IMLebanon

عون راجع «الى قصر الشعب»؟!

منذ انطلاقة مبادرة رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، بالانفتاح مجدداً على العماد ميشال عون، كسراً للفراغ الذي يكاد يلتهم الدولة، انطلقت في المقابل حملة مركزة، بدأت خجولة، ثم اخذت تتصاعد، هدفها اجهاض حركة الحريري في الدرجة الاولى، ومنع وصوله الى رئاسة الحكومة، وابعاد عون عن قصر بعبدا، ودق اسافين في علاقة التيار الوطني الحر بحزب القوات اللبنانية عن طريق اختلاق روايتين اثنتين، الاولى ان القوات غير جادة بتحالف مع التيار، والثانية ان القوات اشترطت على عون، وزارات معينة في اول حكومة تشكل في عهده، وان حزب الله رفض اعطاء وزارات امنية للقوات، وان عون لا يستطيع ان يرفض طلباً لحليفه الاساسي، ولذلك فان حزب القوات سيكون الخاسر الاكبر بوصول عون الى سدة الرئاسة الاولى، وسيخرج من مولد الرئاسة بلا حمص، ولم ينس عرابو هذه الحملة القيام بمحاولة يائسة، لاعادة احياء الدور الذي كان يمارسه نظام الوصاية على لبنان، بقبول هذا واستبعاد ذاك، والهدف هو، هو، ابعاد الحريري وعون.

***

جميع القوى السياسية في لبنان، وكذلك الدول المعنية بالوضع اللبناني، تعرف تماماً، انه لو استطاع الرئيس الحريري اقناع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، بقبول ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، كان فرنجية اليوم رئيساً للجمهورية، بأكثرية اصوات تيار المستقبل، وحركة امل، واللقاء الديموقراطي، والقوات اللبنانية والنواب المستقلين، وتيار المردة، وعدم معارضة حزب الضمنية، بما يعني ان تفاهم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، اعطى العماد عون زخماً مسيحياً مؤثراً، فرض نفسه على جميع الافرقاء، و«خربط» خططهم واهدافهم، وتحرك سعد الحريري اليوم هو نتيجة لهذا الزخم الذي تحقق بتفاهم الحزبين، وبالتالي فان العلاقة بين القوات والتيار الوطني، وفق مصادر الحزبين، اصبحت اقوى من الشائعات والتسريبات، لانها بنيت على عشرة بنود وطنية سيادية استقلالية، مرجعها الاول والاخير احترام الدستور والميثاق والقوانين المرعية الاجراء، وتفاهم التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، اذا قيّض له ان يتوج بانتخاب عون رئيساً في 31 من الشهر الجاري، سيكون سمير جعجع سعيداً به جداً، لانه عمل كثيراً وتعب للوصول اليه، وأثبت انه صادق في تفاهمه مع العماد عون، والايام المقبلة ستثبت صحة هذا القول.

***

احتفال التيار الوطني الحر، في ذكرى الثالث عشر من تشرين الاول امس، كان فرصة ثمينة امام العماد عون، وامام رئيس التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل، لطمأنة جميع اللبنانيين، وخصوصاً الخصوم منهم، الى ان تحقيق الميثاقية بوصول العماد عون الى قصر بعبدا، يكون لبنان قد قطع شوطاً كبيراً باستعادة ما خسره في فترة الفراغ والتعطيل، وما قبلها، وكلمتا عون وباسيل في هذه المتابعة حملتا جديداً مريحاً، ان كان باللهجة او بالمضمون، بما يعني ان هناك تعميماً ووعداً بالانفتاح على الجميع، والعمل مع جميع المكونات السياسية لاعادة الروح الى لبنان، بعيداً من النكايات والكيديات والاتهامات، حتى ان كلمة عون تصلح لأن تكون خطاب قسم اليمين، اذا تم كل شيء على ما يرام، وهو خطاب سيحاسب عليه هو وحزبه في حال الاخلال به، خصوصاً ان دماء شهداء الجيش اللبناني والمدنيين الابرياء، الذين استشهدوا يوم 13 تشرين الاول 1990، هي الاساس في شعبية التيار الوطني الحر، وستكون العامل الاول المؤثر في حال رجع عون الى قصر الشعب رئيساً للجمهورية.