Site icon IMLebanon

أيُّ هدفٍ للرسالة الدمويّة؟

كثيرة هي التفسيرات والتحليلات والتعليقات الصحافيّة والسياسيّة التي أُطلِقت في اليومين الماضيين تعليقاً على الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت عدداً من كوادر “حزب الله” في قنيطرة الجولان. وعلى الصعيدين العربي والدولي. وعلى مستوى كبار المسؤولين والمعنيّين، كما كبار المعلّقين والخبراء في شؤون الشرق الأوسط وإسرائيل. يمكن القول، بعد مراجعة ردود الفعل والاستنتاجات، إن ثمّة إجماعاً على التساؤل عن هدف هذه العمليّة الإسرائيليّة، وفي هذا الوقت وهذا المكان تحديداً.

مثلما ذهب بعضهم إلى حدّ الاعتقاد أن الرسالة الدمويّة العدوانيّة، المُدانة محليّاً وعالميّاً، تنطوي على أكثر من هدف واحد قد يصل بعضها مباشرة إلى طهران حيث بيت القصيد، وبيت النووي الذي يُقلق إسرائيل وحكومتها وشعبها.

ولم يستبعد محلّلون بريطانيّون وإسرائيليّون أيضاً أن تكون للانتخابات الإسرائيليّة حصّة الأسد في هذه الضربة التي لا تزال ذيولها تتفاعل في مختلف العواصم الكبرى، مع تسجيل تخوّف من أن تتفاعل في الردّ، والردّ على الردّ، مما يُطلق العنان لكل الاحتمالات والتوقّعات الخطيرة.

وفي هذا الصدد، تحديداً، تتساءل صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة عمّا إذا كان “الهجوم في الجولان واغتيال قادة ميدانيّين من “حزب الله” بينهم جهاد مغنيّة كان عملاً ضرورياً، أم أن سببه اعتبارات انتخابيّة”، وفقاً لما تردّده أوساط مطّلعة في إسرائيل وبعض العواصم الأوروبيّة.

اللافت في هذه العملية الغادرة أن جميع الذين تحدّثوا عنها، وحاولوا سبر أغوارها وأبعادها، أكّدوا قلقهم من تفاعلاتها وذيولها، خصوصاً أن مسؤولين دوليّين أبدوا استغرابهم واعتراضهم، مع الاعتقاد أن ما حصل في الجولان شكّل خرقاً لقواعد اللعبة في المنطقة، وفي وقت تجد الدول الكبرى نفسها عاجزة عن القيام بأية خطوة بنّاءة.

فكيف يكون الأمر إذا ما تطوّرت هذه اللعبة الجهنميّة التي ارتكبت خلالها إسرائيل جريمة اغتيال ستة كوادر للحزب؟

وتدليلاً على الاهتمام الدولي بهذه المفاجأة التي لم تكن واردة في بال أحد، رأت صحيفة “الموند” الفرنسيّة أن ما حصل صباح الاثنين جعل الشرق الأوسط يحبس أنفاسه. لقد تمّت الغارة “بعد ثلاثة أيام من المقابلة التلفزيونيّة للسيد حسن نصرالله، والتي شدّد فيها على امتلاك الحزب صواريخ باليستيّة قادرة على الوصول إلى كل أنحاء إسرائيل…”.

فهل تؤدّي هذه العمليّة إلى تدهور كبير في المنطقة؟ وباعتبار “أن الهجوم حصل داخل الأراضي السوريّة وليس اللبنانيّة” هل يجد لبنان نفسه خارج أيّة ردود فعل تحصل، أم أن في النيّة إدخاله إلى ملعب النار؟

الجميع يعلمون أن لا ناقة للبنان في هذه القضية المستَنكرة ولا جَمَل، فهل يعفيه ذلك من دفع الجزية مرّة جديدة؟