IMLebanon

أي خيار ورؤية  لادارة المعارك الانتخابية؟

ليس خارج المألوف ان نرى مشاهد نفش الريش كلما خرجنا من انتخابات. ولا فرق، سواء كانت انتخابات طلابية في الجامعات أو نقابية أو بلدية أو اختيارية. ولا اذا كان الربح حقيقياً أو مغشوشاً، بسطوة النفوذ أو بسطوة المال، بالقوة الذاتية أو بقوة الآخرين. فما أكثر الرابحين في بلد خاسر. وما أقل التواضع، ونحن في طريق انحداري وسط التكالب على الحصص في كعكة الزبالة والوقاحة في أخذ الرشاوى وتنظيم الاختلاسات والتكيّف مع مجلس نيابي ممدّد له ومعطّل ومجلس وزراء للجدل العقيم وقصر جمهوري بلا رئيس.

وكالعادة، فان من الصعب ان ينسى أحد حربه الصغيرة، وسط الحرب الكبيرة. وهذا بصرف النظر عن الاستثناءات، ما يطغى على القراءات في الانتخابات البلدية. فالأحزاب والقيادات والزعامات والعائلات والشخصيات تنفش ريشها زهواً بانتصارات في معارك أقل من عادية. لكن بعض ما يتم التركيز عليه والفخر به هو ان العائلات لا تزال أقوى من الأحزاب.

وأكثر ما تتسلّط الأضواء عليه هو اداء التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في المعارك التي خاضها الطرفان معا أو التي افترقا وتنافسا فيها. والهدف، لدى اطراف معينة ليس تحسين الاداء بل الرهان على فك تفاهم معراب. واذا كانت العادات تموت ببطء، كما يقال، فان هناك من يجد فرصة لاستعادة العصبيات وتحكم الغرائز بالعمل السياسي.

ولا بد بالطبع من مراجعة للاداء يجريها كل طرف واخرى مشتركة يقدم بها الطرفان معاً. والسؤال هو: أي خيار أفضل: ادارة كل المعارك الانتخابية من منظور واحد وبالجملة أم بالمفرق حسب الظروف والمعطيات والخصوصيات؟ اعتبار تفاهم معراب حجر الاساس الاستراتيجي في بناء رؤية بعيدة المدى لتفعيل الحضور المسيحي في الاطار الوطني الديمقراطي ام خطوة قادت اليها حسابات المعركة الرئاسية؟

الظاهر ان الخيار كان شيئا بين بين. وهذا ليس الأفضل. فالفارق كبير بين ان يكون تفاهم معراب هو المحور الذي تدور حوله وتدار به كل المعارك الانتخابية وبين ان تكون حسابات الارباح أو الخسائر التاكتيكية هي الاساس، بحيث تدار معارك في ظل التفاهم وأخرى كأنه غير موجود. ولا ضرورة للربط بين الانتخابات البلدية والرئاسية. فليس صحيحا ان الطريق الى قصر بعبدا يمر في جونية. ولو صح ذلك، وليته يصح، لما استعصى على اللبنانيين انتخاب رئيس طوال عامين. ألم يمر طريق بعبدا في لندن والقاهرة وباريس وواشنطن ودمشق ومؤتمر الدوحة؟ أليست الرهانات في بيروت وفي المساعي الفرنسية هي على كون المفتاح في طهران والرياض؟