IMLebanon

..الأهم ما سيخلص إليه لقاء عون والحريري؟!

 

مع كل ما يعانيه لبنان من ازمات، فإن الانظار تتجه الى العاصمة الفرنسية  باريس، حيث سينعقد، اليوم الاربعاء، «مؤتمر باريس الدولي والانساني»، لاستكمال البحث في تقديم «المساعدات الانسانية لشعب لبنان»… (وليس لدولته ولا لحكومته)… وقد دخل هذا البلد يومه الثاني والاربعين، ولا مؤشرات  جدية تدل على اقتراب تشكيل «حكومة الانقاذ» من اصحاب الاختصاص… بل على العكس من ذلك، ما قد يؤدي الى اطالة عمر «حكومة تصريف الاعمال»…؟!

 

لن يحضر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذا المؤتمر، ومع ذلك فستكون له كلمة بالمناسبة، عبر الاجهزة الالكترونية… يتوقع عديدون انها لن تكون موضع الترحيب المتوقع، خصوصا وان ما سيقوله بات معروفا، بنسبة او بأخرى، و تحديدا ما يتعلق بتعثر ولادة الحكومة، ولا مؤشرات تدل على اقتراب الخروج من هذا المأزق…

 

لا جديد يذكر على خط التشكيل، وقد مضى اسبوعان، ولم يلتق الرئيسان عون والحريري… و»حالتنا بالويل»، على ما قال الرئيس نبيه بري، وقد التقى في معقله في عين التينه، السفيرة الاميركية، دوروثي شيا، بعدما تبلغ لبنان من الاميركيين، طلب «اسرائيل» ارجاء المفاوضات غير المباشرة، «لترسيم الحدود البحرية» الى وقت لاحق، لم يحدد بعد…؟!

 

لا تترك واشنطن، «شاردة او واردة» في لبنان، الا وتلاحقها وتتابعها مع اكثر من مصدر، ومن ابرزها تشكيل الحكومة، وما يتردد من فيتوات اميركية على اسماء واحزاب وقوى سياسية وغير سياسية… مصحوبة بتبنيها قرار «التدقيق الجنائي» الذي اقره المجلس النيابي، في جلسته الاستثنائية، يوم الجمعة الماضي، وهي تضغط بقوة لإنجازه… وقد سارع الرئيس بري بدعوته المعنيين بملف تشكيل الحكومة، الى الاستثمار على ما خلصت اليه الجلسة النيابية الاخيرة، والاسراع بانجاز حكومة يمتلك اعضاؤها القدرة، بل والجرأة، على تنفيذ «قرار التدقيق الجنائي بحرفيته…»

 

يتحمل الرئيسان عون والحريري، مسؤولمية «المماطلة…» رغم ما يتلقيانه من تحذيرات، شبه يومية، بأن كل يوم تأخير في عدم انجاز هذا الواجب، يضع لبنان واللبنانيين،  «امام تحديات ومخاطر متعددة العناوين والمضامين، ولا احد يمكنه التنبؤ بعواقبها الكارثية على الجميع… من غير تمييز»، وذلك رغم ما يتم تداوله من معلومات تفيد بان الرئيس المكلف، انجز «مسودة حكومة اختصاصيين من ١٨ وزيرا، استبعدت منها الكتل النيابية والاحزاب والتيارات و سائر القوى السياسية…» وهو يراها «الصيغة الوحيدة، التي تحظى بثقة دولية، وتوفر للبنان الدعم المطلوب، وتكون العامل الاساس لانقاذ البلد…» وهي صيغة لا تحظى بقبول رئيس الجمهورية «حيث هو والرئيس المكلف، وحدهما المعنيان بتشكيل الحكومة، ولا دور لطرف ثالث…»؟!

 

حضر التباين بين الرئاستين، الاولى والثالثة، بكامل ثقله وتعقيداته… الامر الذي يطرح جملة اسئلة وتساؤلات حول «وماذا بعد»؟! خصوصا اذا ما بادر الحريري الى الاعتذار…؟! رغم ان عقد تشكيل الحكومة، ليست جديدة، ماتزال هي – هي، منذ ما قبل التكليف وما بعده وماتزال تدور حول «الشكل والحجم والاسماء والانتماءات وتوزيع الحصص الادوار… كما والبيان الوزاري المطلوب، وان دلت التجارب السابقة على ان البيان يبقى «حبرا على ورق»… وقد سلم البعض بـ»الامر الواقع»  وهم يرددون: «ليس المهم لقاء الًرئيسين عون والحريري، بل ما سيخلص  اليه  هذا اللقاء، ومصير البلد. على اكف «عفاريت اخر زمان»..؟!