مرشح “التيار الوطني الحرّ” وصل بـ7300 صوت شيعي
طويت صفحة انتخابات 2022 وأُسدلت الستارة على النتائج التي تحققتْ، وبدأت القوى السياسية الموالية والتغييرية تصريفها في حقول السياسة وتسجيل الانتصارات وتعداد أعضاء الكتل والتحضير لمعارك تبدأ من رئيس المجلس النيابي ونائبه.
خرجت «القوات اللبنانية» من معركة دائرة بعلبك الهرمل المنتصر الأكبر، وكانت وجهاً لوجه مع «حزب الله» الذي أدار معركةً كان هدفها تعويض خسارة النائب جبران باسيل و»التيار الوطني الحرّ» في أكثر من دائرة، وإهداءه نائبين مسيحيين برافعة شيعية، في وقتٍ تهتف البيئة المسيحية المارونية والكاثوليكية «قوات»، وخاضت المعركة شبه منفردة بعد غياب تيار «المستقبل» وعدم وجود أحزابٍ حليفة سوى مرشحين مستقلين من السنة والشيعة. وفيما كانت المعركة محتدمةً على التمثيل المسيحي على صعيد لبنان بين «القوات» والتيار البرتقالي، أشار النائب المنتخب للدورة الثانية عن المقعد الماروني أنطوان حبشي الى أن اسقاطه في بعلبك الهرمل كان مطلباً شخصياً من باسيل في معرض تصوير المعركة التي كانت قائمة.
على مشرحة تحليل نتائج الانتخابات التي جرت وأثرها داخل الشارع المسيحي فقد اكتسحت «القوات» التمثيل في البقاع الشمالي، حيث ضمت لائحة «بناء الدولة» مرشحين مسيحيين (انطوان حبشي عن المقعد الماروني، وايلي بيطار عن المقعد الكاثوليكي)، مقابل 7 مرشحين ( 3 موارنة، 4 كاثوليك)، كان أبرزهم سامر الثوم عن المقعد الكاثوليكي ضمن لائحة «الأمل والوفاء» والمحسوب ضمن حصة «الوطني الحر» اضافة الى عقيد حدشيتي عن المقعد الماروني، تبين أن كاسحة أصواتٍ مارونية صبّت لحبشي وأكثر من 60 بالمئة من أصوات الناخبين الكاثوليك اضافةً الى نسبة كبيرة صبت للمرشح الحليف على اللائحة والذي يتمتع بحيثية كاثوليكية وهو مرشح عن مقعدها، مقابل أقل من 18 بالمئة من أصوات الناخبين المسيحيين بمختلف طوائفهم صوتوا للائحة الوفاء وحلفائها حيث ظنّ «التيار الوطني الحر» أنها جميعها من المؤيدين ومدعياً تمثيل أكثر من نصف الكاثوليك في المنطقة، غير أن الحق يقال فمعظمها صوّتت للثوم بشخصه وخدماته الطبية، ناهيك عن أصوات المغتربين التي صوتت صرف لـ»القوات».
وبعد فشل الخطة التي اعتمدها «حزب الله» عبر رفع الحاصل الانتخابي لمنع «القوات» من الوصول اليه وتحقيقه فوزاً نظيفاً، عمد الى مدّ مرشح حليفه البرتقالي بأصواتٍ شيعية لضمان فوزه والوصول الى قبة البرلمان بتلك الرافعة، حيث وصل مجموع الأصوات الشيعية التي حصل عليها الثوم الى 7300 صوت، وفيما يُعيّب البعض على «القوات» وصول مرشحها برافعة سنية، تقول مصادر لـ «نداء الوطن»: «نعم كان أنطوان حبشي المرشح السني الأول في بعلبك الهرمل، وحصل على أكثر من ألفي صوت سني غير مكلفين شرعياً أو حزبياً، فهو حصل عليها من منطق التأييد والحب، ومن مبدأ الوقوف الى جانبه في وجه الحرب التي كانت تدار ضده، وصحيح أيضاً أنه حصل سنياً على معدلٍ أعلى من مرشح الرئيس السنيورة زيدان الحجيري أو المرشح صالح الشل، لكن ذلك حصل كردة فعلٍ عفوية من الشارع السني الذي كان يتخبط بين مقاطعٍ وبائع للهوية لتثبيت المقاطعة، بالمقابل فإن «حزب الله» قسّم مناطقه وأصواته التفضيلية على مرشحيه العشرة، وبعد تأكده من عدم الفوز النظيف، وتراجع نسبة الاقتراع لدى الطائفة الشيعية وجّه أصواته الى المرشح الكاثوليكي لعلمه أن المرشح الماروني خاسر حتماً».
غير أن المفارقة، وفق المصادر نفسها، «كانت في كمية الأصوات الشيعية التي حصل عليها حبشي وقد فاقت الـ500 صوت، حيث كان لكل بلدة شيعية حصة له في رسالة واضحة المعالم»، وتضيف المصادر أنه «وإن نجح «حزب الله» وحلفاؤه في نيل تسعة مقاعد، وحصاده كل النواب الشيعة بالتحالف مع حركة «أمل» على مستوى الدوائر كافة، كانت لافتةً نسبة الاقتراع في خزان المقاومة التي تدنت الى أقل من 50 بالمئة بفارق 14 بالمئة عن انتخابات 2018 رغم كل التجييش والشحن والتعبئة والمساعدات والخدمات على مدار المرحلة السابقة».