IMLebanon

عون يحذّر الأسد من مؤامرة على فرنجية

 

 

أكثر ما أضحكني، وأنا أقرأ في إحدى الصحف مقالة عنوانها: «عون للأسد: ترشيح أزعور لإبعاد فرنجية فقط».

 

فعلاً من يفكر أو يكتب هكذا «عنوان» وهكذا «تحليل»، لا شك انه يعيش في وهم… خصوصاً أنّ فخامة الرئيس السابق الذي بلغ من العمر «أرذله» «حمل حَالَه» وتحمّل مشقة السفر، كي يذهب الى سوريا ويقضي 3 ساعات مسافراً في السيارة.. ذهب من أجل أن يُبْلغ ويحذّر ويُنذر الرئيس الأسد أنّ الوزير فرنجية يتعرض لمؤامرة لإقصائه عن الوصول الى موقع رئاسة الجمهورية.

 

وهنا لا بد من لفت صاحب تلك المعلومة التي يتضح لقارئها انها تركيبة سخيفة ولا تدخل العقل، وذلك للأسباب التالية:

 

أولاً: ان طرح اسم الوزير السابق الاستاذ جهاد أزعور مرشحاً لرئاسة الجمهورية جاء بعد انتظار دام سبعة أشهر من الشغور الرئاسي، وجرت فيه عدة جلسات بلغ تعدادها إحدى عشرة جلسة، وكان مرشح المعارضة النائب الاستاذ ميشال معوّض الذي كان يسعى للحصول على تأييد النواب، لكنه لم يستطع أن يحقق الهدف الذي كان يتطلع إليه.

 

ثانياً: طرح الوزير جهاد أزعور جاء -كما ذكرنا- بعد انتظار دام سبعة أشهر من الشغور الرئاسي، واختيار الوزير جهاد أزعور كان اختياراً جيداً، لأنه ربما استطاع أن يحقق 65 صوتاً أو أقل وربما أكثر، وفي الحقيقة فإنّ ترشيح الوزير أزعور قض مضاجع «الحزب» وأصبح في حال عدم توازن، خصوصاً بالنسبة للحملة التي أطلقت ضدّه، وتحميله مسؤولية فشل عهد ميشال عون ومعه صهره، مع العلم ان الوزير أزعور لم يفكر ولو لمرة واحدة بهذا الموضوع… وأنّ فخامة الرئيس السابق ميشال عون لا يعني له شيئاً لا من قريب ولا من بعيد.

 

ثالثاً: الحملة التي يقوم بها «الحزب» ضد قائد الجيش وضد الجيش اللبناني إن دلّت على شيء، فإنما تدل على ان الحزب بدأ يشعر بالخوف والخطر.. وأنّ أيامه أصبحت معدودة… خصوصاً ان ما جرى في بكين سوف يوصل «الموسى» الى ذقنه قريباً، أو ربما لو طال الزمن قليلاً.

 

رابعاً: تصريح السفير الايراني في بيروت لموقع «اساس» والذي يقول فيه إنّه في موضوع تدخل أو عدم تدخل إيران في شؤون دول المنطقة لا يمكن لإيران قبول فرض مواقف عليها… وهذا الموضوع خارج نطاق البحث.

 

خامساً: السفير الايراني والحزب يعلمان ان موضوع التدخل الايراني في شؤون الدول العربية لم يعد بعيداً عن التوقف مهما حاول الحزب والسفير أن ينفيا ذلك، والسبب معروف، لأنّ هناك خوفاً من فلتان جماعة الحزب خصوصاً أنّ معظمهم يستفيد من هذا الوضع، وسيصبح الموقف صعباً إذا توقفت إيران عن دعمهم… فيكفي أن تتوقف إيران عن دعم الحزب مالياً وعسكرياً فإنّ نهاية الحزب عسكرياً تصبح ضرورة وحتمية، وهنا خوف الحزب، لذلك يريد أن يأتي برئيس جمهورية جديد على قياسه وليس على قياس لبنان.

 

سادساً: يجب أن يعلم الحزب أنّ أيامه أصبحت معدودة، وأنّ تهديد اللبنانيين بالتعطيل كما حدث أيام انتخاب عون، ولمدة سنتين ونصف السنة، تلك الأيام ولّت وأصبحت وراءنا، وأنّ على الحزب أن يدرك أنّ عهداً جديداً وتحالفات كبيرة وصغيرة جرت في المنطقة وكلها ضدّه، والأيام المقبلة ستثبت ما نقول.

 

وأخيراً، اللهم إني أشهد أنّ عهد الحزب في التعطيل لم يعد موجوداً اليوم كما كان قبل 6 سنوات، والأيام آتية وسيتأكد الحزب مما نقول.