IMLebanon

أية خيارات أمام الجنرال عون… اذا فشلت مبادرته؟!

 

المبادرة التي أطلقها رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون كـ«مخارج لانجاز الاستحقاق الرئاسي» من أربعة بنود، تصطدم بجملة عقبات «سياسية» ودستورية، يجعل من الصعوبة بمكان، بل من المستحيل ان تعبر الى حيث يريد جنرال الرابية… في ظل انقسامات سياسية – عمودية.

ما طرحه الجنرال عون ليس جديداً، وهو سبق ان طرحه في وقت سابق ولم يحقق نجاحاً، حيث اقترح اعتماد الانتخابات الرئاسية مباشرة من الشعب، وعلى مرحلتين: المرحلة الاولى مسيحية، والثانية «وطنية» والقيام باستفتاء شعبي ومن ينتخبه الشعب ينتخبه المجلس النيابي، والانتخاب بين «القيادات المسيحية الأكثر تمثيلاً» وأخيراً انتخاب المجلس النيابي قبل انتخاب رئيس الجمهورية، معتبراً ان البنود الثلاثة الأولى هي «حلول تسووية»… أما الرابع فهو «الحل»…

يدرك الجميع، انه كلما كان «الجنرال» في «زنقة» ابتكر خيارات تحاكي عواطف الناس، لكنه، وسرعان ما يعود الى طي ما كان تقدم به، بحجة «الواقعية» و«الممكن» و«المستحيل».

تحتل رئاسة الجمهورية موقعاً متقدماً جداً في طموحات الجنرال، وهو استحوذ على شعبية في «البيئة المسيحية» جعلت منه رمزاً متقدماً على ما سواه… لكن الطريق الموصل الى بعبدا لم تكن معبّدة أمامه لأسباب بعضها سياسي والآخر شخصي.

لقد وضع الرئيس نبيه بري يده على الجرح، ووجه بالواسطة رسالة الى «الجنرال البرتقالي» خلاصتها: «اذا أردت ان تطاع فسل ما يستطاع». فالبنود الثلاثة الاولي تحتاج الى تعديل دستوري، من المستحيل انجازه في ظل الظروف السياسية وغير السياسية التي يمر بها لبنان وهي في جزء كبير منها من تداعيات ما يجري في المحيط الاقليمي والعربي الذي كان (مع القوى النافذة دولياً) على مدى العقود السابقة الحاضنة الحقيقية لاخراج لبنان من أزماته وصياغه الحلول السياسية («الطائف» مثلاً والدوحة)… علاوة على أن غالبية الافرقاء ليست في وارد الغوص في متاهات التعديلات الدستورية التي قد تفتح الأبواب على مشاريع من الصعب توفير الغطاء الكافي والشافي والوافي لها…

فكرة انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب هي فكرة متقدمة جداً، وتعيد الوديعة الى اللبنانيين، الذين لم يكن لهم في أي استحقاق أي دور… وهم اعتادوا على «كلمة السر» تأتي في اللحظات الأخيرة… تماماً كما الانتخابات على أساس النسبية ووفق الدوائر الواسعة التي تحتضن اللبنانيين لأي طائفة او مذهب كانوا… لكن المشكلة ان هذه الخيارات المتقدمة ليست في أيدي الافرقاء اللبنانيين، الذين وان «بالغوا علناً في اشهار لبنانيتهم» بل هي في أيدي القوى العالمية – الاقليمية – العربية ذات الامتدادات والنفوذ في الواقع اللبناني… وهي مسألة ليست جديدة، وتعود الى منتصف ستينات القرن التاسع عشر، وتعززت منذ ثمانينات القرن الماضي، بمعادلة س.س. (السعودية – سوريا) بمباركة دولية…

الواضح، الى الآن، ان العامل الدولي – الاقليمي – العربي غير ناضج، وغير مؤهل لمثل هذه «المغامرة» العونية، وإحداث نقلة نوعية غير مسبوقة في الواقع السياسي اللبناني، أياً كانت التحديات، وأياً كان «القلق» الذي يصيب «البيئات المسيحية وتعزّز أكثر مع الاحداث الاقليمية… خصوصاً أكثر ان «الافرقاء المسيحيين» يترددون في إظهار التأييد لطروحات الجنرال عون، خشية ان يعزز هذا التأييد من شعبيته، الأمر الذي دفع بـ«التكتل» للتجوال على هذه القوى وشرح أفكاره من غير ان يحظى بكلمة «مبروك» و«سر ونحن من ورائك…» على رغم إظهار «التفهم»؟!

لكن السؤال ماذا لو وصلت مبادرة عون الى الطريق المسدود، ولم تحظ بالغطاء المسيحي – الروحي والسياسي الكافي؟ وماذا لو مضى «تيار المستقبل» في سياسة عدم الاستجابة؟ وماذا لو تردد «حزب الله» في احتضان حليفه الى النهاية؟ تماماً كما سائر الافرقاء الآخرين؟! لاسيما وان «الافرقاء المسيحيين» الذين جال عليهم وفد «التكتل» شددوا على أهمية البحث في كل ما هو قابل «للتطبيق بالتوافق مع سائر القوى اللبنانية…».

يقول البعض ان الخيارات أمام الجنرال عون عديدة، وهي تبدأ بالدعوة الى «مؤتمر مسيحي»، واذا لم يصل الى نتيجة فسيكون أمامه الدعوة الى «حراك شعبي» مشفوعاً بتعليق مشاركته في الحكومة، كتعبير عن «عدم الارتياح الى الوضع المسيحي على كل المستويات»، لاسيما وان وفد «التكتل» سمع من أحد «الأقطاب» الذين زارهم اقتراحاً خلاصته «النزول الى مجلس النواب وحضور جلسة انتخاب رئيس جديد وليفز من يفوز…» وهو الأمر الذي لم يلقَ استجابة وتقرر العودة الى البطريرك بشارة بطرس الراعي في نهاية الجولات، لتكون الأمانة بين يديه؟!