IMLebanon

آن غريو: بمَ أخطأت؟

 

 

 

أن يدين “حزب الله”، وبعض الإعلام الدائر في فلكه، وقيادات نوعية في التيار البرتقالي، كلام السفيرة الفرنسية آن غريو التوبيخي للبروفسور حسّان دياب، فذلك يعني أمراً واحداً مؤكداً وهو أن سعادة السفيرة على حق.

 

على عشرة أبي عبدو وأبي يعرب وعلي المملوك الطويلة ـ والثلاثة قمم في التهذيب والحصافة والرقي والديبلوماسية ـ بات كلام كالذي صدر عن غريو في السراي يخدش مشاعرهم الرقيقة.

 

ما قالته غريو، سبق أن قاله رئيسها لودريان ورئيس رئيسها إيمانويل ماكرون بغير طريقة.

 

ما قالته غريو تقوله الأغلبية الساحقة من اللبنانيين غير المنتمين عقائدياً لخط الممانعة الخشبي وغير المرتبطين عاطفياً بـ”حزب الله”. “الانهيار نتيجة متعمّدة لسوء الإدارة والتقاعس منذ سنوات، ليس نتيجة حصار خارجي (كما ذكر دياب في كلمة وجدانية) بل جميعكم تتحملون المسؤولية وكل الطبقة السياسية المتعاقبة منذ سنوات”.

 

ما الغلط؟

 

خبير الإيتيكيت، النائب سليم عون رأى أن “ردّ فعل غريو على كلام دياب غير موفق لا في الشكل ولا في المضمون”. كلام سليم مائة بالمائة. في الشكل كان على غريو ربما أن تنهر دياب بفعل أمر:”أسكت” أو “صه” ثم تنسحب اعتراضاً على تحميل مسؤولية الإنهيار في لبنان الى حصار وهمي. في المضمون كان عليها أن تستفيض في تعرية دياب والطبقة الحاكمة وإظهار بشاعتهما وعجزهما”.

 

وكمصارعين محترفين سلّم سليم شريكه غسّان عطالله مهمة ضرب صورة آن غريو ضربة قاضية. غسّان العاطل عن العمل، المتفرّغ للتغريد تمجيداً بضابط الكل وصهر الكل، غرّد على حسابه الرسمي: “سفيرة فرنسا وسفيرة أميركا راحوا عالسعودية يتناقشوا بموضوع لبنان. بعد في حدا مصدّق إنو الرئيس ميشال عون وجبران باسيل هني معرقلين الحكومة”. وختم التغريدة بثلاث علامات استفهام وعلامتي تعجّب.

 

إذا كانت العرقلة من السعودية، بحسب تحليل وقراءة محمد حسنين عطالله فليسحب “جبلنا” تشكيلة الـ 18 المنقوعة في جاروره منذ سبعة أشهر ويوقّعها، فيضرب بذلك عصفورين بحجر واحد: يفشّل تحركات دوروثي وآن من جهة، ويقطع الطريق على التدخلات السعودية في الشأن اللبناني.

 

مضى عام على تعيين آن غريو في منصبها في بيروت، وقد كوّنت في هذه الفترة فكرة دقيقة عن الأنتليجنسيا الحاكمة بمختلف تلاوينها وعن طبيعة الكائنات السياسية في لبنان، البشرية والإلهية، وكل ما حصّلته من خبرة بالشأن اللبناني يبقى ضحلاً إن لم تلتق اليوم قبل الغد كلّاً من غسان عطالله وسليم عون على حدة، هذا إن سمح وقتهما بذلك