IMLebanon

مناخ المشاورات التمهيديّة بين القوات والعونيين إيجابي لكن التفاهم على العقدة الرئاسيّة يُؤخر لقاء عون ــ جعجع

كشفت مصادر سياسية مطلعة ان المناخ الايجابي الذي يطبع المشاورات ما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لن يترجم قريبا الى خطوة عملية تتمثل بلقاء العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في الرابية كما كان متوقعا مطلع العام الجاري. واوضحت هذه المصادر ان الرياح الاقليمية العاصفة التي تضرب المنطقة وتتأثر بها الساحة اللبنانية قد اصابت بشظاياها الحوار المرتقب وتتأثر بها الساحة اللبنانية قد اصابت بشظاياها الحوار المرتقب بين العماد عون والدكتور جعجع وذلك على الرغم من التقدم المحرز في مسيرة المشاورات والتي تكاد تقترب الى مرحلة اعلان اتفاق او ورقة نوايا حول مواضيع مصيرية ووطنية وليس بالضرورة رئاسة الجمهورية.

وتفيد المصادر السياسية المطلعة ان ملف الاستحقاق الرئاسي الذي عاد الى الساحة المسيحية الداخلية نتيجة الاجماع الغربي كما العربي وربما الاقليمي على كونه شأنا مسيحيا خاصا قد تركز اليوم في المربع الاول الذي انطلق منه وهو البيت المسيحي وتحديدا بين الاقطاب الموارنة الاربعة وليس فقط بين العماد عون والدكتور جعجع. واضافت ان ما اعلن عن اتفاق حول الخطوط العريضة المرتبطة بالجمهورية لا يطال رئاسة الجمهورية وبالتالي فإن اللقاء قد يكون مؤجلا في الفترة الراهنة لاسباب عدة ابرزها سفر الدكتور جعجع من جهة والتطورات السياسية الداخلية من جهة اخرى خاصة الى العوامل الخارجية المتمثلة بالموقف الاقليمي المؤثر بالدرجة الاولى بكل الاجندة السياسية الداخلية وليس فقط الانتخابات الرئاسية.

وقالت هذه المصادر ان الحراك الفرنسي الاخير في المنطقة ولاحقا في بيروت قد كشف النقاب عن التعقيدات الحقيقية المحيطة بالاستحقاق الرئاسي والتي جرى ابلاغها الى من يعنيهم الامر في لبنان كما في عواصم القرار الغربية حيث ان الموفد الفرنسي فرانسوا جيرو قد تحدث الى القيادات «المسيحية» التي التقاها في زيارته الاخيرة الى بيروت عن «الفيتو» الاقليمي الموضوع على الرئاسة وشدد في الوقت نفسه على اهمية مبادرة القيادات المسيحية بشكل خاص الى خرق هذا «الفيتو» وفرض امر واقع سياسي جديد من خلال الوصول الى توافق داخلي يؤدي الى تسوية سياسية تسمح بتأمين النصاب في المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي سياق متصل تحدثت المصادر السياسية المطلعة عن تريث لدى القيادات اللبنانية وخصوصا الاقطاب المسيحيين في الاقدام على اي خطوة مهما كان حجمها في الاطار الرئاسي قبل تلمس نتائج زيارة البطريرك بشارة الراعي الى الفاتيكان وذلك بعد عودته الى بيروت. وانطلاقا من هذه الوقائع فإن الايام القليلة المقبلة وربما الاسبوعين الفاصلين عن مطلع آذار المقبل قد تحمل مؤشرات على مستويين: الاول تحديد مسار بلورة المهمة «الرئاسية» التي يضطلع بها البطريرك صفير بعدما جرى تكليفه من قبل عاصمة الكثلكة بالعمل على جمع المسيحيين على كلمة واحدة وثوابت محددة تسمح بفتح ثغرة في جدار الفراغ الرئاسي.

ومن هنا فإن الطريق طويلة امام الحوار القواتي – العوني والذي لم يبدأ بشكل رسمي بعد عبر اجتماع عون – جعجع خاصة وان محوره التفاهم على مرشح رئاسي مشترك وهو ما لم يتحقق بعد في المشاورات التمهيدية او حتى في الاتصالات والاجتماعات الجارية داخل كل من الفريقين وذلك على حد قول المصادر السياسية المطلعة نفسها والتي اعتبرت ان جيرو وقد وضع يده على المشكلة وحدد العلاج وقدم النصائح والكل بانتظار الرد.