدرك محاذير استمرار الوضع على حاله”. وأشار الى أنه اذا كان لدى فرنسا نية ايجابية للمساعدة “قد يكون لدى غيرها من الدول نيات مبيتة ولذا أناشد قوانا السياسية ان نحاذر الوصول الى السلبية التي يتعذر بعدها العودة الى الوراء”.

الياسون في بيروت

الى ذلك، أفاد مراسل “النهار” في نيويورك علي بردى ان نائب الامين العام للأمم المتحدة يان الياسون سيصل غدا الأحد الى بيروت في زيارة تستمر حتى الثلثاء يجتمع خلالها مع المسؤولين اللبنانيين الكبار، ومع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الياسون سيسافر مساء اليوم من نيويورك على أن يصل في اليوم التالي الى بيروت، حيث سيشارك في 15 كانون الأول في إطلاق خطة الاستجابة لأزمة لبنان للسنتين 2015 و2016 التي تسعى الى التعامل مع أثر وجود اللاجئين في البلاد. وأضاف ان نائب الأمين العام سيلتقي رئيس الوزراء تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري وغيرهما من المسؤولين الحكوميين الكبار والمحاورين اللبنانيين الرئيسيين، على أن يجتمع الثلثاء مع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، علماً أنه “سيزور مدرسة رسمية في بيروت، حيث من المقرر أن يلتقي تلامذة لبنانيين وسوريين”. كذلك يلتقي رؤساء وكالات الأمم المتحدة ويعقد اجتماعاً موسعاً مع موظفي المنظمة الدولية في مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا”.

الى ذلك، أعلن دوجاريك أن الأمم المتحدة ستطلق في 18 كانون الأول الجاري نداءي تمويل خاصين بالأزمة السورية، في مناسبة تستضيفها الحكومة الالمانية في برلين، موضحاً أن “خطة الاستجابة الاستراتيجية لسوريا 2015 تغطي الاستجابة الإنسانية داخل سوريا”، وستطلقها وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة فاليري آموس. أما “خطة التكيف واللاجئين” لسنتي 2015 – 2016 والتي تغطي مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا والاردن والعراق ومصر، فمن المقرر أن يطلقها المفوض السامي للاجئين أنطونيو غوتيريس ووكيلة الأمين العام لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي جينا كاسار.

الجميل في الجنوب

على صعيد داخلي آخر، يقوم الرئيس أمين الجميل اليوم بزيارة أولى له للجنوب منذ عام 1983 وستكون له ثلاث محطات فيها الأولى في مرجعيون حيث سيدشن مقر اقليم حزب الكتائب الجديد ومن ثم في الخيام حيث يقيم الوزير علي حسن خليل مأدبة تكريمية له والثالثة في خلوات البياضة وسيلقي كلمات في المحطات الثلاث. وأبلغت مصادر كتائبية “النهار” أن هذه الجولة ستكون امتداداً للحوار القائم بين الجميل ورئيس مجلس النواب نبيه بري وبين حزب الكتائب و”حزب الله” بما يكرس أجواء المصالحة والانفتاح في البلاد.