Site icon IMLebanon

عزل البقاع عن بيروت مشاغلة مريبة للجيش في طرابلس

على رغم التداخل الكثيف بين الملفات الأمنية والسياسية والاجتماعية الذي يطبع المشهد الداخلي، قفزت الحركة الاحتجاجية لأهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” في جرود عرسال امس الى مقدم الاولويات في ظل تطور غير مسبوق منذ نشوء أزمة الرهائن تمثل في عزل منطقة البقاع عزلا شاملا عن جبل لبنان وبيروت في خطوة تنذر بمضاعفات صعبة اضافية.

ومع ان الاهالي أعادوا فتح طريقي ترشيش – زحلة وكفريا – معاصر الشوف بعد الظهر، فان تثبيتهم الاعتصام على طريق ضهر البيدر وامتناعهم عن فتحه أبقيا البقاع شبه معزول ومفصول عن العاصمة والجبل بعد اخفاق كل الوساطات والمساعي السياسية والامنية لاقناعهم بفتح هذا الشريان الحيوي الاساسي. كما ان نذر تصعيد اضافي برزت في هذا التحرك مع اتجاه للاهالي الى أن يقرنوا ابقاء طريق ضهر البيدر مقطوعا بالاعتصام امام قصر العدل في بيروت وكذلك امام سجن رومية مطالبين باطلاق بعض السجناء الاسلاميين ومبادلتهم بابنائهم العسكريين الرهائن.

وأمام هذا التطور، أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق ان الاجتماع الامني الذي انعقد اول من امس في وزارة الدفاع “بحث في كل الخيارات للافراج عن العسكريين المحتجزين في جرود عرسال”، موضحا ان “المقايضة واردة استنادا الى القوانين المرعية الاجراء وكل ما يقال غير ذلك غير صحيح اطلاقا”. وأبدى تفهمه لمشاعر اهالي العسكريين المحتجزين وقال: “عليهم ان يعلموا انهم يقطعون الطرق عن اهلهم من غير ان يؤثر ذلك على القتلة والمجرمين الذين يحتجزون اولادهم”. وناشد اهل البقاع خصوصاً “ان يكونوا صفاً واحداً ورزمة متماسكة لاحباط مخططات الارهابيين ومنعهم من تحقيق اهدافهم”. وشدد على ان دماء العسكريين الشهداء “لن تذهب هدرا”.

واطلع المشنوق رئيس الوزراء تمام سلام الموجود في نيويورك على نتائج الاجتماع الامني قبل سفر الوزير الى فرنسا للقاء الرئيس سعد الحريري.

أما على الصعيد الامني، فان تواتر الاحداث في طرابلس في الأيام الأخيرة من حيث تكرار التعرض لمراكز الجيش من جهة، ورصد تحركات مريبة لبعض المجموعات المرتبطة بتنظيمات متطرفة من جهة اخرى، بدأ يزيد المخاوف من مخططات معينة يراد لها، استناداً الى مصادر امنية معنية، ان تشكل الهاء واشغالا للجيش عن جبهة المواجهة مع التنظيمات الارهابية في جرود عرسال. وقالت هذه المصادر لـ”النهار” ان الوضع القائم في طرابلس لا يزال تحت سقف مضبوط وإن يكن ما جرى من اعتداءات متفرقة على الجيش يوحي بمحاولات لتعكير الوضع، لكنها لفتت الى ان ثمة رصدا لمجموعتين معروفتين بارتباطهما بـ”جبهة النصرة” و”داعش” اللتين تحركتا باشكال معينة عقب الضربات المتلاحقة التي وجهها الجيش الى التنظيمات الارهابية في جرود عرسال في الايام الاخيرة والتي كانت ضربات محكمة مما يوحي بريبة في تحركات هاتين المجموعتين، مؤكدة ان الوضع في عرسال يبدو مضبوطاً باجراءات الجيش وخطواته الميدانية.

كذلك أوقف جهاز أمن الدولة امس السوري بلال عماد القاسم في رحبة عكار بتهمة ارتباطه بمسلحين من تنظيم داعش.

وكان الجيش أكد تعرض ثلاثة من مراكزه في محلة التبانة وشارع سوريا والبيسار في طرابلس امس لاطلاق نار من مسلحين، مما ادى الى اصابة عسكري بجرح طفيف في رجله. ورد الجيش على النار بالمثل وتولت وحداته مطاردة المعتدين.

في غضون ذلك، أوردت صحيفة “وولرد تريبيون” الاميركية امس ان الولايات المتحدة وافقت على طلب الحكومة اللبنانية مد الجيش اللبناني بـ 18 مروحية من طراز “هيوي – 2” مع توفير التدريب اللازم وقطع الغيار. ونقلت عن وكالة التعاون الامني الدفاعي الاميركية ان اقتراح بيع هذه الطائرات سيمكن لبنان من مواجهة التحديات الحاضرة والمستقبلية التي تفرضها التهديدات الامنية الداخلية وعلى الحدود وستحل هذه المروحيات محل اسطول من طراز “يو اتش -1 اتش” في الجيش اللبناني الذي اشترى بالفعل منصة “هيوي – 2”. وصرح مسؤولون بأن وزارة الخارجية الاميركية وافقت على طلب الحكومة اللبنانية تزويدها مروحيات بمبلغ يقدر بـ 180 مليون دولار وان ثمة مخاوف في الكونغرس الاميركي من ان تقع هذه المروحيات في ايدي “حزب الله”.

وعلمت “النهار” ان لدى الجيش اللبناني عددا من طوافات “هيوي – 2 ” حاليا وان الجيش يطلب ان تكون الطوافات الجديدة مزودة الاسلحة والصواريخ اللازمة. كما علم ان رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي كان يعتزم القيام بزيارة لبيروت قبل الغارات الاميركية – العربية في سوريا وربما تأجلت زيارته الى موعد لاحق.

لقاءات سلام

في غضون ذلك، واصل الرئيس سلام لقاءاته في نيويورك مع عدد من الزعماء الدوليين وكان أبرزهم امس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس التركي رجب طيب اردوغان في حضور وزير الخارجية جبران باسيل ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام وأعضاء الوفد اللبناني. ومعلوم ان سلام سيلقي غدا كلمة لبنان امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، كما سيشارك في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان.

الحريري

على صعيد آخر، علمت “النهار” انه في مناسبة المشاركة في حفل اقامه السيد بهاء الحريري في فرنسا، رأس الرئيس سعد الحريري إجتماعا في مقر إقامته حضره الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشار الرئيس الحريري النائب السابق غطاس خوري والامين العام لتيار “المستقبل” احمد الحريري. وتخلل الاجتماع عرض للاوضاع الاقليمية والوضع في لبنان. كما جرى بحث في فكرة عقد جلسة تشريعية والامور الضرورية المطروحة للتشريع. فتم التشديد مجددا على موقف تيار “المستقبل” بأن إنتخاب رئيس للجمهورية هو شرط مسبق لإجراء الانتخابات النيابية.