Site icon IMLebanon

عون يلدغ مرتين من جحر «حزب الله»

هناك مثل يقول: «مَن استعجل الأمر قبل أوانه، عوقب بحرمانه».

هناك استحقاقان: الأول تعيين مدير عام لقوى الأمن الداخلي، والثاني تعيين قائد للجيش، وهما استحقاقان أمنيان.

وللأسف الشديد، بدلاً من أن يكون هذان الاستحقاقان شبه سرّيين، وبالذات بعيدَيْن عن الإعلان، وتداول الأسماء ومبنيين على قواعد دستورية وعلمية وإدارية… أصبحا خاضعين للإعتبارات السياسية والمذهبية مئة في المئة.

مساكين اللبنانيون، كم هم مظلومون بهذه الإدارة السياسية والمذهبية السيّئة التي تدير لبنان.

منذ سنة يهدّد الجنرال ميشال عون: إمّا أن تعيّنوا شامل روكز قائداً للجيش أو نستقيل من الحكومة.

ولكن، يا جنرال، الموضوع الأهم هو رئاسة الجمهورية، فلماذا لا تتفاهم بشأنه مع شركاء الوطن، المسيحيين أولاً، والمسلمين لاحقاً؟!. ثم تأتي التعيينات بما فيها قيادة الجيش.

ولا مرّة كان هذا الاستحقاق إلاّ تسووياً… هذه هي عبرة التاريخ، وفعلاً إنّ أحداً لا يؤذي ميشال عون مثلما يؤذي ميشال عون نفسه.

يريد أن يتحالف مع «تيار المستقبل» ثم يرفع في وجهه الابراء المستحيل والتهم العديدة(…)

فكيف ستعمل رئيساً للجمهورية يا جنرال مع هكذا سياسة وهكذا تصرّف؟..

لا تريد أن تتفق مع سمير جعجع… ولا تريد أن تتوصّل الى تفاهم جدّي مع «تيار المستقبل»…

ومع ذلك تريد أن تعمل رئيساً للجمهورية؟

ثم أنت مع الشعب، طيّب، ولكن الشعب أسقط جبران باسيل مرتين فلماذا تفرضه وزيراً؟!.

إنّ من يستمع الى سمير جعجع ويستمع الى ميشال عون، يدرك فعلاً كم أنّ الفرق بينهما شاسع: بين رجل سياسة يتعامل مع الواقع بهدوء وعقل وحوار، ورجل سياسة آخر يقوم خطابه السياسي على التحديات والعنتريات.

ثم انّ هذه ليست المرّة الأولى التي يصل فيها الجنرال أمام الباب المقفل، فقد سبق أن فشل في الوصول الى الرئاسة بعدما كذب عليه حلفاؤه في «حزب الله» وأطراف 8 آذار الآخرون، إلاّ أنّ شخصاً مثله لا يمكن أن تجوز عليه مثل هذه الوعود المعروف سلفاً أنّها غير حقيقية.

إنّ الحزب يريد من ميشال عون أن يكون مجرّد غطاء له، لا أكثر ولا أقل.

وفي تقديرنا أنّه آن الأوان ليدرك زعيم «التيار الوطني الحر» هذه الحقيقة التي يعرفها اللبنانيون جميعهم.