Site icon IMLebanon

خلاف عون وبري يربك التيار ويقض مضجعه بالانتخابات

 

 

لاحظت مصادر سياسية متابعة ان الشغل الشاغل لرئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل، في الوقت الحاضر، هو موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، والموقع الذي سيكون فيه التيار في تركيبة المجلس النيابي الجديد، في ظل التراجع الملحوظ بالمزاج الشعبي المسيحي ضده في الاعوام الاخيرة، قياسا على الانتخابات الاخيرة وما قبلها، وتغيّر خريطة التحالفات  السياسية المرتقبة معه.

 

واشارت المصادر أنه يبدو من وقائع اللقاءات الجانبية، والمحصورة، برئيس الجمهورية وباسيل وعدد محدود من القياديين اللصيقين بالاخير، ان التيار مربك ومنهك، لعدة اسباب، اهمها، الخلاف المستفحل بين بعض القيادات، ورئيس التيار، بسبب فرض الاخير لمرشحين محسوبين عليه، واستبعاد آخرين، ممن لهم حيثية شعبية في مناطقهم،  خلافا لنتيجة الانتخابات التمهيدية التي أجراها التيار لاختيار المرشحين الاكثر شعبيا.

 

وهناك سبب مهم ثان، يتعلق  بعدم وضوح خريطة تحالفات التيار الوطني الحر مع باقي الاطراف السياسيين في معظم الدوائر الانتخابية، بسبب التباعد واستفحال الخصومة مع معظمهم،جراء الممارسات السيئة للسلطة، والسلوكيات الاستفزازية ومحاولات الإلغاء السياسي، التي انتهجها رئيس التيار ضدهم طوال السنوات الخمس الماضية.

 

وتكشف المصادر ان رئيس الجمهورية ميشال عون،  يتولى شخصيا لململة وضع التيار، برغم النفي الصادر عن رئاسة الجمهورية، ويعمل على ازالة التباينات والخلافات، وتقريب وجهات النظر، بين باسيل وعدد من نواب ومرشحي التيار ومسؤوليه، ولاحظت ان لقاءاته النيابية مؤخرا،مع النائب آلان عون وبعده النائب اسعد ضرغام ،كانت لهذه الغاية.

 

اما السبب الثالث المهم الذي يقف عائقا اساسيا بتحالفات التيار في اكثر من دائرة، فهو خلاف عون وباسيل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يزداد حدة يوما بعد يوم بدل التخفيف منه او حتى تجميده مؤقتا على ابواب الانتخابات النيابية، وفي حين لوحظ ان تدخل الحزب في اكثر من محاولة لمصالحة الطرفين اللدودين باء بالفشل، برزت اعتراضات ورفض من المناصرين والمؤيدين لبري على التحالف مع التيار الوطني الحر بالانتخابات، وهذا التوجه بات يؤثر سلبا على تحالف حزب الله مع التيار الوطني الحر في اكثر من دائرة، وأولها في دائرة بعبدا، حيث يؤثر فك تحالف التيار مع حركة «امل» بالانتخابات سلبا على مرشحي التيار النائب آلان عون  والمرشح الثاني الذي سيتم اختياره من التيار، فيما تتحرك مجموعات من الثوار لتوحيد انفسهم بلائحة مرشحين ضد لائحة التيار الوطني الحر.

 

وتشير المصادر الى ان الخلاف بين مرشحي التيار بلغ على اشده، في جزين بين النائب ايلي اسود والنائب السابق «امل» ابوزيد، على من يترشح منهما على لائحة التيار  فقط، بعدما فاز ابو زيد بالاقتراع الداخلي، بل يبدو ان هناك استحالة لتحالف التيار مع أي من القوى الاساسية، اي مع الرئيس بري في هذه الدائرة، وكذلك الامر مع النائب بهية الحريري وتيار «المستقبل»، وحتى مع النائب اسامة سعد، الذي ابلغ وسطاء من حزب الله، ووفداً من التيار برئاسة الوزير السابق طارق الخطيب، رفضه للتحالف معه، الامر الذي يظهر بوضوح الوضعية الصعبة للتيار في هذه الدائرة.

