IMLebanon

معركة عون – بري الجديدة طاحنة ولا ترحم

 

كما الماعز يفعل بشجرة الزعرور،فإن الزعرور يفعل بجلدها،مثل قديم انتشر بين الذين يتخاصمون ،فالماعز يحك جلده بأغصان شجرة الزعرور وفي المقابل الشوك في اغصان الزعرور يجرح جلدها فتسيل الدماء منها..

 

هذا المشهد المعبر يرخي بظلاله على العلاقة الشائكة (من الاشواك) بين الرئاستين الأولى والثانية ، فكما فعل أبو مصطفى في جلسة انتخاب الجنرال حينها كان المرشح الوحيد للرئاسة ، ينتظره اليوم الرئيس عون في انتخابات رئاسة المجلس كمرشح وحيد ، فالرئيس عون الذي اتهم الآخرين بأنهم «ما خلونا « بدأ عهده بالمعاناة عندما كان  يعد الاوراق التي انتخبته في الصندوق الذي احكم قبضته ومصيره بين يدي «خصمه « نبيه بري، فكانت الاوراق غير مطابقة لاعداد المقترعين ،  اعيد الانتخاب مرة مرتين وثلاث وعون يترقب باعصاب مشدودة يطلب «الحاج خلاص « من المغطس الذي ادخله فيه المحنك رئيس المجلس ، المعاناة لم تتوقف ولم تنته بالقسم الذي حلف به الرئيس عون في المجلس النيابي في تلك الجلسة الماراتونية، بل رافق الأداء التعليمات المشددة لبري بالامساك باليد اليمين وفي كيفية انحنائها كي يأتي القسم مطابقا للتعليمات ، فكان الاستاذ والتلميذ مشهدا مطابقا يرسم المسيرة للعهد واي خلل في التراتبية سوف تلاقي مصير اللي ما خلونا وتضع رئيس العهد اسيرا داخل القصر في بعبدا ، لكن العهد اوكل لوزيره الوريث جبران باسيل مهمة عدم الالتزام بشروط الرئيس بري ، فبدأت حروب الالغاء بينهما ، وكانت تتخللها هدنة من هنا ودبكة من هناك ، يؤمنها الحليف المشترك حزب الله الذي كان يعجز مرارا من تهدئة الرؤوس الحامية لدى الفريقين المتنازعين ..

دارت الايام دورتها ،وجاءت الفرصة الذهبية للإنقضاض كي لا نقول للانتقام  ، بري الخارج من الانتخابات النيابية بات يفتقر للبن العصفور الذي وزعه ذات زمان، فأصبح يفتش عن الاصوات النيابة بالسراج وفي الكليمونصو حيث يقف خصمه الحليف على ضفتي النهر ينتظر الإشارة ليعود البيضة التي قصمت دائما ظهر حلفائه في معسكر ١٤ آذار .. لكن الجنرال يقف في المرصاد  امام اي إجماع يناله بري والأخير  حرمه اياه و ومنعه من تحقيقه ، فالنصاب ان اكتمل وحضر تكتل الإصلاح والتغيير بكامل اعضاءه بناء لرغبة او امر من الحليف الأصفر، هذا لا يعني سوى أوراق بيضاء في صندوقة ستفضح هزالة الحاصل لساكن عين التينة ، والرئيس الذي رسخ معدلة تعيشان معا او ترحلان سويا ايام سعد الحريري وجبران باسيل همس في اذن مستشاره الاعلامي سنبقى سويا انا وبري او سنذهب معا الا اذا كانت الاعمار لها رأي آخر .. وهي بطبيعة الحال بيد الله لأن البقاء في قصر بعبدا  له حيثية قانونية، تبدأ بتصريح من مقرب ،ليقوم آخر بتوضيح التصريح الأول وثالث برسم خريطة الطريق كي يكون «التمديد» انقاذيا وطنيا ويكمل جريصاتي مندرجات التجديد بفذلكة قانونية برع بها منذ ايام المحكمة الدولية التي اوصلته إلى جوار الرؤساء يفتي ويستشار مدركا حظوته كآمانة تعمل بإخلاص المؤمن بالمحور الذي تبناه سياسيا قانونيا في الموقع الحساس .. اذافالرئيس عون ينام على الأوراق الثمينة ،سيرد إلى الذين ما خلوه بذات الأسلوب والطريقة ، فبري لن يمر من خرم الإبرة إلى قاعة مجلس النواب رئيسا بل سيدخله منهكا -ودائما حسب رغبات الرئيس وفريقه المنتشر في اروقة بعبدا -رئيس العهد لا ينام على اي تطاول بل يسعى للانتقام بأسلوب اعتمده منذ حروب الالغاء والتحرير ،لذا وضع نصب عينيه الانتقام من ايلي الفرزلي اليد اليمنى للرئيس نبيه بري ، وكان له ما أراد .. بري سيصاب بالشلل المجلسي اذا اخرج الفرزلي من كنفه ، فالحقد هنا بلغ أعلى درجات الانتقام ،جند المستشار الجريصاتي الخبير في زرع الكمائن وهو يعرف الأرض هناك في البقاع جارة سوريا التي توحي للجريصاتي بأبلغ الكلام في المقامات الرئاسية ، بري الذي فوجىء بهزيمة رجله الأول اكتشف ان النتائج في الانتخابات الأخيرة ستصيبه بالدوار واوجاع الرأس فسارع إلى ضرب الحديد حاميا ساعيا إلى تأمين النصاب القانوني واضعا في جيبه الصغرى نتيجة انتخابه مهما تواضعت الأرقام تاركا جبران باسيل مع كتلته يقررون الحضور من عدمه وسوف ينتظر العهد المتهالك عندما يلفظ أنفاسه الاخيرة التي لن تتعدى الاشهر الخمسة ، فيما ولاية الرئيس بري السابعة تبدأ للتو ،فكما دخل إلى بعبدا تحت أعين رئيس المجلس سيخرج منه حاملا ما تيسر من مستشارين وجبران عيونه شاردة في حصرم رئاسي شاهده يوما في حلب ..

انها معركة رئاسية طاحنة بين رجلين لا يلتقيان .. فالمعركة بينهما لا رحمة فيها ولن تحسمها سوى الاعمار التي لا تزال بيد الخالق مالك الساعة والويل لمن تأتي ساعته.