لا تنتهي الروايات عن العناصر التي تعمل مع الوزراء والنواب في استقوائهم على كل من يقف في طريقهم وعلى القانون، معتبرين انفسهم محصنين لا يستطيع احد ان يردعهم عن عمل اي شيء. وهم لانهم يعملون لدى وزير او نائب او شخصية معروفة يحللون لأنفسهم تجاوز القوانين والتصرف على هواهم. البارحة، جرى اشكال في الحازمية بين شاب يعمل لدى الوزير بطرس حرب وبين شرطي بلدية يدير التنظيم في البلدة فكان الاخير قد وضع شريطا لمنع السيارات من المرور بسبب اعمال «التزفيت» التي تجريها البلدية لطرقات الحازمية الا ان الشاب التابع للوزير حرب لم يرض بأن يمنعه شرطي البلدية من المرور رغم ان هناك طريقاً اخرى يستطيع ان يسلكها ولكن كيف يقبل وهو… من «جماعة الوزير». واذ به ينزل على شرطي البلدية مهددا اياه بالسلاح ومذكرا انه من عناصر الوزير بطرس حرب فلا يمكن لاحد ان يتجرأ ويقول له كلمة «لا».
من يعوض على هذا الشرطي في الحازمية الذي اهين امام كل الناس؟ من يحمي هذا الشاب وكل الشباب الذين لا معارف لهم من الاستفزاز من قبل العناصر المستقوية؟ وكيف تحاسب الدولة اصحاب الرؤوس الحامية وتهدئ من عنترياتهم؟
ليس جماعة الوزير بطرس حرب الوحيدين الذين يتصرفون على هذا النحو رغم علمنا ان الوزير حرب لا يرضى بهكذا تعامل مع الناس، فاولاد الوزراء والنواب وكل الشخصيات المرموقة في لبنان يُؤلّهون انفسهم ويرضون لنفسهم ما لا يسمحونه لغيرهم، و«شباب الوزراء والنواب» يهينون الاخرين واحيانا يذلونهم يتكلمون بفظاظة مع الجميع وحتى مع العسكري الذي يمثل الدولة فيدوسون على القانون.
عنتريات اولاد الوزراء والنواب كثيرة وعنتريات الشباب الذين يعملون مع الوزراء والنواب كثيرة ايضا فأولادهم وأزلامهم يصبحون ملكيين اكثر من الملك حيث يكون صاحب الشأن اكثر تواضعا منهم واكثر تهذيبا منهم.
والحال ان الجميع يدعو لبناء دولة حديثة حيث يكون كل المواطنين تحت سقف القانون لكن في الواقع هناك مواطنون يفرضون القوانين التي يريدونها فيما آخرون ينفذون القوانين ولو كانت ظالمة احيانا بحقهم.
فعلا اننا دولة نامية وتابعة لدول العالم الثالث، والحال انه ما زال المسؤولون عندنا يتصرفون بفوقية فيما الشعب فقير ولا صوت له. في الدول المتقدمة، لا يوجد في مصطلحاتهم «ابن فلان» او «انا بخص الوزير» بيد ان رئيس الجمهورية يحاكم مثل غيره وينتقد مثل غيره ويحترم القانون مثل اي مواطن عادي فما بالكم بوضع الوزراء والنواب في هذه الدول