Site icon IMLebanon

شو يا طوني؟

 

في زمن تضاؤل الفرص، وتراجع النشاط الإعلامي، وتدهور رواتب الصحافيين غير “الرابطين” مع مؤسسات عربية أو “المرتبطين” بها بعقود تدر عليهم عملة صعبة وطازجة، تسمع وتقرأ ما يسعد النفس ويبهج القلب، كتعيين زميل في منصب مستشار لمرجع كبير أو جبل وكاختيار مستشار مستشار الجبل كملحق إعلامي برئيس حزب، وكإسناد مهمة سياسية مدفوعة لكاتب عمود، وكتكليف صحافي موهوب بقيادة حملات إلكترونية لمصلحة هذا أو ذاك.

 

الصحافة والإعلام والمهام الإستشارية، كانت ولم تزل، Tremplin أو وسيلة لتحقيق طموحات الزملاء السياسية المكبوتة والمشروعة. فكما للطبيب وللمحامي ولرجل الأعمال الغامضة وللمهندس وللعميد المتقاعد وللوريث أن يحلم ويسعى لمنصب سياسي، فكيف لا يحلم الصحافي الذي يغفو على تسريبة ويصحو على معلومة من “كعب الدست”، ويشمّ روائح الطبخات السياسية المسلوقة والـ”مشوشطة” والدسمة. يكفي أن يُدرج مثلاً اسم الزميلة ندى إندراوس عزيز في لائحة Brouillon للمرشحين لدخول الوزارة كي تراودها كل الأحلام السعيدة. فتنتقل من كرسي المحاوِرة الى كرسي الضيف، ومن كرسي الأخبار إلى الخبر من دون المرور بالمرحلة الإستشارية، كما حال كثيرين ممن تبوّؤوا مناصب وزارية ونيابية وسياسية رفيعة وعريضة.

 

وتأتي إضافة اسم الزميل طوني قسطنطين، المستشار الإعلامي السابق للنائب محمد الصفدي ثم النائب ـ القطب جبران باسيل، إلى جيش المستشارين في القصر، بدور سياسي وإعلامي، خطوة جيدة في هذه الظروف، عسى ألاّ يتسبب بخروج الزميل رفيق شلالا، كما خرج في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان محبطاً، وما يعزّي أن أحداً لم يمسّ براتبه ومخصصاته…

 

في القصر سيتعرّف قسطنطين، من كثب، إلى مستشار يعنى بشؤون الطرقات والجسور، وثانٍ يتابع مسائل الصحة، وثالث متخصص بشؤون الأمن، ورابع بالإقتصاد وخامس بالشؤون الروسية حصراً، وسادس بشؤون العلاقات العربية، وسابع كمستشار نفطي وثامن مستشار قانوني… كأننا أمام مجلس وزراء ظل، يتفيّأ بالباسق الوارف الظلال المحامي سليم جريصاتي.

 

أعرف عن الزميل قسطنطين إندفاعه ودفاعه القوي عمّا يعتبره صواباً، وليس بالضرورة أن يكون الصواب كما يعتبره، فهو رأى في 14 كانون الثاني مثلاً أن عرقلة رئيس الجمهورية بدأت مع جلسة انتخابه، فيما يرى ألف مستشار أن العرقلة بدأت من جهة العماد عون في العام 1988… وتطورت في القرن الواحد والعشرين بشكل نكديّ ومتعجرف.

 

والأهم بمَ يُستشار المستشار السياسي؟ هل تتخيلون أن يستدعي الرئيس عون قسطنطين غداً إلى لقاء ثنائي ويستشيره: “شو يا طوني يا إبني كيف بدنا نطلع من مأزق تشكيل الحكومة. أرشدني؟” بمَ سيجاوب طوني؟