تبدو قدرة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على ضبط النقاش في جلسة اليوم على المحك، نظرا الى صعوبة الموضوعين المطروحين، وهما فتح معركة تحرير جرود عرسال والتعيينات الأمنية.
ونقل مقربون “أن أجواء الرابية مستنفرة وان العماد ميشال عون يضغط من اجل تعيين قائد جديد للجيش ويعتمد عرسال وسيلة للضغط”. واضافوا: “لا يشكل وضع المسلحين الإرهابيين في جرود عرسال اي خطر على البلدة ولا على المواقع العسكرية للجيش. والمعركة الحالية سياسية. واذا كان الجنرال يريد فتح معركة عسكرية فهذا يستوجب قرارا سياسيا وضوءا اخضر سنيا وتحديدا من تيار المستقبل، وهذا مرفوض في الوقت الحاضر، ولا يجوز اقحام الجيش في معركة قد يكون لها تداعياتها في مناطق عديدة من البلاد ولا تبقى محصورة في الجرود ومداها الجغرافي، وفقا للمعلومات المتوافرة من اكثر من وسيط”. ونقلوا ايضا “ان الجنرال مصمم على استعمال الكثير من أوراق الضغط التي لا حدود لها، وهو سينتهج الضغط التدريجي سواء بالتعبئة الاعلامية كما هو حاصل حتى الآن من خلال احاديث صحافية، او خطب ساخنة امام تجمعات شعبية لأنصاره يقصدون الرابية، والمثال على ذلك قوله انه لا يجوز السكوت عن احتلال 400 كيلومتر مربع من الاراضي اللبنانية في جرود عرسال من تنظيمات ارهابية”.
واضافوا: “من المؤكد أن عون لن يطلب من وزرائه الاستقالة لانه يدرك خطورة مثل هذا القرار على الوضع المؤسساتي الذي يحافظ على الحد الادنى من الاستقرار السياسي الذي توفره الحكومة الحالية في غياب رئيس للجمهورية”. ووفقا لمقربين ان ذلك لا يعني ان عون لن يطلب من وزرائه تعليق حضورهم في مجلس الوزراء اذا لم يتجاوبوا مع طلبه تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش، وسيطلب منهم الحضور فقط الى مكاتبهم لتسهيل القضايا الملحة، وهذا سيؤدي الى تعطيل مجلس الوزراء، وستصبح البلاد من دون مجلس نواب يعمل ومن دون رئيس للجمهورية. ومن الواضح ان التصعيد الذي ينتهجه في موضوعي عرسال والتعيينات لا يؤشر الى ان جلسة اليوم ستكون منتجة، بل على العكس قد يحتدم فيها النقاش لتصل الأمور ربما الى اقدام سلام على تعليق الجلسات حتى أشعار آخر، او الى وقف الجلسة من دون اتخاذ اي قرار الى حين عودته من زيارته الرسمية للسعودية التي تبدأ غدا الثلثاء.
ودلّت نتائج الاتصالات في عطلة نهاية الاسبوع على ان الجلسة لن تكون هادئة، لأن المشاورات الثنائية التي جرت لاقناعه بعدم تقديم موعد معركة عرسال لم تنجح. كما ان خوضها لن تبقى نتائجه محصورة في جرود عرسال بل ستطال بالأذى هذه البلدة والبلدات الاخرى المجاورة.
ومعلوم ان موقف الرئيس سعد الحريري هو التمهل طالما ان موعد انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي هو في 23 أيلول المقبل وكان النائب وليد جنبلاط اقترح تعيين العميد روكز قائدا للجيش، رابطا الموافقة بانتخاب رئيس للجمهورية قبل ذلك. وفي مثل هذه الحال سيضطر وزير الداخلية نهاد المشنوق الى التمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص قبل الخميس المقبل لان الضابط الذي سيخلفه لن يسلمه المديرية العامة بالوكالة لانه ينتمي الى طائفة اخرى ومدة التمديد ستكون الى 23 أيلول وستبت مع القائد الجديد للجيش.