IMLebanon

أيّ رئاسة في خطاب نصرالله؟!

ما الذي سيقوله أمين عام حزب الله مساء اليوم عن الملفّ الرئاسي؟! لن يكون من الصعب البحث في تفاصيل السؤال، فأسلوب حزب الله في تعطيل انتخاب رئيس للبلاد مكشوف ومعروف، والسلّة التي سبق وأزاحها أمين عام الحزب من «درب» العماد ميشال عون، يتمسّك بها حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وإن اضطر إلى تعديل اسمها على لسان مساعده وزير المالية علي حسن خليل ومن على منبر الصرح البطريركي…

«المكتوب بينقرا من عنوانه»، قبيل نهاية الأسبوع الماضي دعا النائب نوّاف الموسوي العماد ميشال عون إلى حوار ثنائي من الرئيس نبيه بري، ومن المفارقات أن تسوّق عين التينة رغبتها في استقبال العماد عون «لوحدو» وكأنّ المطلوب أن يُساق عون مخفوراً ليمثل أمام الرئيس برّي في تسريب فيه الكثير من الإذلال لحليف حزب الله وصاحب «الدين في عنق» الحزب إلى يوم القيامة!!

لن يتخطّى خطاب نصرالله الليلة عن الملفّ الرئاسي اللعب على كون النائب سليمان فرنجية ما زال مرشحاً للرئاسة ولم يسحب ترشيحه خصوصاً وأنّ الحزب ليست الجهة التي رشّحته، وأنّ الشكوك تحوم حول نيّة الرئيس سعد الحريري ترشيح الجنرال، وسيعيد علينا معزوفة «هيدي عين وهيدي عين» بين موقف الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، وأنّ يدعو «عينيه» إلى «محاورة» بعضهما بعضاً، وقد يمعن في إحراج الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون في شنّ هجوم غير مسبوق على المملكة العربية السعوديّة من بوابة مجزرة صنعاء، باعتباره وكيل الخامنئي الشرعي في المنطقة العربيّة!!

ربما علينا هنا إحالة القارىء على تصريح ابراهيم امين السيّد رئيس المجلس السياسي في حزب الله بتاريخ 9 أيلول 2015 ومن على باب الصرح البطريركي عن «رؤية حزب الله بأن يكون الرئيس المقبل يحمل الكفاءة والجدارة، ويكون لديه تاريخاً، وأن يكون لاعباً أساسياً للاسهام في إيجاد الحلول سواء للمشاكل الداخلية أم التحديات في المنطقة وأن الشخصية المؤهلة للعب هذا الدور هو العماد ميشال عون»، كما علينا إحالته على تصريح آخر للسيّد ومن على باب الصرح البطريركي في 29 كانون الأول نهاية العام الماضي عندما قال «أحب أن أشير إلى أن السياسة هي أخلاق وليست كذباً ومناورات، وبالتالي عندما التزمنا مع الجنرال عون ترشيحه لرئاسة الجمهورية فلا نستطيع أن نتحلل أمام أي معطيات جديدة أو أمام أي مفترق سياسي جديد وأن نتخلى عن التزامنا»!!

ولا بدّ من الإشارة هنا، إلى أنّ أخلاق حزب الله السياسيّة ومناوراته أتاحت له على مدى عام وأكثر من إلقاء الكرة في ملعب تيار المستقبل واتهامه بأنّه الفريق المعطّل للانتخابات الرئاسيّة، وسمحت له مناوراته بإطلاق الدعوات لتيار المستقبل بفتح حوار مع الرابية، وأنّ هذا الحوار هو المخرج الوحيد لأزمة الرئاسة، وذهب السيّد إلى حدّ القول يومها «اننا لسنا الطرف الذي عليه ان يبادر الى تذليل هذه العقبة أمام هذه المبادرة أو التسوية أو هذا الطرح لسنا في هذا الامر ولا نقبل أصلاً أن تقوم الأطراف كلها بأدوارها في ما يخص التسوية بموضوع الرئاسة ثم يكون دورنا الوحيد هو أن نقنع ميشال عون بالتنحي عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، هذا الأمر لم ولن يكون»!!

أصيب حزب الله في مقتل مناوراته عندما تلقّى في كانون الثاني الماضي ضربة على أمّ رأسه مع ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانيّة الدكتور سمير جعجع للجنرال ميشال عون مع اتفاق سياسي واضح البنود هو خارطة طريق وبرنامج رئاسي بكل معنى الكلمة، ولن يكون ترشيح الرئيس  سعد الحريري للجنرال ميشال عون ببعيد عن ملاقاة ترشيح حليفه «الحكيم» له، ومع هذا، من المتوقّع أن تكون «عقدة المنشار» هذه الليلة عند الرئيس نبيه برّي، إنّه تبادل الأدوار الذي نعايشه منذ لم يأخذ بند الحوار الأول على جدول أعمال طاولة حوار آذار العام 2006 وهو «بند المحكمة الدوليّة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري» خمس دقائق لإقراره، ثم أغلق الرئيس نبيه بري مجلس النواب عاماً ونصف في وجه إقرار المحكمة بالنيابة عن «توأمه السيامي» حزب الله!!