IMLebanon

أي حكومة سترى النور بعد مواقف عون الصادمة تجاه رئيس «المستقبل»؟

 

 

شكل نزع رئيس الجمهورية ميشال عون ثقته من الرئيس سعد الحريري قبل تكليفه تشكيل الحكومة، اليوم، خلال ما جاء في كلمته التي وجهها إلى اللبنانيين، أمس، ما يمكن وصفه بـ«الصدمة»، بالنظر إلى الاتهامات التي وجهها إلى رئيس «المستقبل» وتحميله مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في لبنان خلال السنوات الثلاثين الماضية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الرئيس عون وفريقه السياسي، لا يريدان وصول الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، الأمر الذي يرسم صورة غير إيجابية لمستقبل العلاقة بين الرجلين في المرحلة المقبلة، مع ما لذلك من انعكاسات على عمل الحكومة إذا نجح الحريري في تأليفها.

 

وتشير أوساط سياسية لـ«اللواء»، إلى أن التكليف بات محسوماً، إلا في حالة واحدة، وهي طلب بعض الكتل بشكل واضح من رئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات، لكنها تلفت إلى أن الأمور ذاهبة باتجاه تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، معتبرة أنّ التكليف سيكون متواضعاً، خصوصاً وأنه يتوقف على موقف «حزب الله»، وما إذا كان سيسمي الرئيس الحريري أم لا.

 

وتعرب الأوساط عن اعتقادها، أنّ رئيس الجمهورية تقصد في كلمته، أمس، تحميل القوى السياسية التي حكمت في السنوات الثلاثين الماضية، المسؤولية عن كل ما وصل إليه الوضع في البلد، وكأنه أراد القول أنني لا أتحمل أي شيء، وبالتالي من يتحمل هذه المسؤولية هو الفريق الذي كان حاكماً منذ ثلاثة عقود إلى اليوم، في إشارة واضحة إلى الرئيس الحريري. وتقول أنّ رئيس الجمهورية هدف عشية تكليف الرئيس الحريري، أن يذهب بهذه التساؤلات التي طرحها، من أجل مزيد من محاصرة رئيس «المستقبل» قبيل تكليفه، في سياق حصار سياسي لتحميله عبء المرحلة الماضية.

 

مهمة الحريري لن تكون سهلة… ومعركة التأليف ستكون طاحنة

 

وتلفت إلى أن كلام الرئيس عون غير مقنع، بعدما حاول إعفاء نفسه وفريقه السياسي من تحمل المسؤولية، وهذا أمر غير منطقي لأن الجميع يعلم أن التيار الوطني الحر كان شريكاً في السلطة منذ العام 2005 وحتى اليوم، وقد فات رئيس الجمهورية أنه ومنذ اتفاق الدوحة يحكم فريقه السياسي بالثلث المعطل مع فريق الثامن من آذار، في إطار العمل على رفع المسؤولية عن نفسه، مشددة على أن المغزى الأساس مما قاله الرئيس عون، التصويب باتجاه الرئيس الحريري، لتحميله وزر تبعات السنوات الماضية، للقول للنواب وللرأي العام أنه ليس رجل المرحلة. والسؤال الذي يطرح، هل يريد رئيس الجمهورية مما قاله، إحراج الرئيس الحريري لإخراجه، والقول له أن هناك مكونات نيابية وسياسية لا تريده رئيساً للحكومة، معتبرة أن ما صدر من مواقف على لسان الرئيس عون وقيادات في الثامن من آذار، يدل على أن هناك شيئاً ما يحصل، الأمر الذي يحتاج إلى قراءة سياسية متأنية لمعرفة خلفيات ما بين السطور.

 

وتشير الأوساط، إلى أن رئيس الجمهورية عندما يحمل الرئيس الحريري، تبعات كل هذه الأزمات، فإنه يوجه رسالة غير مباشرة إلى النواب بعدم تسميته في الاستشارات، في حين أن الرئيس عون عندما انتقد أداء الطبقة الحاكمة في السنوات الثلاثين الماضية، فإنه كان يقصد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، بعدما عمل على تحييد «حزب الله»، سيما وأن رئيس الجمهورية يعتبر أن وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة، يعتبراً وصولاً لهذا الثلاثي إلى الحكم، وهذا ما يرى فيه «التيار الوطني الحر» خطراً عليه، لأن هذا الثلاثي من منظار الرئيس عون وفريقه السياسي، يحضّر لانتخابات رئاسية بعد سنتين بطلها رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في مواجهة المرشح النائب جبران باسيل. وهنا إذا صح التعبير مكمن المشكلة الحقيقية التي ترخي بظلالها على الوضع الداخلي، إلى جانب الأزمات الاقتصادية والمالية التي يتخبط فيها البلد.

 

وتشدد المصادر، على أن رئيس الجمهورية لن يقبل بالتوقيع على أي تشكيلة لا يوافق عليها، وبالتالي فإنه يتوقع ألا تكون مهمة الرئيس الحريري في حال تكليفه سهلة إطلاقاً، لا بل أنها ستكون معركة طاحنة في ظل الشروط التي سيضعها الفريق الآخر خلال مشاورات التأليف، باعتبار أن قوى الثامن من آذار تريد تكليفاً ضعيفاً للحريري، كي لا يتمكن من فرض شروطه، سيما وأن هذا «الثنائي الشيعي» ليس في وارد التنازل عن مطالبه، الأمر الذي سيدفع «الوطني الحر» إلى التشدد في شروطه هو الآخر، لمحاصرة الحريري ودفعه إلى الاستجابة للفريقين.