IMLebanon

أي تأثير لمواقف الراعي من السلّة على مشاورات الحريري الرئاسية؟

لن تكون المشاورات التي يجريها رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري لإخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة بمنأى عن تداعيات المواقف الصارمة التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي والتي ستستكمل غداً من خلال موقف شديد اللهجة لمجلس المطارنة الموارنة، رفضاً للسلّة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي ردّ على البطريرك الراعي، تاركاً للتاريخ أن يحكم، خاصةً وأنه لا يمكن للحريري إلّا أن يأخذ في الاعتبار تشدّد البطريركية المارونية في موضوع السلّة ورفضها تقييد رئيس الجمهورية بأي شروط، وهو موقف يتناغم الى حدٍّ بعيد مع مواقف تيار «المستقبل» التي ترفض مبدأ السلّة، كونها تضمر أهدافاً مبيّتة اعتبرها عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب أحمد فتفت بأنها توطئة للمؤتمر التأسيسي الذي يسعى إليه بعض قوى 8 آذار، بالرغم من رفض حزب الله لهذه الاتهامات التي توجّه إليه بأنه وراء هذه الفكرة.

وفيما يتوقّع أن تزيد المواقف البطريركية المنتقدة وبعنف لسلّة برّي الاشتباك السياسي حيال الاستحقاق الرئاسي، وما يمكن أن تصيب شظاياه المشاورات الرئاسية الحريريّة، فإنه ينتظر أن يحظى البطريرك الراعي بتأييد مسيحي واسع دعماً لمواقفه وتحديداً من جانب «التيّار الوطني الحرّ و»القوات» اللبنانية والقيادات السياسية الأخرى التي لا يمكنها أن تقبل بفرض شروط على رئيس الجمهورية الجديد، باعتبار أنه تجاوز للدستور وإفراغ للمؤسسات من دورها ومُصادرة لصلاحيات الرئاسة الأولى، بعدما تلقى البطريرك سلسلة اتصالات مؤيّدة لمواقفه وداعية إيّاه لرفع الصوت أكثر لممارسة الضغوطات على المعرقلين للإفراج عن الرئاسة الأولى بعد سنتين وخمسة أشهر تقريباً على الفراغ الرئاسي.

وكذلك الأمر فإن البطاقة الحمراء التي شهرَتها بكركي في وجه محاولات وضع الشروط والمطالب أمام الرئيس العتيد، ستزيد من الموانع أمام التجاوب مع السلّة المقترحة وستؤدي الى قيام جبهة سياسية عريضة لمواجهتها، الأمر الذي قد يدفع القيّمين عليها إلى إعادة النظر بها، باتجاه البحث عن خيارات أخرى تحظى بتوافق سياسي إذا كان الهدف المصلحة الوطنية وتحقيق الاستقرار وحماية البلد، أو أن يكون الردّ على رافضي السلّة بإطالة أمد الفراغ أكثر فأكثر واختلاف العراقيل أمام التوصل الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، الذي لا يبدو أن ظروف قطافه قد حانت، سيّما وأن المؤشرات الأولية للنتائج التي أفضت إليها مشاورات الرئيس الحريري في شقّها الداخلي، لا تعطي انطباعاً إيجابيّاً، بأن هناك حلحلة مرتقبة في هذا الشأن، بعد بروز أصوات معترضة على انتخاب النائب ميشال عون، كانت حتى الأمس القريب تقول أنها لن تقف حجر عثرة أمام انتخاب الرجل إذا كان ثمّة توافق سياسي عليه، لكن يبدو أن الحسابات السياسية لبعض الأطراف لا تدفعها الى السير بخيار عون حالياً، بانتظار اتّضاح صورة التطورات الإقليمية أكثر وانعكاساتها على الوضع في لبنان.