IMLebanon

عون رئيساً في جلسة 28 وإلّا… الطوفان

تُصَوَرُ جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 28 من الشهر الجاري، وكأنها المحطّة الأخيرة لانتخاب رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وإلّا من بعدها الطوفان.

الكلام كثير، والإشاعات والأمنيات أكثر، حول احتمال منح الرئيس سعد الحريري أصوات كتلة المستقبل لعون، الذي لم يقبل حزب الله بالتخلّي عنه، حتى لحساب النائب سليمان فرنجية، «نور عَيْن» السيد حسن نصرالله.

من أين يأتي التفاؤل عند العونيين؟ يقول هؤلاء إن التفاؤل مصدره تيار المستقبل نفسه، ومقرّبون من الحريري، غير الوزير نهاد المشنوق. والمشنوق لا يخفي موقفه، يقوله علناً وأمام السياسيين والوسطاء، وقاله سابقاً أمام الحريري: انتخاب عون هو الخيار الوحيد المتاح، وإلّا فالخراب الأخير. أمّا مستشار الحريري الوزير السابق غطّاس خوري، فما قاله بعد زيارته رئيس حزب القوات سمير جعجع لا يُعد مؤشّراً على قبول الحريري بعون. بل على العكس، يفتح الباب أمام احتمالات أخرى ونقاش آخر حول رئيس ثالث غير عون والنائب سليمان فرنجية، أي العودة إلى نقطة الصفر في ظلّ تمسّك حزب الله بعون.

هل تطوّر التواصل بين الحريري وعون في المرحلة الأخيرة؟ أو بين فريق عمل عون وفريق عمل الحريري؟ «لا»، يجيب العونيون، العلاقة أقلّ من عادية، والاتصال لا يحصل إلّا في المناسبات، ويتناول أمورا تفصيلية ثانوية، ولا شيء دسماً. وإذا كان الحريري قد نكث بوعده لعون في المرّة الماضية لأن وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل كان قد وضع «فيتو» على عون، فهل تغيّر الموقف السعودي؟ الجواب عن هذا السؤال مشترك، بين العونيين وتيار المستقبل، بأن السعودية لم تعط أي جواب، وأصلاً لا تهتم بلبنان في المرحلة الحالية.

بري: إذا وافقت السعودية على عون فسأقيم له قوس نصر في عين التينة

حسناً، هل يستطيع الحريري اتخاذ موقف بهذا الحجم من دون السعودية؟ الجواب مشتركٌ أيضاً بين العونيين والمستقبل… والرئيس نبيه برّي. يقتنع الأطراف الثلاثة بأن الحريري لا يمكن أن يُقدم على هذه الخطوة من دون الإيعاز السعودي، غير المتوفّر الآن… ومن المرجّح أن لا يكون متوفّراً قبل 28 أيلول. وزوّار برّي سمعوه يردّد في الأيام الماضية، بأن القرار سعودي، وإنه في حال موافقة السعودية على عون، فسيرفع له قوس نصرٍ في عين التينة. لكنّهم سمعوه يقول أيضاً، إن لا شيء تغيّر في موقف المملكة، منذ سعود الفيصل.

ومع ذلك، يقول ممثّل أبرز قوة في 8 آذار، إن «عون سينتخب رئيساً للجمهورية في جلسة 28»، وهو لا يستند إلى أمنيات، بل إلى كلام من تيار المستقبل نفسه، مع أن الحريري صامت.

وفي حال لم ينتخب عون رئيساً في جلسة 28، كيف سيكون الطوفان؟ بدا عون واضحاً الأسبوع الماضي أمام زوّاره، ومن بينهم رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، أن تحرك التيار الوطني الحرّ لن تكون له حدود، ولن يكون هناك سقف… لأي طرح.

التيار الوطني الحرّ أصلاً يحضّر شارعه لموجة احتجاجات في الشارع، تحت عنوان الميثاقية. القوات اللبنانية لن تكون بعيدة بدورها عن الشارع. أمّا حزب الله، فلن يترك عون وحيداً… للقوات. ولا يعني أن الحزب سينزل بجحافله إلى الشارع. لكنّه مع عون حتى النهاية، وسيحرص في حال انتخب عون رئيساً، على أن لا ينهل جعجع من الجمهورية. حتى بعد عمرٍ طويل لعون، سيبقى حزب الله إلى جانب باسيل، وسيحرص الحزب أن لا ينهل جعجع… من الشارع المسيحي.

في هذه الأثناء، تُفرض هدنة في حلب وترسم خطوط تماس سورية، ويحضّر هجوم على مدينة الموصل، وتُركّب أقاليم في العراق، ستّة في محافظة نينوى وحدها… تُرى، كيف سيكون الطوفان اللبناني؟