IMLebanon

عون أخطأ في قبول استقالة أديب

 

المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة المرتكزة على المبادرة الفرنسية السفير مصطفى أديب حصل على موافقة اكثر من 90 نائبا في كتل نيابية مختلفة في العدد والتوجه، كان يستحق من الرئيس ميشال عون رفض استقالته ودعوته الى التمهل وهو الذي اظهر في فترة قصيرة قماشة رجل دولة يمكن أن يعطي كثيراً لو قيٌض له أن يشكل الحكومة، قبل ان تسقطه المطالب المذهبية غير المستندة الى نص في الدستور الذي يعلن عون تمسكه به، وكان رفضه استقالة أديب التعبير الصارخ عن تمسكه بالدستور والدفاع عنه وعن أديب الذي حرص على عدم الخروج عن نصوص الدستور وعن المبادرة الفرنسية وصدق وعود الكتل النيابية التي قالت انها لا تريد شيئا لنفسها ، لكنها كذبت وطالبت بكل شيء.

 

بعد تفشيل المبادرة الفرنسية، التي يتباكى عليها اليوم من كان رأس حربة في تفشيلها، أي دولة في العالم، باستثناء عدد قليل لا يقدم ولا يؤخر، سوف تثق بكلمة من وعد الرئيس إيمانويل ماكرون وانكرها قبل صياح الديك، وإذا ابدى الليلة الرئيس ماكرون في مؤتمره الصحافي استعداده للمضٌي في مبادرته، فليس كرمى لليوضاسيين من اهل السلطة، بل كرمى للشعب اللبناني الصديق منذ مئات السنوات، وتمسكا بوعده أنه لن يترك الشعب اللبناني فريسة لزمرة من الفاسدين جوعته وسلبت امواله وقتلت منه ودمرت نصف بيروت ودفعته الى هجرة حتما لن يعود منها طالما أن هذه المجموعة المسيطرة تبقى متمسكة بالحقائب والكراسي وبأموال الناس.

 

على كل حال، إذا قبل ماكرون مشكوراً إستئناف مبادرته مصرا على جميع مندرجاتها من حكومة مهمة مصغرة ووزراء مستقلين اكفاء غير حزبيين واصلاحات بنيوية سريعة ومعالجة الوضعين الاقتصادي والمالي وقبل جميع الاطراف بذلك، فهذا خير آت، اما إذا «رجعت حليمة الى عادتها القديمة» فالمطلوب من الشعب ومن اصدقائه العرب والاجانب النضال للانفصال عن الدولة المركزية العاجزة عن تلبية حاجات اللبنانيين، وهناك العديد من الصيغ المتاحة التي تؤمن هذا الانفصال بدعم وتأييد من الامم المتحدة لمطالب الشعب اللبناني. هذه الحياة لم تعد تطاق.