Site icon IMLebanon

عون وفرنجية خارج التداول الرئاسي قريباً

تستمر جلسات انتخاب الرئيس بالانعقاد كل فترة من دون اي نتيجة ايجابية ومن دون ان يصعد خلالها الدخان الابيض المنتظر منذ حوالى السنتين، لكن لا شيء في الافق الرئاسي يطمئن، لان المشهد بات يتكرّر من دون ان يشعر احد بإمكانية ان تخرقه التطورات، التي ينتظرها اللبنانيون، اي وجود رئيس في قصر بعبدا يعيد اليهم جزءاً من اسس الشرعية، التي تكاد تختفي وسط كل ما يحصل في البلد، من خلافات سياسية ومشاكل امنية شبه يومية. في ظل شائعات بإمكانية حدوث شيء ايجابي في هذا الاطار، إلا ان الواقع يؤكد عدم إيجاد مخرج لهذا الملف، قبل تسوية الوضع في سوريا وإنهاء مفاوضات جنيف، بحسب ما ترى مصادر وزارية، تعتبر ايضاً بأن مفتاح حل هذه المعجزة موجود بأيدي ايران، عبر فريق محلي تابع لها، لذا لا نتأمل خيراً من جلسة اليوم الرئاسية، لانها ستكون كسابقاتها والكل يعرف ذلك، معتبرة بأن كل ما يردّد عن إمكانية حصول نصاب نيابي، وإنتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً ليس سوى تحليلات يطلقها مؤيدوه وبعض نواب تيار «المستقبل» ليس اكثر.

ورأت هذه المصادر ان المشهد المتكرر في البرلمان بات كقصة «ابريق الزيت»، وبالتالي حتى النواب الذين يحضرون يبدون إستياءهم كل مرة، لانهم سئموا من هذه المسرحية، معتبرين بأن العماد ميشال عون وفرنجية سيصبحان قريباً خارج المنظومة الرئاسية، وبالتالي لن تكون اسماؤهم ضمن التداول، لان في الافق إسماً توافقياً يكاد يكون مقبولاً من الاكثرية، لذا لا تأملوا خيراً بنجاح أي جلسة مرتقبة.

واشارت المصادر الى ان إنقسام فريقيّ 8 و14 آذار لن يؤدي الى وصول رئيس بالتأكيد، خصوصاً بعد ان بات كل فريق منهم منقسماً على إسم المرشح، مع العلم ان عون وفرنجية ينتميان الى الفريق عينه، ومع ذلك يسوده الخلاف ويعلن ما لا يضمره حقيقة، وبالتالي بات الفريقان يعلمان ضمناً ومنذ اللحظة الاولى لدعم المرشحين، بأن اياً منهما لن يصل، لان الساحة اللبنانية تكون دائماً في نهاية الامر للمرشح الوسطي الوفاقي، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وهذا هو لبنان ولن يتغير، وإلا نكون قد اعدنا الفتنة والحرب بأيدينا، لان هذا هو الشعار الذي طبع بلدنا منذ عقود، ولن يتغير مهما حصل.

ولفتت المصادر عينها الى وجود فريق محلي لا يريد إيصال أي مرشح، أي لا عون ولا فرنجية، لانه يعرف ضمناً بأن التوافق الدولي والاقليمي هو الذي ينتج رئيساً لبنانياً كما جرت العادة، اذ من غير المسموح لبننة هذا الاستحقاق مهما جرى من توافق داخلي .

وحول ما يردّد بأن جلسة اليوم الاربعاء ستحظى بحضور ثمانين نائباً وستوصل فرنجية الى بعبدا، إستبعدت كثيراً حصول أي نصاب قانوني للجلسة، لان الضوء الاخضر لم يأت بعد، وبالتالي لن يأتي في المدى القريب، لان لبنان ليس على الاجندات الاقليمية والدولية حالياً. لان المهم تحقيق خطوات ايجابية في مفاوضات جنيف، وتثبيت الحل الايجابي للازمة السورية بين المعارضة والنظام، أي وضوح الصورة في سوريا، خصوصاً ان الظروف الرئاسية اللبنانية لم تنضج بعد، وباتت مرتبطة بتلك المفاوضات، التي إستؤنفت يوم الاثنين بلقاءين بين المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ووفدين من النظام والمعارضة، بإنتظار الورقة المشتركة التي يعمل على اعدادها،على ان تتضمّن مبادئ عامة وتتجنب الدخول في القضايا الخلافية، وتكون بمثابة تفاهم حول النقاط التي يلتقي حولها طرفا الأزمة، وأبرزها: وحدة سوريا وسلامة حدودها، ورفض الفدرالية وعودة اللاجئين، وإعادة الإعمار ورفض التدخل الخارجي، والحفاظ على مؤسسات الدولة، وهذه البنود ستكون محور جولة من التفاوض ستعقد في الاسبوع الاول من الشهر بحسب ما توقع دبلوماسيون، وختمت المصادر الوزارية: «لنتفاءل خيراً بإمكانية ان يشملنا أي حل لمعضلتنا الرئاسية، لكن بالتأكيد ليس في المدى القريب».