من يقوم بعملية « بوانتاج» للاصوات الانتخابية الرئاسية بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية يتأكد له بأن الاخير يحظى بأصوات تفوق اصوات الاول، هذا في حال جرت جلسة الانتخاب في 8 شباط المقبل، مع ان القراءة السياسية تؤكد عدم حصولها، لان مطلب «التيار الوطني الحر» تأمين التزكية للجنرال عبر إنسحاب النائب فرنجية له، وهذا لن يحصل بالتأكيد لان الاخير مستمر بترشحه الى النهاية، ومَن يعرف فرنجية جيداً يتأكد بأن كلامه ليس للمناورة، اذ نقل عنه مقرّبون بأنه لن ينسحب من المعركة حتى ولو طلب منه ذلك الرئيس السوري وحزب الله ، مع الاشارة الى انه اعلن خلال حديث للزميل مارسيل غانم قبل فترة وجيزة، بأنه مستعد للانسحاب في حال دعم الدكتور سمير جعجع العماد عون، وعلى الرغم من حصول ذلك، فلم ينفذ ما قاله امام الملايين من المشاهدين، وفي المقابل يتخوّف العماد عون من النزول الى البرلمان في الجلسة المذكورة ، لانه يشعر بالتحدّي تجاهه تقول مصادر مسيحية، من قبل حليف وخصم معاً، لذا لن يشارك في حضور أي جلسة لن توصله الى قصر بعبدا، وبالتالي فهو متخوّف من حصول المنافسة لان احتمالات فوز فرنجية الى ازدياد، وهنالك مخاوف كبيرة من ان تصّب الاصوات التي كانت متأرجحة في خانة الاخير، فهو الى جانب تيار «المستقبل» وكتلة الرئيس نبيه بري، من الوارد جداً ان يسير النائب وليد جنبلاط به في الدقائق الاخيرة، ومن المحتمل ان تزيد فرصته في الرئاسة في حال إستطاع الردّ بإيجابية على مجموعة اسئلة، لطمأنة من لا يثق بسياسته ويبدي مخاوف من وصوله، إضافة الى ان النواب المستقلين بمجملهم سيصّبون في خانة فرنجية بحسب قراءة سياسية لوزير سابق، يرى ايضاً بأن تحالف عون- جعجع بات بيضة قبّان، لكن متأرجحة امام الحلف الرباعي الذي بات وشيكاً، من خلال جبهة مارونية – سنيّة- شيعية – درزية، أي فرنجية – الحريري- بري- جنبلاط، ستكون قادرة على قلب المقاييس من الان فصاعدا.
ويلفت الوزير السابق الى ضرورة ان يطلق البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي موقفاً نهائياً مما يجري على الساحة الرئاسية، ويدعو الاقطاب الى لقاء عاجل في بكركي لإتخاذ القرار المناسب ،لان المنصب يتعلق اولاً بالمسيحيين، وعليه ان يضع النقاط على الحروف، ويتخذ قراراً لا رجوع عنه، لإختيار المرشح المناسب لهذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.
وحول ما يُردّد عن دعم الفاتيكان للنائب فرنجية، اشار الى وجود معلومات بأن موعداً جرى تحديده في الفاتيكان للقاء كبار المسؤولين هناك، لكن لا شيء مؤكداً في هذا الاطار.
وسأل من جهة اخرى عن سبب صمت حزب الله إزاء ما يجري، اذ لم نسمع بعد مدى تأييد الحزب للعماد عون بصورة رسمية، او طلبه جديّاً من فرنجية الانسحاب لصالح الاول، لان الحزب يمون على فرنجية، لكن وعلى ما يبدو ان دعم جعجع لعون احدث نقزة لدى قيادات حزب الله، لافتاً الى ان الجنرال بدوره يسأل عن هذا الصمت.
واشار الى ان الدعم الذي اطلقه مشهد معراب في 18 الجاري، لم يكن متوقعاً لدى الحلفاء والخصوم معاً، لان جعجع احدث صدمة لا مثيل لها، اذ حتى الجنرال نفسه لم يكن ليصّدق ما يجري، مؤكداً على ذكاء رئيس «القوات» لانه أصاب عصافير عدة بحجر واحد، فهو أخرج عون من 8 آذار، وأفهمه بأن لا صحة لوجود حلفاء له ومن كل الاطراف، وأكد له حسن نيته، والاهم انه حقق المصالحة المسيحية، التي ستقلب الاوضاع رأساً على عقب من الان فصاعداً وفي كل الاطر السياسية.
وختم الوزير السابق بأنه وسط كل هذه الانقسامات التي زادتها معركة الرئاسة، يبدو ان المشوار الى بعبدا ليس سهلاً، لان كل المرشحين سيمّرون في دروب صعبة، ابرزها مواقع الاقطاب على مختلف طوائفهم ، إضافة الى درب السعودية وايران والى ما هنالك من دول غربية، لان كل شيء في لبنان مرتبط بالخارج، لذا علينا الانتظار بعد المزيد من الوقت، وربما اشهر عدة كي تتوّضح الامور الاقليمية، وعندها سيختارون لنا رئيساً يتناسب مع مصالحهم كالعادة.