بعد كلام رئيس الحكومة حسان دياب عن وجود قرار كبير بحصار لبنان، وغمزه من سلوك بعض الديبلوماسيين في لبنان واتّهامهم بعقد اجتماعات سرية وعلنية، ابدى سفير لبنان في واشنطن سابقاً انطوان شديد اعتقاده بأن دياب “عندما شعر انه مُحاصر ديبلوماسياً بالفعل، ومُقاطع من السفراء، وبدلاً من أن يستوعب الموضوع ويعالجه بطريقة لبقة، اطلق هجومه، وهجومه كان واضحاً انه يستهدف تحرّك كل من السفيرين الاميركي والسعودي والسفراء العرب، الذين يمتنعون عن زيارته، وهذا الهجوم سيترك بلا ادنى شك تأثيراته على علاقتة مع الدول، إذ ان هؤلاء السفراء لا يتحرّكون من تلقاء انفسهم، ولا ينفذون بالتالي أي سياسة شخصية، بل ينفّذون سياسات بلدانهم اي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة”.
واستبعد شديد اي استقالة للحكومة حالياً، وأوضح لـ “نداء الوطن” أن الاسباب كثيرة وأبرزها “عدم رغبة “حزب الله” باستقالتها وتمسّكه بها في الوقت الحاضر، لأنها حكومته ولا يُناسبه غيرها، ثم اذا شاء الحزب تغييرها فهو يريد اولاً ان يتأكد من ان اي حكومة أخرى، برئيسها واعضائها وبيانها الوزاري، ستكون تابعة له ومؤيّدة لسياسته. كذلك فإنّ رئيس الحكومة لن يستقيل، لأنه بطبعه يُحب المعاندة والصمود، لكن طريقته هذه بالعناد والصمود لا تمتّ الى إنقاذ البلد بأي صلة، على العكس فالبلد “طار”، والحكومة اصبحت في وضع لا تُحسد عليه، كما اننا لا نحسد انفسنا عليها. لذلك لا ارى في المدى المنظور اي تعديل او تغيير حكومي”.
وعن الإنفتاح شرقاً، اكد شديد ان “لبنان يرتبط بالصين بأهمّ علاقات تجارية لكن الصين دولة شركة واذا شاء لبنان ان يتعاون معها فهي لن تمانع بالطبع على خلفية تفكيرها التجاري، ويهمّنا جداً ان نحافظ على علاقتنا مع الشرق والغرب، فكل عمرنا “منشرّق ومنغرّب”، وليس ان يتوجّه الرئيس دياب شرقاً نكاية بالغرب، كما يفعل اليوم، إذ ليس في هذا الامر اي حكمة. علاقات لبنان مع الصين ممتازة، شأنها شأن علاقاته مع روسيا وغيرها، وهذه العلاقات يجب ان تستمرّ، لكن ثقافة هذه الدول ليست ثقافة مساعدات مالية بل تجارية، ولا تأثير اساسياً لها في صندوق النقد الدولي، بدليل عدم مشاركتها في مؤتمر “سيدر”، كثقافات دول اخرى تساهم في مساعدات مالية”.
وعن امتناع الغرب عن مساعدة لبنان قال شديد: “ليس هو يمتنع عن مساعدتنا، بل نحن من تركنا انفسنا، في حين نضع اللوم على الآخرين دائماً، يجب ان نلوم أنفسنا لاننا استمرّينا في انتهاج سياسة المحاور، ولم نحيّد لبنان، والشعب بأسره اليوم هو من يدفع الثمن”.
الا ان شديد اعرب عن اعتقاده بأن “المجتمع الدولي لن يتخلّى عن لبنان في النهاية، لكن شروطه واضحة جداً للعيان”، وقال: “اتمنى ان لا اكون مخطئاً، لن تتخلى الدول عن لبنان، لان ذهابه الى الفوضى اكثر سيُسبّب لهم وجعة رأس، وهم يخافون حتماً من ارتدادات هذه الفوضى على مصالحهم فيه”.