Site icon IMLebanon

مفاوضات بلا مفاوض في ملف العسكريين! السفير البابوي يلمّح إلى آذار الاستحقاق

لم يطل انحسار التهديدات التي دأبت التنظيمات الارهابية على اطلاقها سوى بضعة أيام أعقبت تصفية الدركي الشهيد علي البزال، فعاودت امس الضرب بأساليبها الترهيبية البشعة على مخاوف أهالي العسكريين المخطوفين، مهددة مجدداً بقتل احدى رهائنها. ويبدو ان الموجة الجديدة من هذا المسلسل الترهيبي تستهدف هذه المرة فرض القناة التفاوضية وحتى المفاوض المقبول لدى “داعش” و”جبهة النصرة”، بدليل ان التهديد بقتل أحد العسكريين المخطوفين، الذي تبلغه أهالي العسكريين ودفعهم الى اشعال الاطارات قبالة السرايا الحكومية، جاء غداة سقوط محاولة لفرض تكليف أحد المفاوضين على الحكومة، ولما فشلت المحاولة تولى تنظيم “داعش” هذه المرة اطلاق التهديد. وهو الامر الذي شكل عامل ضغط اضافياً على الحكومة لبت موضوع القناة التفاوضية الجديدة بعد “شغورها” بانسحاب الوساطة القطرية. ولذا سارع وزير الصحة وائل ابو فاعور بعد لقائه وفداً من أهالي العسكريين المخطوفين الى تسفيه الذريعة التي تلطى وراءها “داعش” في تهديده الجديد، فنفى زعم التنظيم ان الجانب الحكومي أوقف التفاوض، مؤكداً ان خلية الازمة “لم تقرر وقف التفاوض ولم تعتبر ان العسكريين هم شهداء حرب وهذا الامر ليس مطروحاً في أي مكان”. بيد انه اعترف بأن المفاوضات “عادت الى نقطة الصفر”.

وعلمت “النهار” ان الجلسة العادية لمجلس الوزراء بعد غد الخميس ستشهد نقاشاً في ملف المخطوفين العسكريين تحت عنوان “توحيد الوساطات” على حد تعبير مصادر وزارية قالت لـ”النهار” إن “تعدد الوساطات في الاسابيع الثلاثة الاخيرة تسبب باستشهاد رجل الامن علي البزال”. واشارت الى انه من غير الوارد تفويض “هيئة العلماء المسلمين” التفاوض في هذا الملف، مع ان الدولة ترحب بأي جهد ايجابي. ولاحظت ان الملف معقد جدا وتبدو الامور راهناً امام طريق مسدود وخصوصا في ظل واقع الجهات الخاطفة التي لكل منها أجندة ولا تنسيق في ما بينها. وأعربت عن اعتقادها ان الملف يجب مقاربته بطرف دولي وهذا الامر ليس متوافراً حالياً.

وفي ما يتعلق بجدول أعمال الجلسة فانه يتألف من 72 بنداً و47 مرسوماً وهي لا تنطوي على أبعاد سياسية ولا تشتمل على البنود الخلافية المتصلة بالخليوي والنفايات والطاقة.

اتفاق التسليح

في غضون ذلك، تجاوزت التحضيرات الجارية لتنفيذ الاتفاق السعودي – الفرنسي لتسليح الجيش اللبناني آخر مراحلها، إذ تم امس في قيادة الجيش باليرزة توقيع ملحق اتفاق الاسلحة والاعتدة الفرنسية، في اطار الهبة السعودية، بين قائد الجيش العماد جان قهوجي عن الجانب اللبناني والاميرال ادوار غييو ممثلا شركة “أوداس ” عن الجانب الفرنسي في حضور السفير الفرنسي باتريس باؤلي. وأبلغ مصدر حكومي لبناني “وكالة الصحافة الفرنسية” ان الاميرال غييو سيزور الرياض قريباً لتوقيع ملحق الاتفاق، وانه يفترض ان ترسل السعودية دفعة مالية اولى من 600 مليون دولار، وسيبدأ تلقي الاسلحة بعد شهرين من ذلك على ان تستمر عملية التسليم ثلاث سنوات. وأشار الى ان العقد يشمل سبع مروحيات “غازيل” وصواريخ “هوت” المضادة للدروع وغيرها من الاسلحة.

السفير البابوي

في سياق آخر، علمت “النهار” ان التصريح الذي أدلى به السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا امس حرّك اتصالات داخلية للوقوف على أبعاده بعدما قال إن “الأجواء المحلية والاقليمية والدولية مهيأة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت قريب”. وقد أبلغ السفير البابوي المتصلين به انه مرتاح الى التحركات الاخيرة في شأن الاستحقاق الرئاسي ولكن ما ينقصها هو مبادرات تنفيذية. ولمح الى أن آذار المقبل يبدو موعداً معقولا لظهور معطيات على هذا الصعيد. وفهم ان السفير البابوي يقوم بدور أساسي لايجاد دينامية داخلية من خلال القيادات المسيحية وبكركي تحضيراً للاجواء المؤاتية لإنجاز الاستحقاق، فيما تتولى فرنسا، وهذا ما يقوم به حاليا الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو، تحضير الاجواء الخارجية.

وفي إطار متصل، علمت “النهار” ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنهى الجولة الاولى من اتصالاته مع القيادات المسيحية بلقاء مساء اول من امس ورئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل تخلله عشاء جرى فيه تقويم مشترك للاتصالات وسط أجواء إيجابية. وقد أشاد البطريرك بالزيارة التي قام بها الرئيس الجميّل أخيرا للجنوب وبما أشاعته من أجواء وفاقية.

جعجع

في المقابل، التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس، في مستهل زيارته للمملكة العربية السعودية، ولي ولي العهد السعودي الامير مقرن بن عبد العزيز. وأفاد المكتب الاعلامي لجعجع انه كان هناك توافق على ضرورة حصول الانتخابات الرئاسية اللبنانية في أسرع وقت. وأكد الامير مقرن ان المملكة تقف دائما الى جانب لبنان وستبقى تدعمه في كل الخطوات التي من شأنها تعزيز استقراره وسيادته. إلى ذلك، علمت “النهار” أن حزب “القوات اللبنانية” سيعلن عبر نائب رئيسه النائب جورج عدوان موقفاً وصفته المصادر بأنه “مهم جداً” من مسألة قانون الإنتخابات النيابية.

الياسون

الى ذلك، أطلق امس رئيس الوزراء تمّام سلام ونائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون في السرايا “خطة لبنان للاستجابة للازمة” التي تسلط الضوء على أولويات الحكومة والمجتمع الدولي للسنتين المقبلتين “بهدف الاستجابة للازمة التي تشهدها البلاد” جراء أزمة اللاجئين السوريين الذين يصل عدد المسجلين منهم لدى المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين الى 1,2 مليون شخص في نهاية السنة. ولفت الياسون في هذا السياق الى ان اللبنانيين الذين كانوا أوائل المستجيبين لجيرانهم السوريين وأكبر المانحين “أصبحوا الآن منهكين الى اقصى الحدود ويحتاجون الى دعم مهم من المجتمع الدولي ويستحقونه”.

غير ان وزير العمل سجعان قزي، الذي شارك في احتفال إطلاق الخطة في السرايا، سأل عبر “النهار”: “كيف يريد المجتمع الدولي استقرار لبنان ولا يساعده