 

ولا يقل الامر سوءا، في مرجعيون وحاصبيا. ففي حين يسعى التيار الوطني لترشيح شادي مسعد عن المقعد الارثوذكسي، مكان النائب اسعد حردان في هذه الدائرة، ويدعم مروان خير الدين مرشح النائب طلال ارسلان عن المقعد الدرزي، يتمسك رئيس المجلس باعادة ترشيح حردان على المقعد نفسه، كما يرفض دعم مرشح ارسلان، ويحبذ دعم مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي لبيب الحمرا، للمقعد الدرزي بدلا من النائب انور الخليل، او من يتم التفاهم عليه.

ad

 

وفي منطقة جبيل يبرز الخلاف على اشده بين مرشحي التيار الوطني الحر، وهناك تنافس بين ترشيح الدكتور وليد خوري المدعوم من رئيس الجمهورية،  والنائب سيمون ابي رميا الذي يرفض الانسحاب له، ويصرُّ على الترشح مستندا الى فوزه بالانتخابات الداخلية، في حين يلوح الخوري بالانضمام الى لائحة نعمت فريم، الذي هو صهره بالمناسبة ويتمتع بتأييد واسع من عائلة الخوري بجبيل.

 

اما في البترون معقل رئيس التيار الوطني الحر، هناك تبدل بالتحالفات قياسا على الانتخابات الاخيرة ،فتيار «المستقبل»، لم يعد حليفا لباسيل ولن يمنحه اصوات مؤيديه، بينما رفض تيار المردة كل الوساطات من حزب الله وغيره، للتحالف مع باسيل في هذه الدائرة، فيما  تقف القوات اللبنانية بمواجهة التيار الوطني ،وهذا يفرض تحديات وصعوبات عديدة  امام التيار.

 

اما في المتن، وفي ظل استحالة تحالف التيار مع حزب الكتائب أو القوات اللبنانية ،يبدو ان النائب الياس  ابو صعب، ليس بوارد الترشح، و اوكل التيار ادارة العملية الانتخابية هناك الى النائب ابراهيم كنعان، الذي يجهد حاليا، لتأليف لائحة من شخصيات يمكنها مواجهة مرشحي حزب الكتائب الذي يتمتع بتأييد شعبي وازن في المنطقة وتحالف مع المجتمع المدني، من جهة، ومرشحي القوات اللبنانية من جهة ثانية.

 

ويخوض التيار الوطني الحر انتخابات صعبة في زغرتا والكورة، بمواجهة تيار المردة والحزب القومي، كما مع القوات اللبنانية، وتبدو هناك صعوبة لتحقيق  اختراق،لأي من مرشحيه، الا في حال تبدلت التحالفات الحالية، وهذا يبدو مستبعدا حتى الان.

 

اما في عكار، لن يكون حال مرشح التيار النائب اسعد ضرغام، في حال تم تبنيه من قبل التيار، احسن حالا، او طريقه معبدا، بل  ادى فك تحالف التيار الوطني الحر مع تيار «المستقبل»، الى امكانية تراجع نسبة التأييد الشعبي وتقلص حظوظ فوزه بالانتخابات

 

وفي زحلة تبرز تحديات كثيرة، وتكاد هذه الدائرة تشهد اصعب المعارك بين التيار الوطني والقوات، وما تزال معالمها غير واضحة بانتظار مصير التحالفات النهائية مع بقية القوى هناك، لاسيما مع تبدل التحالفات عما كانت عليه بالانتخابات الماضية، لاسيما في ظل التباعد الحالي بين التيار الوطني الحر وحركة «امل»، وكذلك تيار «المستقبل».

 

اما في دائرة البقاع الغربي وراشيا، كذلك اصبح وضع التيار الوطني الحر انتخابيا متعثرا وصعبا حتى حدود العدم، بسبب رفض نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، اعادة التحالف معه في هذه الدائرة، وهو اتخذ خياره منذ انفصاله عن كتلة التيار،  ويتجه حاليا، لنسج تحالف مع تيار «المستقبل» وحركة «امل» والحزب التقدمي الاشتراكي، في مواجهة اللائحة التي قد تضم مرشحي التيار الوطني الحر، وحزب الله، ومرشح عن النائب السابق فيصل الداوود.